المقالات

دخيلك يا سبع الدجيل.. خطاب الأم العراقية..!

1161 2023-09-09

د.أمل الأسدي ||

تتعلق الأم العراقية ببيتها وأسرتها تعلقا شديدا، تتعلق بالتفاصيل الدقيقة التي تخص أولادها وزوجها؛ لهذا تنتفض ثائرةً إذا مسّهم سوء !!
لكنّ انتفاضها مختلف عن غيرها، لن تخرجها ثورتها عن دينها وثقافتها ومنظومتها العقدية التي تنتمي إليها، ومهما كبر أولادها؛ لا تتغير معاملتها لهم، إذ تعاملهم
علی أنهم أفراخها الصغار!
فإذا تعرض أحد أبنائها أو إحدی بناتها لظلم ما؛ تجدها تغلي وترتعد وتنادي أبا الفضل العباس بـ دخيلك يا خي زينب أو دخيلك يابن البدوية!
وقد تلبس عباءتها وتتوجه نحو كربلاء!
وإذا لم تناد العباس(عليه السلام)؛ فإنها تسرع لمناداة السيد محمد بن علي الهادي(عليهما السلام ) فتقول: دخيلك يا سبع الدجيل!
وقد امتلأت ذاكرتنا بتلك المشاهد، فما تعرضت له المرأة العراقية كثير!! ظلمت ظلما كبيرا، فمن الخوف من عـصابات البــعث وملاحقتها للعوائل، اعتـقالات لم تسلم منها، سجـون وتعذيب وإعدامات ومقابر جماعية، منها إلی إعدام الشباب عند أبواب المنازل، إلی قــص ألـسن الشباب، وقـطع آذانهم، إلی الجوع وأيام الحصار....الی المفـخـخـات التي أحرقت مدننا، إلی داعــ.ـش ومدی إجـ.ـرامهم!
فمشاهد لوعة الأم واستغاثتها كثيرة جدا، فقد تتحزم بصبرها وعقيدتها، وتخرج من بيتها صائمةً صباح يوم الأحد، متوجهة إلی كراج السيد محمد في الكاظمية، وتبقی صامتةً طوال الطريق...تقاوم دموعها!
تركب السيارة وهي صامتة صائمة مقاومة حتی تصل إلی ضريح السيد محمد، فترمي بنفسها علی شباكه قائلة: ها يالنطقت الطفل من بطن امه، وصاح آنه ابن ابوي وكلام امي صحيح!!
ها يا سبع الدجيل
ها يالمرادك باليد
وتنفجر باكيةً، وآهاتها تطوف حول الضريح، ثم تحلّق الآهاتُ عاليا... تصافح السحاب!
هكذا أمهاتنا، وهكذا بيوتنا، والغريب أن علي الوردي ينسب علاقتنا بأبي الفضل العباس(ع) وبالسيد محمد (ع) ينسبها إلی الخوف، ويزعم أن تأثر العراقيين بهما ناتج عن الخوف منهما!!
تری هل شهد الوردي لوعة الأم وهي تشكو الی سبع الدجيل؟ هل سمعها وهي تقول: "اجيتك صايمة
اجيتك واتعنيت الك واريدن حاجتي من الله بجاهكم عند الله"؟
نحن لانخاف منهما، نحن نراهما درعا وملاذا روحيا آمنا، نری فيهما الرحمة المحمدية، والفزعة الحيدرية!

نعم، وأمي سيدةٌ عراقية، كلما تعرض أولادها إلی الظلم؛ أسرعت قائلة: دخيلك يابو فاضل
أو شهقت قائلة: دخيلك يا سبع الدجيل!
حتی أن أخي الذي عمره تجاوز الخمسين، شكا إليها ظلما من صديقٍ أو لنقل "زميل"؛ فتغير لونها، واحمر وجهها، وفتحت الباب وخرجت الی الباحة، رفعت رأسها ناظرة إلی السماء قائلة:
مسلمتكم بيد سبع الدجيل... كلمن ياذي وليداتي
ها يا سبع الدجيل.. ناخيتك وانت مرادك حاضر وباليد!

هل رأيتم ياسادة؟ نحن نذوب في محبة أهل البيت، فهم أبواب الله، وهم أبوابنا الی التوحيد العملي!
ـــــــــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك