كندي الزهيري ||
أن بقاء النظام من عدمه ، مرهون بمدى فاعلية ذلك النظام ، هذا هو المهم ، ويبدو إن إستقرار السياسي في العراق ، مصدر إزعاج للكثير . تنتشر في الوقت الحالي ، الكثير من الأخبار حول تحركات القوات الصهيو أمريكية ، والحديث عن إرسال قوات من أجل الحرب !، وهذه الأخبار تنتشر عبر السوشيال ميديا خصوصًا في التك توك والتويتر ؟ ، والقليل في الفيس بوك . المعروف بأن من يطبل لتلك الأخبار هم أما بعثيون أو متأثرين بالبعث. إن أحلام البعث بالعودة إلى سدة الحكم من جديد، ما هي إلا أوهام ، وأن تطبيلهم ليس في محله ، لعدة أسباب منها .
•أن حزب البعث مدان من قبل النظام العالمي ، وأن كان هناك دول معينة تستضيف بعض قادته الذين أصابهم الخرف ، يأملون بالعودة قبل دفنهم من جهة ، ومن جهة أخرى و من حيث لا يعلم بأن حزب البعث الكافر أعترف بأن لا وجود لشيء إسمُه (وطنية) ، إنما جعل من عودته سبب لفضحهم ، منذ تأسيس هذا الحزب على يد الأمريكيين واليوم يلعقون بسطال الأمريكي من أجل الحكم .
• أن أمريكا لا تريد أن تفتح عليها باب لا يسد ، من الإتهامات وربما يؤدي الأمر إلى الإطاحة برؤوس النظام الأمريكي ، لكون الشعب الأمريكي يراقب صاحب القرار إن فكر بذلك، أي بعودة أفراد من الحزب البعث ، واعطائهم دفت الحكم افتراضًا ، سيصبح مدان من قبل الشعب خصوصًا القوى المناهضة للحرب ، هنا ستكون للمؤسسات الأمريكية لا سيما البنتاغون في مواجهة مباشرة ، مع أسر الضحايا الذين قتلوا في العراق ، من أجل إسقاط النظام البعثي ، وهو من صنيعتهم ، والنظام الأمريكي ليس مستعد لمثل هكذا كوارث .
•يعتقد البعثيين بأن من السهولة اليوم أن تشن أمريكا حربًا على دولة من دول المحور المقاومة ، متناسين بأن قوى الماسكة هي قوى مقاومة و عقائدية.
•لم ينتبه الإعلام المطبل إلى شيء مهم وهو " وحدة الجبهة " ، ماذا يعني ، يعني أن الحرب في أي بقعة من بقاع دول محور المقاومة ،ما هي إلا حرب شاملة ،و أن الأمريكي إذما فكر أن يقوم بضربة ما على أي قطعة من أرض المحور ، فإنه سيواجه أمة المقاومة على امتداد الشرق الإسلامي الكبير .
• أن محور المقاومة اليوم يمتلك أسلحة متطورة قادرة على الفتك بالقوات الأمريكية ،والامريكي يعلم ذلك . إن عملية التطبيل ما هي إلا محاولة لإرباك الوضع الداخلي العراقي ، لكون إستقرار الوضع في الساحة السياسية العراقية ، ينسف أحلامهم السوداوية.
· موقف التحرك الأمريكي الإعلامي...
١_امريكا تحاول معادلة القوى بين التوغل الروسي في أفريقيا والتوغل الصيني في آسيا ، لتعلن إعلامياً بأنها لازالت موجودة .
٢_ تحاول أمريكا تشتيت الجبهة وتقليل الضغط في أوكرانيا وخصوصًا الضغط الإعلامي.
٣_تحاول أمريكا أن توصل رسائل إلى محور المقاومة ،وبضغط من الوبي الصهيوني بأن الكيان الغاصب ليس بمفرده في الساحة .
٤_ أمريكا مقبلة على صراع انتخابي ، وليس للإدارة الأمريكية أي إنجاز على المستوى الدولي في السنوات الأخيرة ، كان ذلك واضح للمتابعين الشأن الدولي ، بأن أمريكا تراجعت أمام القوى الصاعدة مثل الصين وروسيا وإيران ، و محور المقاومة أصبح متمكن عسكرياً وهو مقبل على التطور التكنولوجي والإقتصادي من جهة ومن جهة أخرى ، تحاول أمريكا أن ترجع هيبتها أمام حلفائها من دول الخليج ،الذين بدأوا يديرون ظهورهم لها ، ووجوههم متوجهة إلى الدول المناهضة للتواجد الأمريكي. ربما تتجرأ أمريكا إلى ضرب مواقع محددة قبل الإنتخابات ،لكنهم يعلمون بأن ذلك سيكون له ثمن ، هذا في الحساب دوائر الحرب الأمريكية ، لكن لا يهم ، لكون المهم سمعة المؤسسات الحرب الأمريكية أمام الوبي الصهيوني وليس أمام الشعب الأمريكي الذي انهكته الضرائب الحروب من أجل عيون الصهاينة .
على أي حال ،نوصي الحكومة العراقية بأن يكون لها دور فاعل ،بالحد من التهويل والنشر مثل هكذا إشاعات ، فهي بمثابة حرباً نفسية ، ولا تقل إرهابًا عن داعش... كما نؤكد من واجبات الحكومة ومؤسساتها ، أن تكون جادة وأن وتراقب وتتابع كل ما ينشر في المواقع التواصل الإجتماعية ، وتقطع الطريق على المروجين لهكذا إشاعات، لكونها تمس أمن وسلامة المواطنين وسمعة الدولة ونظامها ، وهذا يقع على عاتق رئيس مجلس الوزراء ، لكونه المسؤول الأول عن سلامة الدولة العراقية وسمعتها.
كما نؤكد بأن حان الوقت لتجريم الترويج لفكر حزب البعث في المواقع التواصل الإجتماعي ، وهذه المسؤولية أخلاقية قبل أن تكون قانونية ، وعلى الجميع الضغط في هذا الإتجاه.
ـــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha