المقالات

علي عليه السلام سرًا الهي.


كندي الزهيري ||

 

حارت العقول في  فهم شخصيته العظيمة، يصعب علينا معرفتها معرفة حقيقية، وحتار القلم من أين يبدأ ومن أين يسطر أحرفه،  وهل الإمام علي (ع) يستطيع القلم أن يعطيه بعض حقه، لا وألف لا. من وصايا رسول الله محمد (صل الله عليه وآله وسلم) إلى الصحابي الجليل عمار بن ياسر قال( إن سلك الناس كلهم وادياً، وسلك عليا وادياً،فإسلك وادي سلكه علي، وخل الناس طراً) . ونحن في ذكرى عيد الغدير الأغر وهو "العيد الذي أتم فيه محمد (صل الله عليه وآله ) رسالته بولاية الإمام علي(ع)، وهي من تمام النعم على خلق ، وتبيان الحَجَّة ، حتى لا يبقى لأحدًا من عذرًا، وإلّا تبقى البشرية في فراغ، وأنه لمن الضروري والحكمة الإلهية تمثلت بوجود الثقل الأكبر والحبل الممدود والنور الوجود؛ وهي ولاية الإمام علي (ع), ومن ثم الحجج من آل البيت (ع) ، الذي بينهم لنا رسول الله محمد (صل الله عليه وآله), إن هذه الولاية ليست ولاية خاصة في المسلمين فحسب أو بشرية, إنما هي ولاية مطلقة على جميع خلائق الله عز وجل ولا يستثنى منها أحدا. لكن للأسف الشديد الكثير من الناس يرون الحقيقة و ينكرونها بسبب حسابات دنيوية و مرضاة للنفس وطاعة للشيطان قصداً أو جهلا، لكن في المجمل يؤدي نكران الولاية وعدم أتباع وصية رسول الله محمد (صل الله عليه وآله)، إلى هلاك الأمة وجعلها أسيرة بيد الشيطان. ورأينا بعد استشهاد رسول الله محمد (صل الله عليه وآله)، وما ذكره التاريخ من نكرانها ، لمصالح دنيوية، تقدمت على وصية رسول الله (ص), وعدم أتباع الإمام المكلف من الله عز وجل ، ونكران الرسالة التي جاء بها خاتم النبيين وسيد المرسلين محمد بن عبد الله( صل الله عليه وآله ) وهذا أدى فيمَا بعد إلى ظهور فرق ضعيفة متناحرة ، شُقَّة الرسالة المحمدية وحولتها إلى طوائف، بدلًا من أن تكون هذه الأمة أمة واحدة، أصبحت عبارة عن فرق متناحرة سلط عليها الجهل والتخلف والهوان ، وأصبحت مسلوبة الإرادة وسلط عليه الأمم الأخرى، فأصبحت هذه الأمة ضعيفة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى وفعل. ونحن اليوم في حاضرنا هذا واحتفالًا بذكرى تنصيب ولي الله الإمام علي (عليه السلام ) ، نشاهد في هذا اليوم كيف إن هذا ألاسم الذي حاولت دول الشر وخلافة الحقد دفنه، نراه اليوم يصدح في كل بقاع الأرض والكل ينادي يا علي، ومن هذا آلاسم نرى أن هناك دول أصبحت اليوم في مصاف الدول المتقدمة لأنها سارت ولو بشكل بسيط على منهاج الإمام علي (ع). وأصبحت اليوم تقارع أمم الشر بنداء لبيك يا علي، ترجم هذا النداء إلى عمل حقيقي. نعم ربما يصعب علينا إدراك هذه الشخصية العظيمة الإلهية الملكوتية المقدسة، لكننا بشكل أو بآخر نستشعر إن شخصية الإمام (ع) ، ومبادئه توافق الفطرة البشرية ، والعقل السليم يرى بأن الولاية هي شكل طبيعي للوجود ، والقلب السليم يبصر أهمية وعظمة تلك الولاية، مع ذلك إلى هذا الوقت وربما إلى ما بعد هذا الوقت بقليل، يوجد صنفان من الناس صنف ينكر تخبطًا عن جهل بجهل ،و وصنف آخر ينكر الولاية ويفند دورها وعظمتها وهو الخط الشيطاني الأساسي،و هذا الخط الذي منذ أن خلق الله البشرية إلى هذا اليوم،  يرى بأن هذه الولاية خطر عظيم وحقيقي على خط الشر وأدواته وأن تترك الولاية من دون وجود معرقلات يعني أن الإنسان سيصل إلى التكامل في كافة المستويات ليتحقق من تلك الغاية خلق الإنسان وهذا ما لا يريده الشيطان. منذ أن أعلن رسول الله( ص) ، الولاية ،لم يدخر شيطان جهدًا بعزل الإمام علي(ع) ، عن قيادة الأمة بعدها صنع خط من الشجرة الخبيثة ممتدة إلى وقت معلوم، الهدف معاداة  الخط  الولاية ، و محاصرت أي أمة تحاول إظهار حقيقة الولاية . في الوقت الذي تولى فيه الإمام علي (ع) الخلافة ، بعد أن عادت الأمة إلى وضعها الحقيقي، نرى بأن أتباع الشيطان لم يدخروا جهدًا ولم يتركوا مكيدة، ولا فعلًا إلاّ استخدموا، من أجل زعزعت مكانت ولاية ، وإيصال رسالة إلى المجتمع بأن الولاية هي" ضعف ", ومع شديد الأسف جَازَت هذه الحيلة وهذه الصورة المزيفة على الكثير من بسطاء العقول، فرأينا كيف نشق المجتمع وأخرج إلينا الخوارج وهو الخط الثاني لخط إبليس ، واستمرت عملية التنكيل والقتل والإبادة حتى وصلنا إلى كربلاء المقدسة التي تقدست بدماء بن بنت رسول الله (ص) ، وبعد ذلك الخط العباسي الذي كان له دور الأبرز بعد الدور الأموي ، في قتل أولياء الله وخلفائه في أرض وحجته على خلقه تارَة قتل وتارة نفي ، واستخدام سم والسجن والتضييق إلى آخره . نعاني في هذا اليوم من نتائج ذلك الفعل. في يوم الغدير ننظر إلى المستقبل الذي يقوده أهل بيت محمد (ع) ، وستخضع البشرية حبا وكرامة إلى ذلك الخط المنقذ، بعدما تجرعت السم من كأس إبليس ، فلا مفر للبشرية ولا مكان للإنسانية ما لم تعود إلى  ذلك الخط ، خط رسول الله والأنبياء ولأولياء (ع)...

 

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك