هشام عبد القادر||
الهجرة إلى الله اعظم هجرة بنية الفناء بالرجعة لله.. بصفاء خالص بالروح والنفس والجسد...عزم الإمام الحسين عليه السلام الهجرة لله قطع المسافات وبدأت رحلته من كل المقدسات إلى ماهو اقدس هو الوصول إلى الله من باب التضحية ..والفداء والذبح العظيم...
خرج من مدينة جده رسول الله وودع سيد الوجود وروح الوجود واعظم من في الوجود واقدس من في الوجود سيدنا محمد صلواة الله عليه وآله وودع ائئمة البقيع وامه الزهراء عليها السلام سيدة نساء العالمين وذهب إلى مكة اداء مناسك الحج وغير من نية الحج إلى عمرة لحيث تم الامر من يزيد بإن يقتلوا الإمام الحسين عليه السلام حتى لو كان متعلق بجدار الكعبة...وخرجت من المدينة ومكة اعظم قافلة واعظم سفينة عرفتها الامم والتاريخ إنها سفينة العشق والمحبة والفناء والتضحية والذبح العظيم ..سفينة النجاة اسرع السفن للوصول لمرضاة الله ..سفينة خلدها التاريخ وجذبت الارواح والاجساد .إليها في كل عام ..ورسمت هذه القافلة اعظم الملاحم التاريخية ..وبصمت في الارض اعظم بصمة بعثت من ساحتاها ارواح العاشقين والمحبين وجذبت إليها ارواح واجساد العالمين من المحبين فكانت ساحة المحشر وساحة الحرية.. ساحة الوجود...برز فيها الإيمان كله للكفر كله.. ولم يكن في الارض احد من العالمين مؤهل لهذا الفداء والتضحية والذبح العظيم إلا ابن بنت رسول الله الإمام الحسين عليه السلام وذريته واهله كلهم من نسل ابو طالب عليه سلام الله ..وخيرة اصحابه الذين اصطفاهم الله لهذه التضحية لإحياء الإسلام وإحياء شجرة الانبياء عليهم السلام فجميع الأنبياء عليهم السلام يعلمون بحق اليقين بهذه التضحية والذبح العظيم الذي يفدى الإسلام ..لتكون من هذه التضحية وهذه الساحة استمرار النور ليبقى نور الإسلام المحمدي ..فاقسم الله باعظم قسم والفجر وليال عشر فهذه العشر هي من شهر محرم ..والفجر نور الظهور ..الذي تشرق نوره بيوم معلوم وتسقط ايضا بهذا اليوم المعلوم دولة ابليس وحزبه وجنده واعوانه وتشرق حينها الارض بنور ربها.. ولا تنفع نفس لم تؤمن من قبل لإن النفس الامارة بالسوء افلت ولم تبقى حينها إلا النفس المطمئة.. اذا كربلاء المقدسة هي الممهدة لظهور نور الفجر...الابدي..
وحوة سفينة كربلاء جميع الفئات والطبقات من الذكور والاناث والابيض والاسود والعازب والمتزوج والغني والفقير والقوي والضعيف والصحيح والعليل ..وجميع الفئات لتكون حجة على العالمين.. فهذه الايام المقدسة من شهر محرم هي آيام الله.. تذكرنا بشعائر الله شعائر التضحية وشعائر رجم الشيطان الاكبر الشجرة المعلونة الخبيثة ..وتذكرنا عطش الرضيع ..وحرم السيدة زينب عليها السلام ..وصبرها ..وقوة تحملها ..فالسعي بين رآس الإمام الحسين عليه السلام وجسد ابا الفضل العباس عليه السلام.. كان مقصدها.. لتعلم العالم كيف تم تقطيع اجساد الاطهار ..وايضا هول المصاب عطش الرضيع وكل اطفال الإمام الحسين عليه السلام.. وما جرى من حرق للخيام وتقطيع اوصال ذرية رسول الله واصحابه الاخيار في كربلاء إنها مصيبة اعظم مظلومية بالتاريخ...
فهذا شهر محرم شهر الهجرة إلى الله..
نركب سفينة كربلاء المقدسة نتجه صوب اعظم قضية بالوجود نور الفجر الذي يشرق بالأرض.. ليرثها عباد الله الصالحين....
ونختم بالقول كربلاء ساحة الوجود كربلاء ساحة المحشر وساحة الجذب لكل العشاق.. ومنارة النور للعالم.. ليعرف العالم المنهج الصحيح والخطـ الواضح خطـ ومنهج الإسلام الاصيل..
والحمد لله رب العالمين
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha