هل رأيتم أصدق من قول اللَّهَ عز وجل ، الذي وضع لنا قواعد النصر في كل زمان ومكان ، حيث أخبرنا بخطوات لتحقيق ذلك ، والوصول إلى الهدف ، تبدأ بالاستعداد النفسي ، بعدها استعداد عملي (( وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ)) ،
على المستوى المعنوي والمادي ،والتطوير المستمر الذي يجعل من المقاوم قادر على مواجهة التحديات شديدة الْخَطَر، بكل قوة واقتدار، بعد ذلك يأتي الاستعداد (باليقين بمنزلة الإيمان)، أي إن ما تقوم فيه،
هو الطريق الصحيح الذي يرضى اللَّهَ عز وجل، بمواجهة أعداء اللَّهَ عز وجل وأعداء الإنسانية (( الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا)) النساء الآية ٧٦ ، إن قتال هؤلاء المجرمين الشياطين أمر واجب، من ثم التوكل على اللَّهَ -عز وجل- بكل الأحوال، لكون هذا الطريق ليس سهلًا لأنه ذات الشوكة، والسير فيه محفوف بالمخاطر،.
لذا؛ يجب على الشخص أو الأمة التي تسير بهذا الخط، تكون على قناعة تامة والصدق بالتوكل، قال اللَّهَ عز وجل :- (قُل لَن يُصيبَنا إِلّا ما كَتَبَ اللَّـهُ لَنا هُوَ مَولانا وَعَلَى اللَّـهِ فَليَتَوَكَّلِ المُؤمِنونَ) التوبة ٥١ . لا تنظر إلى ما يملك العدو من العدة والعدد، كون ذلك له أثر مباشر في نفس المقاوم، وسيف ذي حدين إذا استسلم لعددهم وعدتهم خسر ونهزم، وإذا استصغر عددهم واستضعف عدتهم أنتصر،
قال اللَّهَ تعالى (( (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)) آل عمران أية ١٢٣. وقوله تعالى (( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)) آل عمران الآية ١٧٣. حث اللَّهَ -عز وجل- على أن يكون المجاهد على مستوى من المقدرة والثبات، لكي يستطيع المقاوم، التغلب على (عدوهِ) بشكل مباشر ، قال اللَّهَ تعالى (( إن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ )) الأنفال الآية ٦٥ .
إن أهم علامة على النصر بعدما تقدم أعلاه هو الصبر، وهو شرط الأخير من شروط النصر، أن استطاع المقاوم تحمل الأذى وهول ما يقع عليه وظن باللَّهَ خيرًا أنتصر، قال الله تعالى (( فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ والَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا اليَوْمَ بِجَالُوتَ وجُنُودِهِ قَالَ الَذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاقُوا اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ واللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)) البقرة الآية ٢٤٩ .
إمّا نراه اليوم هو مقدمة للنصر، النصر القريب، أن المقاومين اليوم يمتلكون أهم الأسلحة وهو البصيرة والوعي الكافي لخوض المعارك في أي ميدان كان، وأن التطور المستمر و إعداد العدة، وعدم الخوف والخضوع والرهبة من إمكانات العدو، يؤكد أن المقاومين في الطريق الصحيح، وما أصابهم هو بمكانة أختبار، صبروا عليه، قال اللَّهَ تعالى (( وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)) البقرة الآية ١٥٥،
وهنا النقطة المفصلية التي ستغير وجه المعادلة في الأيام القادمة، هذا البلاء والاختبار كان أمامه صبر، وهنا يكمن بداية علامة النصر. المقاومين واجهوا الحصار والإرهاب بجميع أنواعه، وأعطوا خيرة قادتهم وشبابهم ، واستطاعوا الثَّبات أمام المؤامرات والدسائس من القريب والبعيد ،
كل ذلك لم يثنهم عن الإستمرار بمقاومة الأستكبار العالمي وأدواته ،بل أصروا على الثبات ، قال اللَّهَ تعالى (( وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ)) آل عمران١٢٠ ،
إذًا الصبر الذي يتحلى به المقاومون، هو حقيقة النصر، سنرى ثمارا لذلك قريبًا. أيها المقاومون لطالما أنتم على يقين وإيمان وأهل وعي، وأن قيامكم اللَّهَ عز وجل، فإن موعدكم النصر وهذا وعد اللَّهَ (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)) محمد الآية ٧ …
إن الفرق بين المقاومين وأعداء اللَّهَ والإنسانية هو الصبر، الذي يؤدي إلى الفلاح، قال اللَّهَ تعالى (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )) آل عمران: ٢٠٠.
https://telegram.me/buratha