د.أمل الأسدي ||
حين كُنّا أطفالا؛ كانت أمي تخبز الخبز بتنور الطين عصرا، كُنّا نحمل البصل إليها كي تشويه، وفي النهاية تخبز لنا " الحنونة" فنجلس نأكلها مع البصل المشوي، وبينما هي تلم أقراص الخبز، تحكي لنا قصةً من قصصها الجميلة، سردها الممتع جعل الخبز والبصل لذيذا جدا، بل جعله فريدا...
ولا أدري بالضبط؛ سردها جعل الطعم لذيذا أم طعم الخبز جعل السرد والحكايات مدهشة؟!!
إلی الحد الذي كُنّا نتصور فيه أن كل الحكايات من عالم الفضاء، أحداث بعيدة عن الواقع والتحقق!!
ومن ذلك؛ قصصها عن المواكب التي تجوب الكاظمية، وعن الفضوة وعن فاضل الچركچي الذي يخبز مجانا أيام الزيارة، وعن الخبازين الإيرانيين وسرعتهم في الخبز، وعن تحضيرات جدتها ( خجة المعطوش) وعن السيارات التي تنطلق من الكاظمية إلی الرضا(ع)، وعن البيوت التي تخلو من ساكنيها يوم الأربعينية،
فكل تلك الحكايات كانت بالنسبة إلينا كالحلم، كالحديث عن الفضاء والنجوم!
اليوم نراها متحققةً، ولكن بشكل فاق ما تخيلناه!
نری المواكب بلا عدد...
ونری أفواج العاشقين تمضي نحو الإمام الحسين!
ونری الشوارع خالية صامتة يوم الأربعين!
الخلاصة:
نحن حتی مع الحنونة والبصل، نحلم بالمحبة والاجتماع والإمام الحسين!!
وهم؛ مع لحم الغزال المهيل يحلمون بعراق بلا حسين!
ومع الجكسارة والچارجر والترف والسفرات والحفلات والشقق التركية؛ يحلمون بعراق بلا حسين!!!!
شرعتنا الحب، والحب دوما منتصر
https://telegram.me/buratha