المقالات

كيف يفكر الأخ الصدري؟

1340 23:46:00 2008-07-15

الصدريون أو ما يسمون أتباع التيار الصدري ليسوا أناسا من كوكب آخر , بل هم بعض من أخوتنا و أبناء بلدنا الذي يفترض أن يكون فيه الحكم لصوت العقل الحر القاضي بالتعايش السلمي و التعاون على البر و التقوى و مصلحة البلاد و العباد بعد أن زال الطغيان و ذهب عهده إلى غير رجعة . و لكن مما يؤسف له حقا أن نرى هؤلاء الأخوة وقد انحرفت أفكارهم و عقولهم و نفوسهم عن جادة ما يقتضيه التعقل و التروي و الحكمة . لا نريد أن نلقي ذلك كله على شماعة كون أغلبهم من المراهقين و صغار السن و الشباب العاطل عن العمل و إن كانت هذه القضية ليست شماعة في واقعها بل هي قضية مؤثرة و حقيقة تترتب عليها حقائق أخرى . و كلها بمجملها تستحق وقفات و وقفات للدراسة و التأمل و البحث عن عللها و معلولاتها عميقا في السيكولوجية و الثقافة و التاريخ التي اجتمعت مؤثراتها لتلد لنا ما أطلق عليه البعض بالظاهرة الصدرية . المهم الآن ليس التنظير و لا أولوية لدراسات تحلل بعمق و تشرّح بإسهاب الظاهرة ، بل يجب التعاطي مع الواقع و الحدث لأننا في وضع يجب أن تشخص فيه الأمور و تحدد ضمن الأطر العامة و قليل مما يمتلك خصوصية عن غيره . سؤال كيف يفكر الصدري طرحه العراقيون آلاف المرات مع كل حدث أو أزمة و ما أكثرها يكون الصدريون الطرف المثير للجدل فيها . طرحوه بشكل أو بآخر و لكن تبقى للسؤال تلك الثيمة المتعلقة بحقيقة عقلية الصدري و رغبته و نواياه و ما يريده و ما لا يريده ؟؟ اختصر من وحي المعايشة الشخصية للصدريين أولا و من وحي المعاناة التي مررت بها معهم و ثالثا من وحي الحطاب الصدري ، أختصر النقاط الأساسية التي تشكل ركائز العقل الصدري و دوافعه و محركاته وهي :أولا : الصدريون مسكونون برغبة الثأر للسيد الشهيد محمد صادق الصدر ، وقد اثر ذلك على تشكيل نفسية الصدري و طبيعتها الحادة و مزاجها المتعصب . فهم فقدوا السيد الصدر على يد الطاغية صدام بعد أن ثبت له أن مضار وجوده أصبحت أكثر من منافعه في تقديره و رغم الطريقة البشعة التي أقدم من خلالها الطاغية على اغتيال السيد و ولديه أمام أنظارهم فإن الصدريين لم يقووا على فعل شيء مؤثر سوى حركة لم تكن لتهزّ شعرة من جلد جنزير العوجة ، و من قام بذلك تم تصفيته و اعتقاله لمدد طويلة فخرج وهو لا يلوي على شيء حاله حال من لم يعتقل و بقي حرا طليقا ، كلاهما يتقاسمان الشعور بالغصة المريرة و العجز الكلي عن التحرك بوجه النظام و السلطة القائمة . بعد السقوط أرادوا أن يتخلصوا من هذا الشعور و يبددوا شحنات الكبت فكان منهم أن تمردوا على الوضع القائم و حاولوا إثبات أنفسهم بل بلغ البعض مبلغا في الثأرية لستر ماء الوجه أمام الذات فراح يدعي أنهم من أسقطوا صدام بينما يقول الواقع أنه لولا الاحتلال الأمريكي لبقي صدام حاكما مطلقا على العراق يرثه من بعده قصي أو عدي . ثانيا : عقب إسقاط النظام و عودة الأحزاب السياسية المعارضة شعر الصدريون بالنقص أمام التاريخ الجهادي لبعض هذه الأحزاب و تحملها مرارة النفي عن الوطن و مطاردة أجهزة المخابرات لهم و رفض أغلب الدول لا سيما العربية حتى مرورهم بمطاراتها . فما كان منهم وهم فارغو الوفاض إلا مواجهة تلك الأحزاب و عدم الاعتراف بها و بتأييد قطاعات واسعة لها لأن الاعتراف يعني اعترافا بالتاريخ ، اعترافا بسفر متوهج من الجهاد و مقارعة الظلم . فاتخذوها اقرب إلى العدو ثم انتهت الأمور فعلا إلى المجاهرة بكونها عدوا و ذهب بعض الصدريين حد تفضيل الأحزاب البعثية و العلمانية عليهم . ثالثا : لستر النقص المزمن تاريخا و ثقافة و تعليما لأغلب عناصر التيار كان لا بد من رفع شعار يمنحهم وصفا دعائيا و يستر عورة فاضحة لهم فكان شعار " المقاومة " و رفض الاحتلال رغم أنه لا يوجد حزب سياسي لا سيما من الأحزاب الإسلامية يوافق على بقاء الاحتلال لكنه في نفس الوقت لا يسعه إنكار الواقع و لا بد من التعامل بحكمة مع الأحداث و إدارة دفة السياسة بحنكة و صبر و طول نفس . رابعا : يعترف الصدريون أنفسهم بأن أغلب أتباعهم هم ذوو تاريخ شخصي مهين ، خذ على سبيل المثال الصدريون في مدينة الثورة " الصدر حاليا " فلا تكاد تجد شخصا منهم لم يكن معروفا بطيشه و شقاوته و كان ذات يوم إبليسا من ألأبالسة . بالطبع ليس في هذا عار و شنار فالله يهدي من يشاء و لكن للتاريخ حكمه و للسلوك تأثيره . لهذا كانت فرصة تشكيل مليشيات فرصة رائعة لانصهار الذات في ذاتها ، العودة إلى الشباب أو الطفولة الشقية و إن بوجه آخر ، فتحولت التوثية إلى بندقية و القامة إلى آر بي جي .. و تماهى الصدري في طبيعته الأولى و لكن بلباس المقاوم النبيل . خامسا : نقطة انطلاق الصدريين كانت في ظروف قاسية ألمت بالعراق و لحظة الولادة و المخاض الصعب هو في الواقع أهزوجة تثير الحماسة و تلبي في النفس جانبا مهما لإثبات الذات و استعادة الأمجاد ولو تلك المنسوجة من الوهم ، لحظة تبلور التيار الصدري هي لحظة الظلم و الظلام البعثي و لهذا نجدهم يصرون على استمرارها بوعي أو بلا وعي . حتى ليبدو أن نفَس الصدري سيختنق ما لم يكون ما حوله ظلما و ظلاما . من هنا راحوا يخلقون أعداءهم خلقا و يصرون بكل قوة على أن ما حولهم ظلم و ظلام رغم أنك لو قارنت بين أمس الصدري و يومه لوجدت اختلافا بينا هو كاختلاف حال أي عراقي اليوم مهما كان عن أمسه .سادسا : بعد أن وجد الصدريون أنفسهم حزبا سياسيا معتدا به في أجواء الحرية و النظام الديمقراطي الذي يعتد بأي حزب مهما كان حجمه و تأثيره و شعاراته و عقيدته احوا يتعاملون مع السياسة و واقعها و كأنهم في مضيف من مضايف الجنوب يجلس فيه الناس فتكون الغلبة للسان لا العقل و للزعيق لا التروي و الحكمة .. أي قضية يطرقها الصدريون يحيلونها إلى " سالفة " جرت في شارع عام و ليست حدثا سياسيا يتطلب النظر إليه و معالجته و تحليله وعيا و فكرا و خبرة . حديث الصدري حول السياسة " سالفة " مقاهي و كلام عجائز .. التأمل عميقا في هذه النقاط ستضع أمامنا تصورا للإجابة عن سؤال : كي يفكر الصدري ؟
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك