كندي الزهيري ||
جملة قصيرة اختصرت الكثير من الكلام والشرح، بشرطها وشروطها؛ شرطها (الحسين (ع) ) ، وشروطها (المسير على نهجه وأحياء أمره) . هذه الجملة لا يفهمها الأعرابيين و القوميين المتمسكين بخط بريطانيا وأمريكا ، ولا يفهما مدعي (الوطنية ) ولا حتى ( الطائفيين ) وغيرهم . هنا نبين في مَعْرِض حديثنا لا يختصر على العِلاقة بين الشعبين العظيمين العراقي والإيراني فقط ، إنما يجمع كل حر على وجه المعمورة ، كل صاحب قضية عادلة ، كل من يدافع عن الحق والحقيقة . بلا شك بأن الأنبياء والمرسلين ( عليهم السلام) ، مهدوا لهذه الثورة ، لما لها من أبعاد إنسانية وإجتماعية وثقافية وسياسية، ومضامين عميقة تحي الإنسان ، وتعيده إلى جادة الصواب ، وتخرجه من الظلمات إلى النور ، فلا يكون ذلك إلا على يد الإمام المعصوم مفروض الطاعة الإمام الحسين (ع) ، فجسد بثورته جميع مضامين و رسالات السماوية ، وحركة الأنبياء والمرسلين (ع) ، فبدأ الحسين (ع) ثورته ولا تنتهي إلا بقيام دولة العدل الإلهي ، حلم الأنبياء ، حتى تصل البشرية جمعاء إلى معرفة الهدف من وجودها . وهنا يسعى الشيطان وأتباعه إلى إستخدام كافة الوسائل من غير هوادة ، من أجل تعطيل مسيرة ثورة الأمام الحسين (ع) ، بأشاعة الفساد والأنحراف وزرع الكراهيَة والبغضاء والجهل والتخلف ، ومحاولة نخر الثورة من الأعماق ، وتحويلها إلى شكل، أي مجرد غلاف لا يؤثر بحركة المجتمع !، هذا ما يسعى له إبليس وجنوده . أن الذين يعتقدون بأن الذَّهاب (مشيًا) يكفي لنصرة القضية الحسينية فقط ، هذا غير صحيح حتمًا ، لأنة الذَّهاب إلى الحسين (ع) يجب أن يكون قولًا وفعلًا ، أي تطبيق مبادئ قيام الإمام (ع) ، ألّا تكون جاهلًا ، أن تكون واعِ ، أن تكون حر ، أن ترفض جميع أساليب وقوانين الاستعمارية ، أن لا يكون للمتلونين مكان في صفوفكم ، أن تكون عادل مع نفسك ومع أسرتك ومع مجتمعك وأمين ، ألّا تتبع خطوات الشيطان وأتباعه ، أن تكون صاحب رسالة و دور في حركة الإمام الحسين (ع) ، أي من الممهدين لدولة العدل الإلهي ، ألّا تكون أداة بيد الإعلام البعثي و القومي والطائفي وغيرهم . لنفسي ولغيري أقول ؛ أن زيارة الإمام (ع) أمرًا مهم ، وجمال الزيارة لا يكتمل إلا بالمعرفة ، والمعرفة لا تكفي وحدها من دون تطبيق ، والتطبيق لا يكون من دون العشق والذوبان بالحسين (ع) . الإمام الحسين (ع) ، جعل منا أخوان متحابين ، حب الإمام الحسين (ع) جعل منا قوة يخشاها القريب والبعيد ، ما كان هناك الجمهورية الإسلامية في إيران ، أو حزب الله اللبناني ، و الحشد الشعبي ، وأنصار الله في اليمن ، لولا الإمام الحسين (ع) إن إنتشار شعاع ثورة الإمام (ع) في بقاع الأرض ، و تحول كربلاء المقدسة إلى قبلة لجميع أحرار العالم ، ياتوها من كل فج عميق ، ليستظلوا في ظلها، ما كان ذلك لو لا شهادة الإمام الحسين (ع) . الأحرار أصحاب الوعي والبصيرة جمعهم الحسين (ع) ، أما الذين قبلوا على أنفسهم أن يكونوا أسرى للجهل وللعملاء وأصحاب النَّظْرَة الضيقة ما هم إلا أنصار أعداء الحسين (ع) . من عرف الحسين (ع) لن يكون أسير بيد الشيطان ، أو يستضل بظل الباطل مطلقًا ، ومن جمعهم الحسين (ع) لا يفرقهم الإعلام الشيطان الصهيوأمريكي والمنافقين . الحسين (ع) حياة ومنبع للوجود والخلود ، فمرحبًا بأخي ألواع في ساحة الإمام الحسين (ع) ...
https://telegram.me/buratha