المقالات

هل تنتصر المقاومة..ما علامة ذلك ؟!


هل رأيتم أصدق من قول اللَّهَ عز وجل ، الذي وضع لنا قواعد النصر في كل زمان ومكان ، حيث أخبرنا بخطوات لتحقيق ذلك ، والوصول إلى الهدف ، تبدأ بالاستعداد النفسي ، بعدها استعداد عملي (( وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ)) ،

على المستوى المعنوي والمادي ،والتطوير المستمر الذي يجعل من المقاوم قادر على مواجهة التحديات شديدة الْخَطَر، بكل قوة واقتدار، بعد ذلك يأتي الاستعداد (باليقين بمنزلة الإيمان)، أي إن ما تقوم فيه،

هو الطريق الصحيح الذي يرضى اللَّهَ عز وجل، بمواجهة أعداء اللَّهَ عز وجل وأعداء الإنسانية (( الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا)) النساء الآية ٧٦ ، إن قتال هؤلاء المجرمين الشياطين أمر واجب، من ثم التوكل على اللَّهَ -عز وجل- بكل الأحوال، لكون هذا الطريق ليس سهلًا لأنه ذات الشوكة، والسير فيه محفوف بالمخاطر،.

لذا؛ يجب على الشخص أو الأمة التي تسير بهذا الخط، تكون على قناعة تامة والصدق بالتوكل، قال اللَّهَ عز وجل :- (قُل لَن يُصيبَنا إِلّا ما كَتَبَ اللَّـهُ لَنا هُوَ مَولانا وَعَلَى اللَّـهِ فَليَتَوَكَّلِ المُؤمِنونَ) التوبة ٥١ . لا تنظر إلى ما يملك العدو من العدة والعدد، كون ذلك له أثر مباشر في نفس المقاوم، وسيف ذي حدين إذا استسلم لعددهم وعدتهم خسر ونهزم، وإذا استصغر عددهم واستضعف عدتهم أنتصر،

قال اللَّهَ تعالى (( (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)) آل عمران أية ١٢٣. وقوله تعالى (( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)) آل عمران الآية ١٧٣. حث اللَّهَ -عز وجل- على أن يكون المجاهد على مستوى من المقدرة والثبات، لكي يستطيع المقاوم، التغلب على (عدوهِ) بشكل مباشر ، قال اللَّهَ تعالى (( إن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ )) الأنفال الآية ٦٥ .

إن أهم علامة على النصر بعدما تقدم أعلاه هو الصبر، وهو شرط الأخير من شروط النصر، أن استطاع المقاوم تحمل الأذى وهول ما يقع عليه وظن باللَّهَ خيرًا أنتصر، قال الله تعالى (( فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ والَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا اليَوْمَ بِجَالُوتَ وجُنُودِهِ قَالَ الَذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاقُوا اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ واللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)) البقرة الآية ٢٤٩ .

إمّا نراه اليوم هو مقدمة للنصر، النصر القريب، أن المقاومين اليوم يمتلكون أهم الأسلحة وهو البصيرة والوعي الكافي لخوض المعارك في أي ميدان كان، وأن التطور المستمر و إعداد العدة، وعدم الخوف والخضوع والرهبة من إمكانات العدو، يؤكد أن المقاومين في الطريق الصحيح، وما أصابهم هو بمكانة أختبار، صبروا عليه، قال اللَّهَ تعالى (( وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)) البقرة الآية ١٥٥،

وهنا النقطة المفصلية التي ستغير وجه المعادلة في الأيام القادمة، هذا البلاء والاختبار كان أمامه صبر، وهنا يكمن بداية علامة النصر. المقاومين واجهوا الحصار والإرهاب بجميع أنواعه، وأعطوا خيرة قادتهم وشبابهم ، واستطاعوا الثَّبات أمام المؤامرات والدسائس من القريب والبعيد ،

كل ذلك لم يثنهم عن الإستمرار بمقاومة الأستكبار العالمي وأدواته ،بل أصروا على الثبات ، قال اللَّهَ تعالى (( وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ)) آل عمران١٢٠ ،

إذًا الصبر الذي يتحلى به المقاومون، هو حقيقة النصر، سنرى ثمارا لذلك قريبًا. أيها المقاومون لطالما أنتم على يقين وإيمان وأهل وعي، وأن قيامكم اللَّهَ عز وجل، فإن موعدكم النصر وهذا وعد اللَّهَ (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)) محمد الآية ٧ …

إن الفرق بين المقاومين وأعداء اللَّهَ والإنسانية هو الصبر، الذي يؤدي إلى الفلاح، قال اللَّهَ تعالى (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )) آل عمران: ٢٠٠.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك