كندي الزهيري ||
أن الإنخراط في هذا الميدان ، ساحة المواجهة حيث العدو سافر وظاهر، يبدي العداء بوضوح ، لكنه لا يستخدم سلاحاً تقليدياً ، هو أصعب بعض الشيء. إن الدخول في حرب في ساحات الدبلوماسية والقتال خلف طاولات المفاوضات مع عدو تعرف وتراه، لكنه يخفي سلاحه ويحاول أتباع جميع المهارات الديبلوماسية ، لفرض مطالبه على منافس ، ويحصل منه على تنازلات ليست ممكنا من دون معرفة مهارات الاستراتيجية وتطبيقها بوعي.
إن المواجهة بين مالك الأشتر النخعي ممثل الإمام علي بن أبي طالب (ع) مع عمرو بن العاص ممثل معاوية ، التي تحولت إلى مواجهة بين عمر بن العاص وأبو موسى الأشعري ، خلفت خسائر لم تكن لتسفر عن كل تلك الخسائر ، لو كانت هذه المواجهة العسكرية تقوم بين الإمام ومعاوية ، ومن بين رعاية الحاكم قلما نجد مقاتلين أشداء مثل مالك الأشتر ؛ جمع( قوة الجسم وشجاعة والبصيرة و الوعي) ، والإلمامه بفنون ومهارات القتال بالتواجد في ميدانين الأول والثاني. إن أي أمان و تملق ومداهنة ومؤامرة كبرى لا تخدع رجالاً مثل مالك الأشتر النخعي في جيش الإمام علي (ع) ، وأبا الفضل العباس (ع) في جيش الإمام الحسين (ع) . ولذلك نرى إنه تم التعريف الإمام العباس (ع) ، بصاحب "البصيرة "، يقول الإمام الصادق (عليه السلام) في حق عمه الجليل أبو الفضل العباس (عليه السلام) , كان عمّنا العباس بن علي نافذ البصيرة، صلب الإيمان، جاهد مع أبي عبدالله وأبلى بلاءً حسناً، ومضى شهيداً". أعيان الشيعة ج ٧، صفحة 43…
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha