المقالات

طوفان الأقصى يكسر غطرسة الإرهاب..!


كندي الزهيري ||

 

القضية الفلسطينية، حاضرة في دماء الشعوب العربية، ميتة في ضمائر الحكام الإعراب. الدفاع عن الحق ونصرة المظلوم، واحدة من أهم ركائز الدين الإسلامي، دين الإنسانية. إن قضية الشعب الفلسطيني، هي قضية وجود ليس للأرض إنما، للإنسانية جمعاء، فقط تخيل أن يتحقق حلم الكيان الصهيوني من النيل إلى الفرات، مع رضوخ تام لغطرستهم، وهم الذين يصرحون بأن جميع البشرية خلقوا من أجل خدمة إسرائيل، أنظر إلى حجم الحقد الدفين على الإنسانية.

أن الغرب وأمريكا ترى بعلو الكيان الغاصب، دواما لسلطتهم، تواجدهم في المنطقة مبرر بحماية هذا السرطان الجاثم على صدور شعوب المنطقة.

كالمعتاد نصرة من قبل الغرب وأمريكا للكيان، وتخاذل من قبل الحكام العرب، وجامعتهم التي لأ تقدم ولا تؤخر.

أن إختيار طريق المنازلة يعود إلى أمرين:

١_إيقاف الإعمار الإرهابية التي يمارسها الكيان بحق الشعب الفلسطيني المظلوم.

٢_إثبات هوية فلسطين وشعبها المقاوم، بأن هذه الأرض هي أرض للشعب الفلسطيني حامي لأولى القبلتين، وطلبًا للحرية وعدم الرضوخ للإرهاب العالمي.

على الرغم من علم الشعب الفلسطيني بأن الأنظمة العربية، لا يمكن أن تكون ناصرة القضية العادلة، وهي تعيش في أسواء أوقاتها، ونحن نرى ذلك من خلال ما تم التصريح فيه، لكن الشعب الفلسطيني والمقاومة، والشعوب الإسلامية والعربية، التي ترى نصرة القضية العادلة للشعب الفلسطيني من الثوابت هذه الأمة، ولا يمكن التنازل عنها، حتى وإن ذهب الحكام إلى التطبيع مع الكيان الإرهابي. مع ذلك كان هناك موقف مشرف، وليس بغريب عن العراق والعراقيين، لكونهم عانوا كثيرا بسبب مواقفهم الثابته، والناصرة لقضايا الأمة الإسلامية، حكومة وشعبًا، فما رأيناه من موقف صريح وعلني للسيد رئيس مجلس الوزراء العراقي، والقوى السياسية والإعلامية والشعبية، ما هو إلا رسالة لٔاخوتنا في فلسطين مفادها (نحن هنا معكم قولًا وفعلًا)، ليس ذلك فحسب بل جميع قوى مقاومة تقف خلفكم من الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى اليمن وصولا إلى لبنان الصمود، يرون بأن نصرة المقاومة الفلسطينية واجب مقدس.

المعروف أن الكيان الغاصب، لا يستطيع أن يتحمل تكلفة نتائج حرب طويلة لوحده، وكذلك داعموه، وهم يرون بأن المقاومة ليست وحدها في الساحة، وفتح جبهات أخرى في المنطقة وتوسيع الدائرة، يعني ذلك في حساباتهم استنزافا حقيقيا للموارد المالية والبشرية للغرب وكيانهم الإرهابي، لذلك يحرص الغرب وأمريكا على تحديد رقعة الصراع من دون الذهاب إلى جبهات أخرى، مع ذلك يحاول نتنياهو أن يثبت لخصومه الذين أشاروا إليه بالفشل على كافة الأصعدة، وعرض أرواح المستوطنين إلى خطر وجودي، قادر على إطالة الحرب حتى النصر، وهذا التهور الصبياني سيجعل منه طعم سهل للمقاومة، التي بدأت تستنزف الكيان وتفتك بمعنوياته، فجميع ما تم قصفه من قبل طائرات الكيان، لم يؤثر على قدرات المقاومة، لكونها كانت عمليات ردت فعلا دون تخطيط، لكي يتم التغطية على الفشل الاستخباراتي والتقني للكيان، وفضحهم أمام العالم، ومن هنا تحاول أمريكا الشر، أن ترفع من معنويات الجيش الكيان الإرهابي، بإرسال حاملات الطائرات من جهة، ومن جهة أخرى رسالة إلى الجميع بأن أي تدخل خارجي سيقابل تدخلا أمريكيا، وهذا بحد ذاته هزيمة للكيان لا نصر، والدليل بأن الإعلام الكيان يحذر من دخول حزب الله في هذه المعركة، خصوصا وهم على علم بالامكانات المرعبة التي يمتلكها حزب الله، فأين المعنويات التي رفعتها تلك البوارج؟.

الكيان أمام ثلاث صور وهي:

١_إنهاء الحرب دون قيد أو شرط، وتقبل الهزيمة، وقبول شروط المقاومة الشعب الفلسطيني، وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين وتبيض السجون.

٢_الدخول بحرب استنزاف محددة ضمن الوضع الحالي، وهذا سيطيل الحرب، مما قد يؤدي إلى انكسار تام للجيش الكيان، خصوصا وأن الغرب وأمريكا يعانون أزمات مادية كبيرة بسبب حرب الروسية الأوكرانية.

٣_الاستعجال في الزوال، من خلال فتح جبهات جديدة، وهنا سينتحر الكيان الإرهابي الصهيوني، ولن تنقذه البارجات الأمريكية، لكونها ستكون مع قواعدها في حالة من الدفاع، لما ستواجهه من دمار هائل يصعب تصوره، إضافة إلى اشتعال كافة خطوط إمدادات الطاقة وهذا ما لا يرغب به الغرب، وهو مقبل على فصل الشتاء، وحاجته الماسة للطاقة. أن الكيان الإسرائيلي الإرهابي في مأزق كبير، وأن أفراد هذا الكيان، أصبحوا على يقين بأن لا دولة لهم، وما يجري هو مفتاح نهايتهم وإلى الأبد، فما أمامهم إلى تقبل هذا الوضع و الرضوخ إلى المعادلة الجديدة التي رسمها المقاوم الفلسطيني، فإذا أرادوا إطالة فترة تواجد الكيان!، ما عليهم سوى الإعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني على أرضه، وإن كان في هذا الكيان (عاقل) ترك هذا الكيان والعوده من حيث أتوا. الصورة أصبحت أوضح، بأن الحرب القائمة هي حرب تغطية على. الفشل الأمريكي في ملفات المنطقة، وإذ أضفنا لها الفشل الذريع مع الغرب في أوكرانيا، عمدوا إلى الأحمق نتنياهو، للخوض في هذه الحرب على حساب دماء المستوطنين، للحصول على دعم مباشر من الغرب في إيقاف خصومه.

والهدف الآخر استنزاف المغذي الأساسي للمقاومة (الجمهورية الإسلامية الإيرانية)، ومحاولة كسرها في فلسطين، وهي في الحقيقة عملية (جس النبض) للموقف الإيراني وحلفائها، الواضح بأن موقف إيران قد أصبح أكثر صلابة، إلى درجة أنهم مستعدون للنزال المباشر مع الكيان الإرهابي، وهذا ينطبق على حلفائها في المنطقة كذلك، إيران وحلفاؤها يرون بأن المنطقة تسير نحو التحرر من القيود المفروضة من الغرب وأمريكا وكيانهم الغاصب. الكيان الذي يتباهى على جيوش المنطقة بأنه  يمتلك جيشا وقوة ودرع صلب، اليوم نراه عاجزا على صد صواريخ المقاومة، التي بدأت توجع الكيان، وهي تتساقط على رؤوس الغاصبين الإرهابيين، وهذا تطور نوعي حقيقي، فكيف إذا سيواجه الكيان صواريخ محور المقاومة الأكثر تطورا وأشد فتك ، ناهيك على القوة العسكرية والبشرية وغيرها، فقط الطائرات المسيرة أذلت أوكرانيا وجيشها، فكيف سيواجه الكيان، حجم وقوة هذا المحور؟. إذا أرادت أمريكا أن تنتحر في المنطقة والعالم، كل ما عليها النزول مباشرة إلى الميدان، في ذلك الوقت سيصبح الجيش الأمريكي كالنملة غمرها الطوفان.

نعم إن الشيطان الصهيوأمريكي والمنافقين، هم أضعف من ذلك، لكن أهل غدر فيجب الحذر فهذا ديدنهم. اليوم نشاهد مواقف المشرف لبعض الشعوب العربية والإسلامية، وهي لا زالت تطالب بوجوب إنهاء تواجد الكيان الإرهابي الصهيوني، الذي عاث في الأرض فساد، ولا ننسى بأن محور المقاومة يستمد قوته و شرعيته من الجبلين  العظيمين (السيد علي السيستاني، والسيد علي الخامنئي) ومراجع والعلماء، الذين يرون بأن محاربة الظلم والظالمين واجب على كل حر في العالم. إن نهاية الكيان غدا بدأت وهي تسير بسرعة قصوى، حتى بدأنا نسمع الإرهابيين الصهاينة، وهم يتحدثون عن لعنه (الثمانين عاما)، وهي وقت الزوال، فلم نرهم يتكلمون في هذه الأيام عن دوام دولتهم المزعومة، بل نراهم يتكلمون عن نهايتهم الحتمية. الوقت وقت صبر وستنتهي فصول قصة رسمها الشيطان على يد جنود المحور الحق والأحرار في العالم.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك