د. حسين القاصد ||
لم يكن العباس بن علي بن أبي طالب من نسل الرسول الأكرم، فهو ليس سبطاً من الأسباط؛ ومع أن علي العالمين والد آل البيت ( آل محمد) إلا أن العباس وأخوته من أم البنين وكذلك محمد بن الحنفية، جميعم ليسوا أبناء محمد، هم أبناء علي، على عكس الحسن والحسين فهما ابنا محمد وعلي.
لكن ما سر عظمة العباس؟ يقال إن العباس اشترك في صفين، ويقال: لم يشترك في أية معركة قبل ( الطّف)، لكن ما سر هذه الأسطرة..؟
من الشائع عند العراقيين أن القسم بالعباس يعد من أغلظ الأيمان.. وحين تتخاصم قبيلتان وتتصالحان، يأتي من يعقد لهم ( راية العباس) ويتلون ( فاتحة العباس)، فهو أخو زينب!.
طيب، لماذا هو أخو زينب وأخوها الشقيق الحسين موجود؟
وهو العباس (السطار) فكيف يسطر وهو بلا يدين؟
يقول حردان التكريتي في مذكرات، صفحة ١٥-١٦ :
(ذهبنا مع الرئيس لزيارة محافظة كربلاء ، ويجدر بالذكر ان الرئيس البكر رفض زيارة ضريح سيدنا الحسين في تلك الليلة ، رغم إصراري عليه ،، مؤكداً بالحرف الواحد :
- أنا لا أعتقد بالحسين ! فهو كان يستحق القتل بسبب تمرده على حكومة يزيد ! ! قال نذهب لزيارة سيدنا العباس !
- وعندما قلت له : ولكن العباس كان مع الحسين في كربلاء ، وقد قتل معه ، وفي سبيله ؟
- قال هذا صحيح ،، ولكنني أعتقد أن الحسين غرر بأخيه العباس ، فقد جلبه معه على أساس أن يصبح ولياً للعهد ، ولم يكن اخلاص العباس لأخيه إلا من باب النخوة العربية التي يتمتع بها ! ثم قال إن الخوراج يمثلون الروح الثورية العربية الصادقة ، ولو كنت في عصر علي بن ابي طالب لما وسعني إلا الإنخراط في صفوف الخوارج ! )) ويعلق حردان عبد الغفار التكريتي ( أن الرئيس البكر كان متأثرا جداً بشخصية معاوية بن أبي سفيان ، لذلك هو يحمل حقداً أسوداً لعلي بن أبي طالب ، وليس إهماله لمدينة النجف إلا نتيجة هذا الحقد !).
هذه همجية ورعونة من كانوا يحكموننا، ولا أكثر استخفافا مما فعله المقبور صدام، حين أطلق اسم العباس على أحد صواريخ ( سكود) التي ادعى تصنيعها في العراق! وقد حاول المقبور خداع الشيعة والمراهنة على حبهم للعباس، وحين انتهت الحرب العراقية الإيرانية، ثم انسحاب الجيش من الكويت، وانطلاق انتفاضة ١٩٩١؛ قام المقبور بإبادة المنتفضين بالأسلحة الفتاكة، ثم استهدف قبة ضريح الإمام الحسين بصاروخ (العباس) وكأنه يعيد للذاكرة ما حدث بين حردان التكريتي وأحمد حسن البكر.
العباس مستثنى من العصمة التي يعتقد بها الشيعة، لكنه عصم نفسه بنفسه.
أما سر كونه أخا زينب فهو نسق تعويض معزز بإرث قريب، فوالده علي العالمين بات في فراش الرسول يوم الهجرة فادياً أخاه وابن عمه، والعباس ذاد عن أخيه وعياله؛ لكنّ حادثةً جرت.. جعلت العباس كفيلَ زينب، وهي أن الرسول الأكرم أبقى الإمام علي ليتكفل بأمر الفواطم ويوصلهن إلى يثرب؛ ومن ذا الذي يقترب منهن أو من علي، وذو الفقار في يده.
الشبه الكبير بين العباس وأبيه عزز قداسته، فضلا عن شجاعته رغم حصوله على الأمان من أعداء الحسين.
أما العباس (السطار) فهو نسق تعويض جاءه من إرث عمه جعفر الطيار.
السلام عليك يا ابن علي العالمين.. ما بقي الفراتان.
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha