كندي الزهيري ||
كانت ولا زالت السيدة زينب (ع) أنموذجا حر للإعلام الصادق، ووعي ناطق ،وصاحب مبدأ ثابت ، لا يرعبه طاغية ولا يستسلم للمغريات ، جبل شامخ لا يرضخ ولا يتنازل . بينت السيدة زينب (ع) ، أمران في حركتها و هما : •ضعف وزيف دولة بني أمية ، و فضح الإعلام الذي روج له ، فجعل منهم خلفاء ظلما وعدوانا، وأن ما يشاع ضد خط الإلهي ، ما هو إلا أكذوبة كبرى من صنيعة الماكنة الإعلام الفاسدة . •فضحت مصدر الشائعات التي كان يطلقها رأس الحكم الممتد من السقيفة إلى يزيد وما بعده ضد الخصوم من جهة ،ومن جهة أخرى بينت حقيقة الثورة الإمام الحسين (ع) ، وأبعادها المستقبلية ، وكشفت خط الشيطان الممتد إلى يوم يبعثون . يسأل سائل من أين جاءة السيدة زينب (ع) بكل هذا الوعي والصبر والفصاحة والبلاغة والقوة والعفة والثبات والعلمية !. السؤال من السهل الإجابة عليه لكن من الصعب تطبيق من دون أستعداد لذلك ،نعود إلى دور الأسرة من جديد ، حينما تكون الأم واعية مؤمنة صادقة مثقفة بالثقافة التي أرادها اللّٰه عز وجل ، فلا شك أنها ستكون عظيمة وقوية ، يذعن لها الجميع ولا تخضع لأحد ، ولا ننسى دور الأبُّ الحقيقي الذي يكون داعم ومربي و قدوة صالحة أمام أبناءه وبناته ، سيكون عنصر إيجابي وعظيم في إنشاء الأسرة ، وإخراج قادة مؤثرين في حركة المجتمع ، يحملون رسالة اللّٰه عز وجل بكل قوة ، فلا يكون للباطل و الفاسد مكان بينهم ، لكون الفساد لا يبني بيته إلا في أرض ضعيفة متخبطة مهزومة ، أما أرض أهل البيت (ع) الصلبة بصلابة الإيمان والعقيدة ، لا يمكن أن يكون له بيت أو موضع قدم فيه ... كذلك من سار على نهج محمد وآل محمد (صل الله عليه وآله ) ، لن يقبل أن يخضع لرياح الظالمين والفاسدين ، إضافة بأنه سيمتلك عقيدة صلبة ووعي والنصر سيكون حليفه ،يجعل منه جبل شامخ لن تؤثر فيه الثقافات الهجينة الغربية أو فسادهم وهو يمثل اليوم امتداد لخط إبليس . أن زينب (ع) كانت تحمل المسؤولية أخلاقية وإجتماعية وثقافية ، فضلًا عن حمل وكمال الرسالة المحمدية العلوية الحسينية ، مثلت زينب (ع) الرسالة الإعلامية المحمدية بوجه دولة الظالمين فوقفت بوجه الشيطان ، بقض النظر لما يمتلكه من قوة ، بل رأته صغير فاقد لكل مقومات البقاء والدوام ، كما مثلت السيدة الكبرى فاطمة الزهراء (ع) دور الإعلامية العالمة المذكرة لرسالة محمد (ص) بما يخص الولاية ، فوقفت بوجه السقيفة لتفضح حجم التآمر على وصية رسول الله (ص) ، وسلب حق أمير المؤمنين علي (ع) وهو حق الأجيال على مر الأزمنة ، وبينت نتائج فعلتهم تلك وتاَمرهم سيكون له أبعاد كارثية على المجتمع ومستقبل الأمة. فكانت زينب (ع) كأمها حرة عفيفة واعية عالمة و مؤثرة في مجتمعها تأثير إيجابي وذات بصيرة فذة ، مبلغة ومعلمة ومربية ... حينما تكون المرأة تسير على خطى السيدة زينب وأمها فاطمة الزهراء (ع) لا شك بأنها ستكون عظيمة وقوية ومحترمة من الجميع ، بل ستكون رسالية ، يحسب لها ألف حساب ، فما أحوجنا اليوم إلى الزينبيات الواتي يحملن على عاتقهن الرسالة، خصوصًا في إنشاء أسرة حقيقية لبناء مجتمع طاهر ومثقف وواعي ومتطور ... الزينبيات اليوم لهن دور عظيم ومهم في كشف الزَّيف الإعلام الغربي ، وترويجه للثقافات المنحلة ... أن الزينبية دائمًا وأبدا لن ترضى بالضعف ، ولن تقبل أن تبيع عقيدتها أو تساوم على رسالتها من أجل الشهرة والمال ، ولن تؤثر فيها الثقافة الغربية الشيطانية بأي صورة من الصور ... أن الثقافة من منظور إسلامي تعني؛ السموا والرقي والازدهار بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، والثقافة من المنظور الغربي تعني؛ الذل وتسافل والعري والانهزام . دور الزينبيات في الإعلام وجهاد في مواقع التواصل الاجتماعي، لا يقل أهمية عن رسالة السيدة زينب (ع). أيتها المرأة أن السيدة زينب عظيمة وذات رسالة فكوني زينبية وعظيمة وحملي الرسالة... لا يكون المجتمع صالح إلا بإمرأة زينبية واعية و صالحة . بمجرد تصدي السيدة زينب (ع) لبيان الحقائق بوعي ، رأينا كيف تحول نَظْرَة المجتمع أتجاه الدولة الأموية من جهة وكيف أصبح يرى الحقائق ودور أهل البيت (ع) من جهة أخرى . كان المجتمع مقتنع بأن الإمام الحسين خارجي، وواجب محاربته لكونه خرج على أمام زمانه ، بعد قدوم السيدة زينب (ع)العظيمة ، أصبح المجتمع يرى بأن من الواجب نصرة الإمام الحسين (ع) والوقوف معه بوجه أهل الشر والشيطان الأموي. اليوم نحن نحتاج إلى ذلك الوعي لكي يرى المجتمع حقيقية الأمور ويميز بين الظالم والمظلوم و الحق والباطل .
كندي الزهيري
https://telegram.me/buratha