المقالات

لاتزايدونا على العروبة رجاء...

1563 23:18:00 2008-07-15

بقلم: علاء الموسوي

بعد انهيار النظام البعثي البائد الذي جثم على صدور العراقيين لاكثر من ثلاث حقب مظلمة، وبعد ان بدا واضحاً ان الشكل الجديد والمستقبل القادم للعراق، هو نظام قائم على العدالة والمساواة بين جميع مكوناته القومية والطائفية، اصمّ الضجيج الاعلامي العربي آذان الدنيا، معلناً انها (اي الحكومة العراقية) حكومة العملاء والصفويين والاحتلال، محاولة من بعض الانظمة العربية التي تشرف بشكل مباشر على ذلك الاعلام المخيب للآمال والتطلعات العربية الحقيقية. اذ اعلنت رفضها بشكل او بآخر عن الاعتراف بشرعية الحكومة العراقية، والذي مازال ذلك الرفض مستمراً ومتمثلاً برفض فكرة اعادة فتح السفارات واطفاء الديون العراقية. وبدلا من ان يتجه ذلك الاعلام الى كشف الحقائق الواضحة في العراق من دعم شعبي واسع، وانجاز امني واقتصادي ملموس على الساحة المحلية، اخذ ذلك الاعلام يحيك اوهام جديدة ليجد ذرائع اخرى لبلورة فكرة القطيعة العربية وترسيخ ذلك المفهوم الطائفي بعنوان لايقل خطورة عنه باسم العروبة المفقودة في ارض السواد. متغافلا في الوقت ذاته الهوية العربية الاصيلة لوادي الرافدين، والتي لايمكن لاي دولة عربية ان تزايد على تلك الهوية الحقيقية بالصبغة دون الاسم الذي يزايد عليه البعض، وهذا ما نجده في دستور الكثير من الحكومات العربية كالمغرب والسودان الذي لايتحوي الدستور فيها على تأكيد هوية الحكومة بالهوية العربية، ولم تتجه يوما من الايام تلك الاقلام البهلوانية الى التشكيك بعروبة تلك البلدان، التي عملت القبائل العربية المهاجرة من ارض بلاد الرافدين الى تأسيس الهوية العربية فيها. لسنا من الشكاكين، ولسنا من أولئك الذين سقطوا رهينة الهواجس، ولكن نريد أن نطرح سؤالاً واحداً لا غير.. لمصلحة من عندما تقوم جهة رسمية أو غير رسمية بنشر شائعة لا صلة لها بالواقع؟.. أليست هذه رواية من الروايات البوليسية الفجة تسير بخط متواز مع فنتازيا الروايات والتصرفات الهوجائية التي يقوم بها عصابات السطو وتجار الموت في العالم.. فلا نجد أي مسوغ أو مبرر بأن تكرس جهة من الجهات كل طاقاتها وقدراتها الجهنمية من أجل قراءة واقع في بلاد ما وتنتهك حقها في بلورة النظام السياسي الذي ترتأيه في بلادها . ولا أشك أبداً في أن الذين يجندون أنفسهم في إشاعة الأخبار الكاذبة والسيناريوهات الملفقة.. هؤلاء لا يختلفون أبداً عن أولئك الذين سكنوا كهوف المجهول وراحوا يسومون بلاد العباد بشر الأعمال، لأن من يزرع الخوف كصانعه، ولا فرق بين الاثنين سوى المسميات الذين ينشرون الشائعات في بلد انتصر وتواءم وتصالح مع نفسه وهزم الشك بيقين الاستقرار، ولم يقطع حبل المودة مع الآخر، بل سور وطوق أعناق الناس أجمعين بفضائله وخصاله. من هنا يتوقف اصلاح الموقف العربي تجاه القضية العراقية، من خلال الدعم المباشر والصادق تجاه العملية السياسية والحكومة العراقية، وذلك عبر تصحيح المفاهيم المغلوطة التي تتصرف وفقها الدبلوماسية العربية في التعاطي مع الازمات والمشاكل السياسية في العراق، ولعلها (الحكومات العربية) هي المؤثر الوحيد على بلورة خطاب وطني موحد لدعم القضية العراقية التي ما زالت تعاني من ترسبات الماضي والآم الحاضر بسب غياب الوعي العربي لمطالب الشعب وارادته الحقيقية. ولعل التفاتة ابناء العمومة من الدول الشقيقة ـ غض النظر عن تأخرها ـ في السعي الى فتح افاق جديد مع الحكومة العراقية، جاءت لتثبت ان العراق لايمكن فصله عن محيطه الذي كان ولا يزال يشكل عصب العزة والشموخ للامة العربية والاسلامية.

Alaa_almosaowy@yahoo.com

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك