مقولة للامام علي عليه السلام وردت بعدة طرق ومختلفة في اسبابها وحتى في تعامل الامام عليه السلام منها ولكنها بالاجمال هي " يا بيضاء غري غيري ويا حمراء غري غيري" ، وكذلك هنالك مقولة تنسب له عليه السلام وهي ما جمع مال الا عن بخل او حرام .
والنتيجة ان الصفراء والبيضاء والحمراء غرت اليهود فاصبحت لهم السطوة في التلاعب بمصير الدول الفقيرة التي لا تثبت على مبدا .
حقيقة انا اتوقف عند هذه الاحاديث ليس تشكيكا بتعامل الامام مع المال بل ان الامام يكفيه زهده وتواضعه وكرمه ولم يترك درهما واحدا بعد استشهاده ، وهذه الاقوال المفروض انها موجهة لرجال السلطة وفي بلدي اصبح العكس هو الذي حدث ، واما ماجمع مال الا عن بخل او حرام فهذه انا لا اعتقد ولا اقتنع بها ، فالكثير من المؤمنين الذين انعم الله عليهم كثيرا تجدهم اصحاب املاك واموال وبالحلال مع دفعهم للحقوق الشرعية بل وحتى الصدقات ومنهم على سبيل المثال المرحوم الحاج حسين شاكر واخيه ، وغيرهم بل حتى ان في العراق تجار ايام الحصار كانوا يتصدقون للفقراء كثيرا الى ان قام الطاغية بتجريدهم من اموالهم وحتى اعدامهم .
المشكلة ليس بكره المال المشكلة في كيفية التصرف بالمال وكيفية كسب المال والا الحياة الاقتصادية قائمة على المال ، وعندما نسمع عن ملفات فساد في العراق فضيعة من حيث حجم الاموال وعدم الحياء عند ذكر مقاديرها وبالعملة الخضراء ، مليار وليكن 10 مليار اصبحت الارقام شيء طبيعي واول حرامي في العراق كان الحاكم الامريكي بريمر ، اتذكر بث خبرا قراته في التايتل عن فقدان مليار دولار نعم سنة 2003 انا قراتها ولم يكن هنالك اي ردة فعل للراي العام العراقي لانه كان مشغول بحرية المظاهرات التي لم تجدي نفعا ففي شهر واحد خرجت 40 مظاهرة ولم تحقق شيئا مجرد شوشرة اعلامية .
الحديث عن ارصدة رجال السياسة ( الاحزاب بدون استثناء) ارقام مغولة وبين فترة واخرى يعلن وعلى استحياء عن استرداد عشرات الملايين بالعملة العراقية .
اعود لليهود اصحاب البنوك واكبر مصانع العالم التي لا يمكن لدولة ان تخلو من صناعتها وعلى مستوى البنوك فيكفي البنك الدولي وصندوق النقد هاتان المؤسستان ليس الربويتان فقط بل التلاعب بالقرار السياسي والاقتصادي لكل من يقترض منهما واحد اسباب مساعدة الانكليز لسوكارتو اندونيسيا في الانقلاب على سوهارتو سنة 1967 واحداث مجزرة تجاوز القتلى المليون وبعض الجثث في القنصلية البريطانية تم رشهم بالماء لتنظيف القنصلية احد الاسباب ان سوكارتو قام بطرد البنكين وتعهد سوهارتو باعادتهما واخيرا انتهت فترة حكمه بالفشل والعار سنة 1998، وعادت ابنة سوكارتو لقيادة اندنوسيا واعادة الانتعاش الاقتصادي لها .
الامام علي كان يعمل بحفر الابار ليحصل على المال ومن ثم ماذا يفعل به ؟ يشتري العبيد ويعتقهم ، الامام علي عليه السلام حريص على ان يحصل على المال بالطرق الشرعية ويصرفها بالطرق الشرعية ، واما نصيحة المسلمين بكره المال هذا غير صحيح .
وحتى من حيث الموروث الشعبي او الوضع الاجتماعي يكثر بين الناس ثقافة كره المال مثلا ـ الفلوس وسخ دنيا ـ واتذكر رجل عجوز قال لي ، الفلوس شمروها للكلب ولم ياكلها ـ ليدل على عدم نفعها ، واخيرا نرى الفقراء وكيف يعاملون بذلة ، نرى الدول الفقيرة كيف تعيش بسبب سرقة حكامهم لاموالهم ، وهناك من يقول في جيبك قرش تساوي قرش ، هذا للتاكيد على الملكية وهذه هي الثقافة المطلوبة وتثبت عزة النفس عندما يضع الاموال في مكانها الصحيح .
https://telegram.me/buratha