هشام عبد القادر ||
بحث ويبحث الكثير على مر التاريخ عن السعادة.. والسعادة هي اشباع كل الحاجات ..فلم تكتمل على مر التاريخ السعادة لأحد إلا من رحم ربي...لإن السعادة إذا اردنا الاختصار لمعرفة كمالها.. هي السكن والاستقرار جوار سيد الوجود محمد صلواة الله عليه وآله وتكون للنفس المشيئة لهم فيها ما يشائون.. وهذه المشيئة ستكون بعالم الدنيا عندما تشرق الأرض بنور ربها وفي عالم الآخرة حين النجاة من النار والفوز بالجنة ولا تدخل الجنة إلا من بابها وهو سيد الاوصياء الإمام علي عليه السلام اذا هو باب المدينة الفاضلة في الدنيا والآخرة.. والمدينة الفاضلة في ذات الإنسان هو القلب السليم...وخارطة الوصول للمدينة الفاضلة في ذات الإنسان معرفة الإنسان لنفسه هكذا النظرية اول الدين معرفة الله...وكما قال الإمام علي عليه السلام من عرف نفسه فقد عرف ربه.. اذا القانون لمعرفة الوجود والخالق للوجود تبدأ معرفة الإنسان لنفسه...والخارطة تنطلق من الاساس تكون هناك اعلان رسمي وقرار من مجلس الإدارة من العقل وامين السر في الانسان الروح يعمم على الوزير هو القلب ..ليكون الاجتماع الطارئ والعاجل في غرفة مغلقة وهي في جوهر القلب...الذي يعتبر المسجد الاول في ذات الإنسان ...هنا يكون الحضور للعقل والروح والبصر والسمع في غرفة مغلقة في مكنون القلب ..ويبدأ الحوار ينطق العقل..الرئيس او الرسول يقول من هو المسؤول في هذا المجلس مجرد تسائل وهو يعلم ولكن مثلما قال الله لسيدنا موسى عليه السلام وما تلك بيمينك يا موسى هو يعلم بكل شئ ربنا ولكن هذا السؤال فقط للتوكيد والتأكيد لابراز محور الرسالة والسر التي في العصاء لانها محور التغيير اي ركن الدولة والقوة...
فيقول القلب الذي هو الوزير والوصي ..المسؤول في هذا المجلس طبعا المصدر الاول هو العقل ..ولكن ..القلب او الوصي او الوزير يوضح انا ركن دولتك وعصاك ..التي تسير الدولة ومحور التغير...
وتشهد الروح بالقول انا السبب المتصل بينكما اي بين الرسالة والامامة ...
هنا ..نعرف في انفسنا ..إننا في مسجد الذات نؤمن بهذا الارتباط بين العقل والقلب والروح...ومكنون ذالك الارتباط في القلب ..وفوق ذي علم عليم أن هذا المسجد الاول في ذات الانسان تنطلق منه الدولة العظيمة لتكون امة ...والعقل والقلب والروح تشهد بالخالق الذي لا تدركه الآبصار...
فهذه الخارطة التي رسمها ودبرها العقل وبعثتها الروح بالمدد واستقرت الخارطة في القلب ..في مكنونه ومسجده الاول.. لتوضح لكافة اركان الدولة بجسم وذات الإنسان أن القصر الرئاسي محله القلب ..مهما كان عرش وسموات العقل يعلوا في الإنسان إلا أن القلب هو الارض محل الخلافة...
لتمثل كل مراسم الدولة وصفاتها واسمائها ولوائحها..
هنا القلب المدينة الفاضلة بابها سيد الاوصياء الإمام علي عليه السلام اذا اجتمع العقل والقلب والروح ليعلن القانون الاول الرسمي إن باب مدينة السعادة والخير والسلام والعلم هو الإمام علي عليه السلام.. منه الدخول والعبور لتعرف تفاصيل دولتك الإنسانية وذاتك.. العظيمة ..ومنها تعرف رسولك وربك بعلم وعين وحق اليقين...أن الباب هو القاعدة الاساسية للعرفان..
هكذا فوض الامر في نفسك للولي العظيم في نفسك واجعل قلبك مسلم بين يديه....
ليدلك لكل خير فنفسك الملهمة والزكية والبصيرة والمطمئنة ..توحي لك بالخير والمسير لها ..قانون دولتك ..التي رسمها الخالق وجعل كعبة جسدك محور الصراع اما تكون مع النفس الامارة التي توسوس بالشر واما تكون مع النفس المطمئنة فقلبك اما مسجد ضرار واما مسجد النبي العظيم...محمد صلواة الله عليه وآله..
هكذا دولة الإنسان في ذاته...
لذالك اغرس في ذات قلبك شجرة المحبة لسيد الاوصياء الإمام علي عليه السلام فهذه الشجرة ستمدك وتوصلك لسدرة منتهى العقل.. وتكون روح هذه الشجرة هي روح من خالق وجودك...روح طيبة اصل كل الارواح...
وتطهير القلب وكسر الاصنام استعين بيمين الوصي.. ليكسر كل الطواغيت..
وتمسك بالعروة الوثقى واعلم علم وعين وحق اليقين أن الصراع في القلب سيكون مستمر ليوم معلوم تأفل دولة الشر النفس الامارة وتبقى دولة النور.. تشرق ارض قلبك بالنور.. حينها لا ينفع الإيمان اذا لم يكن الايمان من قبل بهذا الوعد باليوم المعلوم.. ولا يستطيع احد ان يقول انه بلغ منتهى السعادة فكل العالم ينتظر ان تشرق الارض بنور ربها.. ليعم السلام في العالم..
كذالك انت في ذاتك وفي دولتك الذاتية كل اعضاء الجسد والحواس يشكوا الالم يصرخ أن له حاجات لم يصل إليها ولن يستقر هذا الصراخ إلا حين تشرق اركان دولتك بقيام دولة الحق واعلانها تكسير جميع الاصنام عند افول النفس الامارة بالسوء دولة ابليس وجنده واعوانه...
و يبقى دولة الخير والسلام في كل وجودك وفي كل العالم..
والحمد لله رب العالمين
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha