جدل وجوب الجمعة ليس وليد الصدفة بحكم الظروف ولكنه منذ قرون وباختصار اخترت ما قاله السيد حسين البروجردي بانها على اقوال اربعة كما يلي : يجوز لجميع المسلمين إقامة صلاة الجمعة، بل تجب كفايةً. يشترط في صلاة الجمعة وجود الإمام أو نائبه الخاص، فتحرم إقامتها في عصر الغيبة.
يشترط فيها إذن الإمام المعصوم، وقد أذن فعلاً للفقهاء في إقامتها.
يشترط فيها إذن الإمام المعصوم، وجميع المؤمنين مأذونون في إقامتها.
، وبالعموم هنالك من اقامها وهنالك من حرمها اطلاقا وهناك من قال بالتخيير وهذا راي بعض فقهائنا ومنهم السيد السيستاني .
ادلة وجود المعصوم يعتمدون على الاية القرانية بخصوص الجمعة وروايات اهل البيت منها مثلا " الجمعة لنا والجماعة لشيعتنا "
وهذا فيه اشارة بخصوص نائب الامام تحدثنا عنها في مقالين سابقين ، ولكن بالنتيجة هنالك مسالة مهمة في غاية الاهمية تخص صلاة الجمعة ، واهمية صلاة الجمعة جاءت من خطبتيها وانها عوضا عن صلاة واجبة وللعلم شرط صلاة العيد هي نفسها ولان العيد لا تكون عوضا عن صلاة واجبة لم تثر الجدل.
قوله تعالى "يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون"، هذه الاية هي اقوى دليل لعدم وجوبها وليس لوجوبها ، واتذكر ان الشيخ الخالصي استشهد بها عندما ناقش السيد الخوئي بخصوصها ـ لم يكن السيد الخوئي في حينها مرجعا ـ فقال له السيد من هو المنادي ؟
هنا حجج من لايقول بوجوبها ، ان كل الايات التي توجب الصلاة لا يوجد فيها منادي بل امر مثلا اقيموا الصلاة ، اقم الصلاة،
فاسعوا الى ذكر الله الذكر هناك من يقول انه محمد واله الطاهرين ، والامر الاخر ذلكم خيرا لكم ان كنتم تعلمون عبارة لا تدل على الوجوب لان ليس فيها تهديد ووعيد ، وامور اخرى . للسيد محمد مهدي الخونساري الاصفهاني الكاظمي (قده) كتاب بعنوان تحفة الساجد في احكام المساجد في بحث رائع عن عدم وجوبها
ولكن انا اقول ان كانت بوجود الامام المعصوم عليه السلام فلماذا اقامها الامام علي (عليه السلام ) فترة خلافته فقط واقامها الامام الحسن عليه السلام خلال ستة اشهر قبل الصلح ، وغير ذلك لم يقمها احد من المعصومين عليهم السلام ولم يحضر كذلك .
هنا نقطة مهمة وهي مع الامام المعصوم هنالك صلاحيات وهذه الصلاحيات تتيح له ان يفرض ويامر ما يريده من المسلمين خلال خطبة الجمعة الثانية ، فما فائدة التوجيهات والتحذيرات وامام الجمعة بلا سلطة ؟
من هنا عندما سقط طاغوت بغداد واصبح وضع المسلمين على منحدر فوضى وكان لابد من توجيههم هذا اولا وثانيا ان كل الاحزاب اعلنت التزامها بخط المرجعية ، وفي نفس الوقت تكون سببا لتوحيد المسلمين ، وبالفعل خطب الجمعة من الروضة الحسينية المقدسة كان لها الدور المهم في كثير من القرارات السياسية للعراق منها كتابة الدستور والانتخابات وعدم الغاء البطاقة التموينية وفتوى الجهاد الكفائي ومؤازرة الحكومة في القضاء على الفساد واخيرا مؤازرتها للمظاهرات في اكتوبر 2019 لتغير الوضع في العراق الى الاصلاحات ، وبعدما وجد عدم التزام الحكومة بما يطلبه ومقولة المرجعية الشهيرة " لقد بح صوتنا " وخلال عدم صدور اية خطبة من المرجعية كان وكلاؤها يتحدثون عن رسائل وخطب للمعصوم عليه السلام ، وجاءت كورونا لتكون نقطة انهاء اقامتها وعدم العودة لها والسبب الرئيسي ان ما يصدر من السيد لا تلتزم به الطبقة الحاكمة اولا وحتى الشارع العراقي لم يتفاعل بالشكل المطلوب مع توجيهات المرجعية .
ومن هنا فان صلاة الجمعة التي تعتبر افضل قناة يتصل بها المعصوم باتباعه واهميتها جاء من وجوب حضورها وترك البيع اطلاقا والرقعة الجغرافية مهمة جدا لان يتجمع بها المسلمون تقريبا في دائرة قطرها عشرين كم لان المسافة بين الصلاة واخرى لا تقل عن عشرة كم ، هكذا تجمع يقوي اواصر التعارف والمحبة بين المسلمين ، هذا الامر لم يتحقق خلال اقامتها في العراق بل رايت صلاتين لا تبعد احداهما عن الاخرى عشرات الامتار ، وهذا نوع من التفرقة فهذا يقلد فلان مرجع واخر يقلد مرجع اخر ولان الاقوال مختلفة فاثرها على ارض الواقع هو التشتت .
اخيرا هذه قراءتي لرؤية الجمعة ولاعلاقة لاي جهة تحدثت عن رايها بالجمعة
https://telegram.me/buratha