زينب فخري ||
أطلقت المقاومة الفلسطينية على معركتها في الأراضي المحتلة ب"الطوفان"، ويلفظه الأعم الغالب ب"الطَّوفان" بالفتح.
وتبين المعاجم اللغوية أن:
طَوَفان: مصدر طافَ/ طافَ بـ/ طافَ على/ طافَ في.
وطاف بالقوم وعليهم طوفا وطوفانا ومطافا وأطاف: استدار وجاء من نواحيه.
وقوله عز وجل: "وَلْيَطَّوَّفُوا بالبَيْتِ العتِيقِ". ويقال: طاف بالبيت، وهو الدوران حوله.
أما
"الطُّوفانُ" فهو: ما كان كثيراً أَو عظيماً من الأَشياء أَو الحوادث بحيث يطغَى على غيره.
فهو: فيضان عظيم، سَيْل مُغْرِق، ماء غالب يغشى كلّ شيء، كما في: تسبّب الطُّوفان في كوارث كثيرة.
وسواء قصدت المقاومة الفلسطينية أن معركتها بمثابة الطواف حول الأقصى، باعتباره: ثالث الحرمين الشريفين، ومسرى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. و(باركنا حوله) وفيه عند المسلمين؛ فهو يبقى رمزاً للصراع الذي يدور بين الفلسطنيين والكيان الصهيوني وبكل ما يحمل من قيم وتاريخ وحاضر ومستقبل.
أو إذا قصدت المقاومة باللفظ: أن معركتها بمثابة السيل العارم الذي سيزعزع القوة الاسىرائيلية ويكتسحها، فكلاهما يحملان من الدلالات العميقة الكثير.
وبالتأكيد كلا اللفظين بالفتح أو الضم أفضل من السكون، وعدم الحركة والعجز التي أبداها البعض في تصرفاته وكلامه وأفعاله إزاء ما يحدث في الأراضي الفلسطينية من قتل وإبادة وتهجير، فهم كما وصفهم القرآن الكريم: "صُمٌّ بُكْمٌ عُمْى" أو هم "كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ".
https://telegram.me/buratha