لا اتجنى ان وضعت الصهيونية وحكام البيت الابيض والطائفية في سلة نفايات واحدة ، انها جراثيم معدية والعقول المتعفنة هي الحاضنة لها ترعاها وتكثرها وباساليب حسب مقتضيات العصر .
طوال عصر الرسول صلى الله عليه واله والخلافة الراشدة لم يكن هنالك نقاشات طائفية ، حروب و ردة لكن نقاشات طائفية ركيزتها افضلية الامام علي عليه السلام وسب الصحابة وزوجات النبي لم تكن الا في عصر معاوية ، فالذي الف كتاب اسماه موبقات معاوية لم يذكر هذه السنة السيئة التي اثارها معاوية واستمر عليها من بعده وحتى الخلافة العباسية وحتى الدولة التي ظهرت ايام ضعف العباسية ، والى يومنا هذا تجد الطائفية لها حضور بين المسلمين ، وكل طرف يرى له الحق والدفاع والتطرف .
واغلب ان لم تكن كل المناظرات تبدا باتهام الشيعي او توجيه سؤال للشيعي عن الصحابة ، وهذا لا يعني انه لا يوجد شيعي متزمت في رايه ويصدر عنه ما يخدش نسيج وحدة المسلمين .
تبقى للتاريخ قراءات مختلفة لا يمكن اطلاقا توحيدها ومسالة اعادة كتابة التاريخ مسالة ضرب من الخيال قد ينجح من يقوم بذلك لحدث معين لكنه لا يحصل على الموثوقية لدى الجميع ، والثقافة التي الافضل الترويج لها هي ان تحترم قراءة التاريخ لكل طرف لانه لا يمكن فرض قراءة معينة على الاطراف جميعا .
ومن تاريخ بغداد لا سيما القرن الثالث والرابع فيه من الاعمال الطائفية المؤلمة التي حدثت بين السنة والشيعة ادت الى خسائر بشرية ومادية والاعتداء على المقدسات .
هل يفكر بمن يثير هكذا مسائل ماذا سيجني ؟ التاريخ يقول تغيير المعتقد لا يمكن ان يكون بهكذا نقاشات متشنجة ، ولا يفوتني ان اذكر ان هنالك عناصر خبيثة مدسوسة بين المسلمين لا يعنيها الشيعي او السني تثير هذه المسائل لانها تجني الثمار مهما كانت النتائج ، والتاريخ يذكر لنا الكثير من هذه المواقف .
عند مراجعة كتاب مواقف الشيعة باجزائه الثلاثة تاليف الشيخ علي الاحمدي الميانحي فان اغلب المناظرات هي في حضرة معاوية ومن بعدها ايام الشيخ المفيد ، هذه التركة الطائفية التي ورثها معاوية للامة الاسلامية سوف لا تنفد مهما تم استخدامها بل تزيد بحكم المستجد من الاحداث والمناظرات .
انا شيعي لا يمكن ان اتنازل عن ما اؤمن به وانا اؤمن به بقوة العقل والمنطق هذا الذي اراه في نفسي فالاخر يرى نفس هذه الامور في نفسه ، فالحوارات العقلائية المنطقية الافضل لها ان تكون في غرف مغلقة وبرحابة صدر وتجرد كل الاطراف من تبعيات العاطفة .
ولعل حديث الامام الرضا عليه السلام لابي الصلت الهروي عندما ساله كيف نحي امركم قال لو اطلع الناس على محاسن كلامنا لاتبعونا ، هذه نظرية لا تخص الشيعة فقط بل كل من يؤمن بعقيدة معينة فعليه اظهار المحاسن بدلا من البحث عن عيوب الاخرين لانها تزيد النفرة والنقرة .
من سيرة علمائنا ايام الدولة العثمانية ان شيعي سب عائشة وهو في مقهى فقدم اهل السنة شكوى عليه وحكمه الاعدام فطلب القاضي ان يحضر من يمثل الشيعة عند المحكمة فخاطب والي النجف ليرسل لهم عالم وبالفعل ارسل الشيخ حسن كاشف الغطاء ، وعندما حضر الى المحكمة وجدها مزدحمة بعلماء اهل السنة فجلس عند الباب والقاضي يقرا شكوى وحكم السنة فنادى على من يمثل المتهم فنهض الشيخ كاشف الغطاء وقال للقاضي ان الاستتابة تلغي الحكم حتى للمرتد وهذا ما ذكره ابن الجنيد وايده ابو حنيفة ، فطلب القاضي المصدر واطلع عليه فوبخ علماء السنة كيف لا يطلعوا على كتبهم ، وبالفعل اعلن توبته ونصحه الشيخ ان يترك المدينة .
انا اقول الى اي مستوى وصل الجهل والنعرة الطائفية حتى يشتم زوجة الرسول ؟ والى اي درجة وصل التشدد السني ليطالبوا باعدامه ؟ وتحسب للقاضي العثماني الذي طلب حضور عالم شيعي ، اليس من المنطق ان يكون النصح للكل في المحكمة بالابتعاد عن هذه النعرات الطائفية وتوبيخ الشيعي علنا بعد توبته واخذ تعهد منه ان لا يقدم على هكذا تصرف .
يقول الدكتور الشيخ احمد كريمة لماذا ينفعل السنة من نقاشات الشيعة بينما الشيعة لا يلتفتون الى ذلك بل مكتباتهم مليئة بكتبنا .
الختام هذه التركة الاموية دفع ثمنها المسلمون قاطبة وسيبقى يدفعها طالما هنالك عناصر متشددة برايها على حساب الاخر ولا تتورع من الاقدام على اي فعل كان .
طرفة .. متسولان على طرفي جسر بغداد الاول يمدح عليا فيتصدق له الشيعي فقط والثاني يمدح معاوية فيتصدق السني له وفي الليل يلتقيان لجمع ما حصلا عليه ويتقاسماه فيما بينهما ههههه .
https://telegram.me/buratha
