كندي الزهيري ||
دون ريب أن تكلمنا عن الحضارات، ما بد من أن نتكلم عن الثقافة التي تدير تلك الحضارات، فإن ماتت الحضارات ، تحييها الثقافات .
حين التكلم عن الثقافة ، فإننا ننظر في جذور الأمة ، لنكتشف سر وجودها وفنائها.
إلى يومنا هذا ونحن نذكر أمم أكل عليها الدهر وشرب ، لكنها لا زالت شامخة ولها أثر في حياتنا المعاصرة ، مثل ثقافة القانون و ثقافة الاحترام ، ثقافة التطور الإيجابي وثقافة الحركة نحو الرقي والازدهار وغيرها .
منذ تمكن الغرب من التقانة ، إلى يومنا هذا ، يسعى جاهدًا إلى تدمير الأمم ، التي لديها جذور ثقافية عريقة ، لا سيما الأمة الإسلامية ، وإن من ساعد على ذلك ، هم (النفعين) ، وأصحاب الرأي (الخائن) ،الذين يبعدون الحقيقة ويقربون الوهم ، حتى أصبح من الصعب الوقوف ليس بوجه الحكومات الغربية الفاسدة ، بل بوجه سفرائهم ، الذين أشاعوا الفساد والأنحراف ، عبر برامج واستقطاب الشباب ، واستثمارهم في مشاريعهم الشيطانية ، وإن لمن الغريب أن تمارس الحكومات مع وسائل إعلامها دور قمعيًا وتميز واضح ، بحيث تسمح وتدعم الشاذ فكريًا ، وتمنع أولي الألباب أصحاب العقول الحقيقيين الذين قدموا أرواحهم من أجل إيصال هذه الأمة إلى بر الأمان.
أن الخنوع والانبطاح لسياسات الغرب ، له آثار عكسية حتمًا ، ليس كما تهوى سفنهم ، بل ستأتي مغايرة ولا شك بذلك .
إن سفراء الدول الغربية المنحلة ، تدعوا إلى انسلاخ الإنسان من إنسانيته ، وأن يصبح المجتمع عبيدًا للماكنة الإعلامية والمالية الغربية ، حتى يقتل الحر بيد العبد الغربي على كافة المستويات .
إن سفراء الغرب ولا سيما سفراء الشيطان الصهيوأمريكي ، يسعون إلى عدة أهداف لنسف الثقافة الإسلامية الأصيلة في مجتمعاتنا ، ومن أهمها ( رفع مستوى التفاهة إلى مستوى القداسة مؤطر بعناوين مقدسة مثل "حرية شخصية ، وحقوق الإنسان" ) حيث نشاهد اليوم الكثير من المسائل ليست لها قيمة ، والأفكار المنحلة والشاذة ، التي ليس لها أحقية ، يروج لها الإعلام الغربي ومن اتبعه ، برعاية حكومات تلك الدول ، في تعطيل المسائلة ، ومحاسبة من يسائل تحت ذريعة ( التعدي على الحريات العامة) ، ليتم رفع التفاهات إلى مستوى (القدسية ) هذه من جهة ، ومن جهة أخرى تخفيض وتسفيه مقدسات الأمة إلى مستوى (التفاهات) وهذا من أخطر مصادق الحرب الغربية المنحلة والشاذة ضد الثقافات الحقيقية .
إن الوهم الغربي وتضليله وتزيفه للحقائق ، و محاولة البعض شرعنة الثقافة الغربية تحت أي مسمى كان ، يجب على كل حر له عقيدة ووعي ، الوقوف بوجه هؤلاء الفاسدين .
إن الغرب الوجه الآخر للشيطان ، لا يدخل للإنسان إلا بواسطة النفس الضعيفة ، والغرب لا يدخل إلى دولة ما ، ونشر عقيدته الثقافية الفاسدة ، إلا بوجود حكومات ضعيفة وخاضعة في تلك الدول .
اليوم العالم تعددت أقطابها ، والغرب مات سريريًا ، لكن ما نشاهد ونلمسه بأن الحكومات التابعة للسياسة الغربية ،متمسكة بالثقافة الغربية ومصرة على تحقيقها .
على الحكومة العراقية أن تقراء جيدًا ، بأن الرضوخ لهواء المستشارين بعضهم ، وعدم إيقاف السفراء الغرب ، والسماح بنشر الثقافة المنحلة والشاذة تحت أي مسمى كان ، سيجعل منها ناصرة للشيطان ، وأن أنصاره لا يفلحون .
من السهل القضاء على الفساد الاقتصادي أو السياسي ، لكن من الصعب القضاء على الفساد والأنحراف المبني على العقيدة ، والمؤطر باطر وعناوين براقة .
على الحكومة أن تعمل بجد وصدق ،بتحصين المجتمع من العقائد الغربية المنحلة والشاذة ، من خلال تشريع قوانين والحرص على تطبيقها ، دون النظر إلى ردات فعل الغرب والمستفيدين منه .
للحق أنصار ، وللباطل كذلك ، فانظروا لجبهة من ستنصرون ...
https://telegram.me/buratha