كندي الزهيري ||
الحلبوسي الشاب الذي رأى فيه بعض الزعامات السنية ، حلمًا جميلًا يجعل من المكون متربع على عرش العراق من جديد ، ومتسلط على القرارات السيادية للبلد .
لكن ما أن اختلف الزعامات حتى تم الإطاحة بالحلبوسي ، وما خفي كان أعظم.
أصدرت المحكمة الاتحادية حكما مزلزل لكيان (أمة الحلبوسي) بإنهاء عضوية رئيس مجلس النواب من منصبة...
ما عنوان هذا الإعفاء! ،
العنوان الأبرز تزوير كيف ذلك ...
يجب على ذلك النائب ليث الدليمي ( حيث طلب الحلبوسي منه تسليم ورقة بيضاء موقعة من المواطن ليث الدليمي ، دون صفت نائب ، ومعنوية إلى الحلبوسي ، دون صفة رئيس مجلس النواب ، حتى يتم ابتزاز النائب متى يشاء ، وجرى ذلك فعلًا ، علما بأن ملئ الورقة البيضاء عدّ وكتابة تاريخ تحت التوقيع جريمة تزوير وفق المادة ٢٨٧ من قانون العقوبات ، واستعمال هذه الأوراق هو جريمة وفق المادة ٢٩٨ من قانون العقوبات ، من هنا بدأت المشكلة ، حين قدم النائب ليث الدليمي طلب الاستقالة من مجلس النواب ، نائبي الأول والثاني ، كان هامش نائب الثاني هو "لا تقبل ألاستقالة خلال الدورة الحالية"، لكن حين علم الحلبوسي بذلك أي طلب ألاستقالة ، أخرج طلب الإستقالة القديمة المزورة ووقع عليها وارخها قبولها بتاريخ ٢٠٢٢/٥/٧ ، وعليه تم إصدار أمر بمنع النائب من الدخول إلى المجلس ، علمًا بأن يوم ٢٠٢٢/٥/٧ مكمل لعطلة عيد الفطر المبارك ، وهذا يعني بأن الحلبوسي كان وحده في المجلس ؟ ، بعد قَبُول الطلب من قبل نائبي رئيس المجلس النواب ، تراجع الحلبوسي عن قراره وباشر النائب في المجلس لعده اشهر ، في ١/١٥/ ٢٠٢٣م ، قرر الحلبوسي استخدام الورقة البيضاء التي تحمل عنوان ( محمد ريكان الحلبوسي ) أي بصفة شخصية ، التي كان من المفروض وضع أموال بصفة (دين ) ضد النائب ليث الدليمي ، وهذه الورقة لا تصلح لاستقالة الأسباب عدة منها ( العنوان شخصي وهذا ما تم استقطاعه من قبل الحلبوسي ، وطبع الاستقالة على نفس الورقة . التوقيع بصفة الشخصية كمواطن وليس نائب من قبل النائب المستقيل . لا يوجد تاريخ . ملئ البياض بكتابة مطبوعة . قص العنوان لكي يتمكن الحلبوسي من طباعة الاستقالة ، وتحويل العنوان من شخصي إلى رسمي ، وهذا ما أدى إلى قصر الورقة ، أصبح الحكم المسطرة والقياس . لينهي النائب بأنه لم يقدم طلب إلى بفورمه الرسمية ؟ ) ، هذه هي القصة التي رواها النائب ليث الدليمي ...
من رؤية مشعان الجبوري بان واقعة التزوير ثبتت للمحكمة ، وأن إعادة النائب ليث الدليمي جاء بتسوية سياسية ، لكن إجراءات تحويل الحلبوسي إلى التحقيق ليست بسهلة ، إلى إذا أنتهت الدورة البرلمانية الحالية ، أو ترفع عنه الحصانة ، وهذا ما ستفسره المحكمة الاتحادية .
لكن لما إنقلب عليه زعامات السنة ؟ ، من أبرز هذا الانقلاب هو :
١- الصراع بين الزعامات السنية على قيادة المشروع السياسي السني ، ومن يتزعم المشهد ، ويكون الواجهه في المحيط العربي والدولي ، وهذا الصراع محتدم بين الحلبوسي و خميس الخنجر ، الذي رأى اليوم فرصة للتحالف مع رافع العيساوي ، ومن وهنا دعا خميس الخنجر أعضاء حزب تقدم بعدما تم إقصاء الحلبوسي وحزبه من العملية السياسية.
٢_ رفض الحلبوسي الرجوع إلى بيت الطاعة الزعامات السنية ، بل أصبح يرى نفسة بأنه الزعيم الأوحد للمشروع السني السياسي، وهو المعني بالتشاور والاتفاق مع دول عربية وعالمية ، وأن طموحه العالي جعل منه رجل دكتاتوري في قراراته، وهو مصدر خطر على المكون السني بشكل خاص وعلى العراق عمومًا ، فلا خطوط ولا رأي فوق طموحاته تلك بسيادة المطلقة على العراق وشعبه.
٣_ أتهم زعماء المكون السني بأن الحلبوسي ضحى ب (٢٠ ألف معتقل) في السجون من أجل منصب رئيس مجلس النواب.
أن هذا الصراع أدى إلى فضح المسكوت عنه ، حيث نشر بتاريخ ١٨ تشرين الأول ،
للحلبوسي توقع عقد شراكة مع شركة صهيونية بمبلغ يتجاوز 800 ألف دولار شهريًا، بوثائق رسمية صادرة عن وزارة العدل الأميركية التي أفادت بأن الحلبوسي ومن خلال حزب تقدم وقع إتفاقية شراكة الهدف ( مشورة ودعم اعلامي له ولحزبه ) مع شركة BGR group في 18/6/2023 حزيران الماضي...وهذه الشركة لها تعاقدات سابقة مع سعود القحطاني مستشار ولي العهد محمد بن سلمان لتقديم خِدْمَات مشابهة لما وقع عليها الحلبوسي ، طبيعة العقد هو (التوجيه الاستراتيجي والمشورة على المستوى الحزبي بالإضافة إلى الشؤون الحكومية، ونشاط العلاقات العامة داخل الولايات المتحدة الاميركية إي صناعة بيئة للتواصل مآبين الحلبوسي ومسؤولين حكوميين في الولايات المتحدة الاميركية، حتى المنظمات غير الحكومية ووسائل الاعلام داخل الولايات المتحدة ،والاهم من ذلك هو نشر المواد الإعلامية وتصدير الحلبوسي للمجتمع الدُّوَليّ "كزعيم عراقي سني" ) ، وهنا سبب من أسباب إنقلاب الزعامات السنية على الحلبوسي ليس لانه وقع مع شركة صهيونية ، إنما بسبب طموحه في تزعم المكون السني .
هذا العقد تم توقيعه مع أربعة شخصيات هم :
أولا: إيهود باراك : رئيس الوزراء الكيان الصهيوني العاشر من 1999-2001 ووزير الدفاع في حكومة الكيان الصهيوني ورئيس حزب العمل الصهيوني، ويشغل حاليًا منصب كبير مستشاري شركة BG GROUP والشريك الاساسي المالي فيها.
ثانيًا: كيفان أميس: عميل في (IIB) الحكومية الأمريكية ومستشار اول مجلس الشيوخ الاميركي ومجلس النواب ويشغل منصب نائب رئيس الشركة للشؤون المالية التي وقع معها الحلبوسي عقد الشراكة.
ثالثًا: فرانك اهرينز: خبير في الاستراتيجية الإعلامية وانشاء المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي وخبير العلاقات الاعلامية مع وسائل الاعلام الامريكية ويشغل حاليا منصب مدير العلاقات العامة في شركة BG GROUP
رابعًا: جويل بيلي: عضو كونغرس عن الحزب الديمقراطي عن ولآية كالفورنيا وعضو لجنة الطرق في مجلس النواب الأمريكي ويشغل حاليًا منصب نائب رئيس الشركة لشؤون الصحة والحياة. هذا جزء من الصورة بدأت بالتزوير وتسلسله إلى التطبيع وصفقة القرن . قبل أن نكمل لنعد إلى ما جاء بالمقابل التلفزيونية قبل أيام لوزير الخارجية الكيان الصهيوني يبرهن للصحافة بأن بفتح هاتفه ، ويريهم بأن قادة العرب يريدون أن ينتصر الكيان على حماس وتسحقهم ، سيقول القائل ما الربط في الموضوع .... لنعود إلى تصريح السيد المالكي قبل ثلاث سنوات حيث قال ( حيث حذر أهل الأنبار من مشروع التطبيع وما يسمى صفقة القرن ، ولا يتم ذلك إلا باستقطاع جزاء من العراق ، وذلك الجزء هو الأنبار ليدخل ضمن العملية التطبيع ) وما سعي الحلبوسي بين الإمارات و تعاقده مع شركة BGR group ، من أجل زعامة المكون السني ولا يتم ذلك إلا بأمرين هما :( صنع لوبي ضاغط بواسطة التعاقد مع شركات الكيان الصهيوني ، لكي يتمكن من الحصول على مباركة ودعم من البيت الأبيض بإدارة الإقليم المطبع السني وربما بعد هذا سنشهد ذلك ، و ضمانات من دول الخليج بعدم دعم أي شخصية منافسة له بهذا الخصوص ، مع تقديم تنازلات سياسية واقتصادية لهم ) .
وأذأ نتعمق أكثر خصوصًا بعد اكتشاف الجاسوسة الصهيونية اليزابيث تسوركوف التي أعلن نتنياهو عن اختطافها في العراق! ، بدأت الأوراق تتكشف ، خصوصًا في ما تسمى تظاهرات تشرين، التي نادت بقلع المنصب الشيعي ، ولم نراها تطالب بقلع الحلبوسي و رئيس الجمهورية ، وهذا بحد ذاته كان علامة استفهام للكثير ، حتى تم الإعتراف من قبل اليزابيث، للتضح الصورة أكثر بأن سبب الذي جعل من الكتل الشيعية تتناحر أكثر لم يكن بفعل الجاسوسة فقط إنما من كان لهم خطط وإدارة مشتركة معهم ،
هذه الملفات وغيرها شائكة ومعقدة ، خصوصة ملفات خور عبدالله ، ودور الحلبوسي فيه وآخرين ، سيتم كشفهم واحدًا تلوى الآخر ، نصرة لهذا الشعب المظلوم .
يبقى السؤال كيف تبرر الكتل السياسية ، الشيعية بجهتيها ، سكوتهم وتحالفهم مع المطبعين ؟ ، فمًا المصلحة من ذلك ، هل كان ذلك عن دراية من عدمه، ونحن نرى كيف يصرحون قادة الكتل الشيعية ويبينون الخطط الصهيو أمريكي في العراق ، إذ قلنا أنكم لا تعلموا ، فكيف سيكون شكل بوصلتكم في عالم السياسة . وانتم رأيتم تصريح الحلبوسي اليوم الذي وصف بالتهديد من قبل الكثير من المراقبين ... نعم المكون السني لا نعتقد أنه سينجر إلى صراع و فتن من جديد ، وهذا ما نلتمسه من الإخوة الأعزاء ، وكذلك علينا أن نرى الوعي والحرص على سيادة العراق هو الأساس قبل كل شيء ... المسؤولية مسؤولية الجميع، وإياكم ومكائد الشيطان .
https://telegram.me/buratha