المقالات

الأحزاب السياسية ما بعد ٢٠٠٣م ، و الأمل بالمثقف ألواعي


...  كندي الزهيري ||

 

العمل السياسي فن بكل ما تعني الكلمة من معنا، من لا يعرف كيف يستخدمه ،بلا شك سيكون مستخدم . بعد سقوط نظرية الحزب الأوحد (المتسلط)، أنتجت لنا سنة ٢٠٠٣م فصاعدًا ، أنموذجا وهو ( خليط بين الأحزاب المعارضة ما قبل ٢٠٠٣م ، وما جاء بعدها ) ، بطبيعة الأمر هناك اختلاف واضح في أيدلوجية العمل السياسي ليس هذا السبب فقط ، إنما واجهت العملية السياسية والأحزاب السياسية عدة تحديات منها : 

١_ تحديات قبولا لفكرها السياسي (أي تسويقه) للجمهور من خلال البرامج .

 ٢_ضعف بصيرة الماكنة الإعلام للأحزاب السياسية جعلت منهم مجموعة بلا فائدة للكثير منهم .

 ٣_ انعدام تخطيط واقعي يعطى لأصحاب الاختصاص ،أنما أصبحت الأحزاب السياسية تعمل بمبدأ الاجتهاد الشخصي .

 ٤_ انعدام رؤية واضحة لمواجهة التحديات بكافة أشكالها ،حتى قيل بأن هذه الأحزاب ما هي إلا ادوات تنفيذ !، وهناك من يخطط لهم .

 ٥_ الصراعات الجانبية ومنها :

 •صراعات داخلية : نشاهد بأن الحزب الواحد يتصارع فيمًا بينهم من أجل مناصب أو (ألأنا)على حساب فكر المشروع السياسي .

 •صراعات خارجية : وهي صراعات بين الأحزاب السياسية ،اكثرها صراعات يصفها الكثير بأنها صراعات(ألكعكة) وليست من أجل مصير الأمة .

 ٦_ وقعت الأحزاب السياسية في الفخ الأمريكية ، وهو عزلها عن الجَمهور ، حيث أصبح الجَمهور في واد والأحزاب في واد آخر ، مما ساعد الأمريكي على إفراغ الساحة من العمل السياسي المؤثر ، فأصبحا لاعب الأوحد في الميدان.                                                          ٧_ تتعامل الأحزاب السياسية على مبدأ (الفعل ورد الفعل) ، وهذا ما نشاهده في الكثير من الخطابات ما هي إلا ردات فعل وليست خطابات أصحاب سياسة وحكم . المصيبة الكبرى في الأحزاب السياسية عامة ، أصبحت مكاتب (للدوام اليومي فقط ) ، فقدت البوصلة التي نشأت عليها الكثير من الأحزاب ، ولا ننسى بأن ما نشاهده من حجم وكمية الأحزاب ، يدل بأن هؤلاء يرون بأن "الأحزاب" مورد مادي وسيطرة وقوة ؟ ، ولا يرون بأن الأحزاب السياسية فكر مؤثر في حركة ونهضة الأمة . اليوم على المثقفين وأصحاب الرأي ، حتى أولاءك الذين تم إبعادهم من قبل "حواشي رئيس الحزب “ يجب أن يعودوا لممارسة العمل السياسي ، وإرجاع الأحزاب السياسية الحقيقية ، إلى الأتجاه الصحيح الذي نشأت لأجلة. وأننا نرى الكثير من الأحزاب ما هي إلا أدوات ودكاكين لشراء الذمم ، وبائعين مواقف ، و الازدواجية في تحركاتها ... كيف نرى مستقبل عظيمًا ، ونحن نشاهد السياسي وحزبه ذليل على أبواب بعض الدول ، من أجل حفنة من المال السحت !. ولا ننسى بأن هناك بعض الأحزاب ، كان لها دور بارز في إفشال مخططات المحتل الأميركي ، لكن وبسبب سوء التخطيط الإعلامي ، وقوة الإعلام المضاد أفقدتها  زمام الأمور . اليوم العالم يتجه إلى مرحلة متقدمة من التغير ، الذي لا يكون معه (قطب واحد )، عالم متعدد الأقطاب ، تحتاج هذه المرحلة إلى فكر سياسي واعِ ، مخطط ومدرك لمحيطه ، ويجيد أختيار أدوات ذات فكر وصلابة موقف ، وأصحاب همم عالية ، يعرفون هدفهم ويشعرون بتطلعات أمتهم ، يسعون على تحقيقها بكل صدقًا شفافية ، يثق فيهم الجَمهور ، إذا كان ذلك سلمت سفننا ونجونا. لا يليق بالمثقفين أن يأخذوا دور  ال(متفرج) ، في حين الآخرين يعملون على تخلفنا وتأخرنا عن الأمم بكل جدية ، الذين يخدرون الأمة بخطاباتهم التي يكتبها بعض ضعفاء النفوس ... إن القبول بالأمر الواقع و الرضوخ له ، ما هي إلا جريمة كبرى ،يتحمل أبعادها الأمة والمثقفين والطبقة السياسية . أن الرِّهان الأمة على الطبقة الواعية المثقفة ، يجعل منها   أمام مسؤولية عظيمة ، فأنتم أملهم ينظرون اليكم بمنظور المقتدر ، فلا يحق لاحدًا منكم أن يتقاعس في واجبة . فمن المعيب على المثقفين ، يرون بأن مصيرا بلادهم ذاهب إلى المجهول ، وثرواته مسلوبة من قبل السفارات لا سيما السفارات الأجنبية (الصهيو أمريكية)، التي ترى بأن أبعاد المثقفين أصحاب الوعِ والعقيدة  ؛ هي من أهم العوامل أدامت سيطرتهم وفرض قراراتهم . أما حان الوقت لمساندة الحق ونصرته ، وإخراج الباطل وفاعله . أن لم تقم أنت أيها المثقف الواعِ بواجبك أتجاه قضايا الأمة ومصيرها ، فمن يقوم بهذا الدور ، بلا شك الجهلة وأصحاب الدكاكين ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك