المقالات

شرعنة الدكتاتورية

1084 20:25:00 2008-08-17

( بقلم : علاء الموسوي )

ساعدت التوافقات والاجماع السياسي في المشهد العراقي على اعاقة، بل منع حصول اي تقدم في جانب التشريعات، اذ يستمر مجلس النواب ـ والى يومنا هذا ـ في تلكوئه وعدم قدرته على اصدار التشريعات والقوانين من خلال عدم التزامه بالمواعيد النهائية لشرعنتها في العمل السياسي. وهذا بطبيعة الحال يدفع الى ضرورة التفكير بحلول جذرية وجادة لتخليص الواقع السياسي العراقي من ضريبة التوافقات ـ غير المجدية ـ والتي يدفع ضريبتها المواطن البسيط ، متحملا بذلك امزجة النظرية التوافقية، واطرافها الموغلة بعقلية الدكتاتورية المفرطة في التعامل والطرح. الشيء الذي يمكن استخلاصه من مراقبة السجال السياسي العراقي في المرحلة الراهنة، هي أن هناك ديمقراطية حقيقية تصل أحيانا إلى حد الفوضى في اتخاذ القرارات وشرعنة القوانين وتأجيلها في الوقت نفسه!.

الامر الذي يجعل تلك الديمقراطية (عراقية الطراز) تتحول الى شكل من اشكال الدكتاتورية المغلفة بأسمية التوافق وغيرها من المسميات والعناوين الفارهة. إذا كان من المنطقي حصول تباين حول السياقات والآليات والشكل الأنجع لنظام انتخابي فعال وتمثيلي، فإن مثل هذه الخلافات سرعان ما تحولت إلى استقطاب على أساس الهوية العرقية وهو استقطاب تميل أطرافه إلى رفع سقوف مطالبها بعد أن تتحول مواد قانونية (فنية) إلى قضايا (قومية) و(مصيرية) وبالتالي يفقد النقاش عقلانيته ويغدو صراعا لإثبات الوجود فقط لا غير. بعيدا عن السوداوية في طرح الاراء، لا اعتقد شخصيا ان مجلس النواب سيتمكن (بعجز الاخر.. وغياب الثلة.. وبعد الاحبة..) من التواصل لاقرار قانون مجالس المحافظات في هذا العام، اذا ما كانت هناك رؤية حاسمة بوجه التوافقات المعطلة، واقناع جميع الاطراف بحساسية الموقف الوطني تجاه تمزيق كركوك وجعلها ذريعة لتأجيل تلك الانتخابات، ناهيك عن الابتعاد عن تلك اللغة المعبرة والمشرعة لدكاتورية الطرح والالتزام بمعطيات المصالح الضيقة لدى البعض من اطراف التكتل النيابي في العراق الجديد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك