هشام عبد القادر ||
ليعرف العقل البشري عظمة الإسلام والوضوح والتبيان وعدم التضليل والعشوائية والتعتيم ..نجد رسول الله سيد الوجود محمد صلواة الله عليه وآله لم يترك الأمة في ضلال ولا في تعتيم بل اوصل الرسالة بوضوح وختم حياته بوضوح ..ويوم الغدير ..هو يوم الشاهد والمشهود ..ترتب عيد الغدير على اعظم توجيه ياأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ..وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس..
في آيام الحج عادة يجتمع الناس من كل فج عميق.. وفي منطقة غدير خم بين مكة والمدينة ..عند عودة رسول الله من الحج وفي عز الظهيرة اي بشدة حرارة الشمس جمع الصحابة اكثر من مائة الف صحابي.. المتقدم رجع والمتأخر لحق للمنطقة التي تسمى غدير خم ليعلن أمر الله ووصيته...صعد على منبر عالي من اقتاب الابل ..وقال بعد رفع يد الإمام علي عليه السلام لتكون الوصيه بوضوح وبمشاهدة الجميع..
حديث الغدير الحمد لله ونستعينه ونؤمن به، ونتوكل عليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا الذي لا هادي لمن ضل، ولا مضل لمن هدى، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله ـ أما بعد ـ: أيها الناس قد نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلا مثل نصف عمر الذي قبله، وإني أوشك أن أدعى فأجبت، وإني مسؤول وأنتم مسؤولون، فماذا أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت ونصحت وجهدت فجزاك الله خيرا، قال: ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وأنَّ جنَّته حقّ ونارَه حق وأن الموت حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور؟ قالوا: بلى نشهد بذلك، قال: اللهم اشهد، ثم قال: أيها الناس ألا تسمعون؟ قالوا: نعم. قال: فإني فرط على الحوض، وأنتم واردون علي الحوض، وإن عرضه ما بين صنعاء وبُصرى فيه أقداح عدد النجوم من فضة فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين فنادى منادٍ: وما الثقلان يا رسول الله؟ قال: الثقل الأكبر كتاب الله طرف بيد الله عز وجل وطرف بأيديكم فتمسكوا به لا تضلوا، والآخر الأصغر عِترَتي، وإن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يتفرقا حتى يراد على الحوض فسألت ذلك لهما ربي، فلا تقدموهما فتهلكوا، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا، ثم أخذ بيد عليٍ فرفعها حتى رؤيَ بياض آباطهما وعرفه القوم أجمعون، فقال: أيها الناس من أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فعلي مولاه، يقولها ثلاث مرات، وفي لفظ أحمد إمام الحنابلة: أربع مرات ثم قال: اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وأحبَّ من أحبّه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار، ألا فليبلغ الشاهد الغائب، ثم لم يتفرقوا حتى نزل أمين وحي الله بقوله: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: الله أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضى الرب برسالتي، والولاية لعلي من بعدي..
وللعلم الحديث متواتر كثير من الروايات المتواترة الصحيحة .ويعتبر اعظم حديث متواتر وبكل الصحاح هو حديث الغدير وعدة روايات تروي حديث الغدير.. وكلها تصب بمصب واحد الولاية للإمام علي عليه السلام وايضا العترة مع القرآن لن يفترقا.. وعدة قصائد شعريه بلسان صحابة الرسول منهم حسان بن ثابت يتكلم عن يوم الغدير...
كتاب حسّان بن ثابت وشعره في الغدير للعلامة الأميني (ص ١ - ص ١٦)
حسان بن ثابت
يناديهم يوم الغدير نبيهم * بخم وأسمع بالرسول مناديا
فقال: فمن مولاكم ونبيكم؟ * فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا
: إلهك مولانا وأنت نبينا * ولم تلق منا في الولاية عاصيا
فقال له: قم يا علي؟ فإنني * رضيتك من بعدي إماما وهاديا
فمن كنت مولاه فهذا وليه * فكونوا له أتباع صدق مواليا
هناك دعا اللهم؟ وال وليه * وكن للذي عادا عليا معاديا...
ما نريد نوصل إليه حركات التغير في النفس تنطلق من يوم الغدير...تعرف النفس من وليها...
لإن القرآن لن يفترق عن العترة الطاهرة ...والحق واضح من تمسك بالولاية يعتبر هو متمسك بالقرآن لإنه علي مع القرآن والقرآن مع علي ...وعلي مع الحق والحق مع علي ..
بمعرفة الأمة في كل عصر ولي امرها تستطيع التمسك. بالصراط المستقيم ..تستطيع أن تفهم القرآن الكريم. وتعرف من هو المعصوم الذي يرث علم القرآن الكريم باطنه وظاهره.. لينهل كل عطشان للمعارف والعلوم من منابعه من الاصل لا من الفرع.. وحتى الفرع سيكون صافي مادام هو يشرب من الاصل.. الحديث عن الولاية هي شجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها بالسماء مثمرة بالعلوم بثمار طيبة تؤتي أكلها كل حين ..شجرة لا تموت لانها نبوية نورانية والنور لا ينقطع ابدا ولا ينطفئ..
والحمد لله رب العالمين
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha