كندي الزهيري ||
الكثير ما تكلمنا عن السيادة ، وعلى ضرورة أن يكون القرار الحكومي قرار "مستقل عن أي تدخل خارجي", وهذا ينعكس بالتالي على مؤسسات الدولة . مع شديد الأسف لكن ، لا زلنا إلى هذا اليوم ، نستمع لمصطلح السيادة ولا نراه !. في كل موسم صيفي، يعاني الشعب العراقي من شحة في التيار الكهربائي، مما يعري مفهوم السيادة ، المفهوم الذي يتكلم به سياسيون الذين يمتلكون زمام الأمور ، والذين تكفَّلوا للعراق أن يكون يده ولسانه وحماة سيادته ... لكن ما أن يتعرض البلد الى أزمة ما ، نرى المسؤولين بين ثلاث( متهرب ,راكب الموجة ، متخاذل) . وهذا يعود إلى "ضعف أختيار المسؤولين وعدم التشخيص بين الصالح والطالح " . لسان حال المواطن العراقي يقول أيها المسؤول " أوصلتك لَمَّا تريد وأعطيتك ما يكفيك فأين حقوقي؟". ما الذي ينقص المسؤول العراقي أن يقول للأمريكي قف!، ولما هذه الأزمات دائمًا نراها أمريكية! . أن أي حكومة محترمة تحترم شعبها , أول ما تقوم فيه هو فرض السيادة التي تحفظ "كرامة مؤسساتها واحترامًا وتعظيمًا لشعبها" . وخلاف ذلك لأ تعد دولة ولا حكومة. هنا لسنا في مَعْرِض آلاتهام أو توجيه الٔاهانة لأحد ، بل على العكس نحن نتكلم بلسان الشعب العراقي ، الذي يعاني الويلات منذ تولي الطاغية صدام الملعون الذي آتى به الأمريكي ، إلى النظام السياسي الحالي. وهذا الشعب يعاني المظالم بكل ما تعنيه الكلمة . وهنا نقول أيها المسؤول موقعك خادم للشعب فمن سمح لك أن تضع الشعب أسيرأً للمزاجات الأمريكية!. ومن أعطاك الرخصة أن تحول هذا البلد وشعبه حطباً المحرقة التصفيات الإقليمية والدولية ؟ . أن المجاملات وعدم وضع النُّقَط على الحروف ، وعدم وضع حد للتصرف الأمريكي خصوصًا في التعاملات ما بين الدول والعراق ، أن كان على مستوى الطاقة أو على مستوى الاقتصادي والسياسي، حتى على المستوى العلاقات الخارجية . اليوم ندعو إلى من منحْ الشرعية أن يجد حلولًا حقيقية، تضمن كرامة الشعب العراقي وتحافظ على سيادة الدولة ، و لأ تخضع للإبتزاز والترهيب والترغيب الذي تمارس من قبل المحتل وعملائه في الداخل أو الماكنات الإعلامية المتواجدة في الخارج. كما ندعو الحكومة إلى إيجاد توازن ما بين الدينار والدولار، كذلك التحرر من القيود الأمريكية المفروضة على وزارات العراقية ، خصوصًا في مِلَفّ الانفتاح على الدول، فليس من المعقول أن نأخذ الإذن من الأمريكي قبل الذَّهاب أو اقامة علاقات مع أي دولة ، خصوصًا ونحن دولة ذات سيادة . أن هذا البلد يعاني ولا زال يعاني وسيبقى يعاني، لطالمًا للأمريكي يد ورأي وقوة على الأرض العراقية . المعلوم بأن الأمريكي يسعى على حساب الشعب العراقي وثرواته ومستقبله، أن يجعل من الأرض العراق وشعبها وقود للحرب ، وتصفية لحساباته ، مع الدول التي ترفض أن تكون خاضعة له بأي مِلَفّ من الملفات ، أو أن تسلم سيادتها أو تناقشها مع الأمريكي. ولا يكفي ذلك بل تعدى الأمر إلى التحكم بتسديد ما بذمة العراق لدول أخرى ، بموجب الاتفاقية والعقد المبرم ما بين الحكومة العراقية والدولة الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، مانع من تسديد حصص تلك الدولة ، بحجج واهية ، والمعروف بأن المؤسسات الرسمية المحترمة عندما تبرم عقد مع دولة ما، تؤخذ بنظر ألاعتبار وقبل إبرام تلك العقود.. هل أن تلك الدولة ذات السيادة أم لا. وكما هو المعروف أيضا بأن الحكومة العراقية تدعي أنها ذات سيادة وسلطة على كافة مقدرات البلد ، وقالت تكرارًا ومرارًا أننا دولة متحكمة بقرارها، ولا تسمح لأي دولة أخرى فرض إرادتها عليها، خصوصًا بملف الاتفاقيات، لكن ما نشاهده العكس من ذلك . والأمر أصبح مقلق جدًا ، ونحن نشاهد كيفيه التحكم بالأموال العراقية ، وعدم وجود قرار شجاع ينهي ذلك الخطر. وهذا بشكل أو باخر زعزع ثقة الشعب بمؤسسات الدولة . أن الشعب العراقي يطالب بدولة قوية وعزيزة ، تعز شعبها و تذل أعدائه ، ولا تسمح بالتعدي على حقوقه من أي جهة كانت. ولن يتحقق ذلك ما لم يكن صاحب القرار شجاعًا وحازم ولا يخضع لمزاجات، أ كانت حزبية و نفعية، أو تلك التي لها علاقات متميزة مع دولة الإحتلال. وهذه هي أزمة الكهرباء تضع الحكومة بإختبار سيادي صعب ، أما أن تثبت هذه الحكومة أنها حكومة قوية شجاعة هدفها خدمة الشعب وحماية مصالحه، أو لأ سامح الله تفشل وهذا ما يبحث عنه الأمريكي ، بعدما برزت هذه الحكومة حكومة خِدْمَات لا صراعات، يحاول الأمريكي استغلال أي فَقَرة، لمساعدة أطراف سياسية داخلية، لتزعزع ألاستقرار ،وتحويل مسار الحكومة إلى حكومة الصراعات، حكومة غرف مغلقة بعيدة كل البعد عن شعبها وتطلعاته. نعم نحن لسنا فاقدين الأمل بالبعض الخيرين المتواجدين في الطبقة السياسية ، وهذا الشعب لكي يساند هؤلاء ؛ عليهم أن يخرجوا إلى شعبهم ويصارحون بالحقيقة.
حتى يتوجه هذا الشعب إلى مساندتهم وإنشاء كتلة عراقية جماهيرية سياسية وثقافية وغيرها ، واحدة تكسر يد الهيمنة الشيطان الأكبر ، ومن لف لفه، غير ذلك الكل في مَعْرِض التهم والتشكيك...
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha