خفق قلبي المتعب , بشدة , وانا اتلقى هذا الخبر صباحا ..والذي جرني الى ذكرى الانقلابات العسكريةفي عالمنا النامي .. نموا عكسيا , نحوالتخلف والدمار.. في البدء ... تلقيت الخبر هاتفيا .. فقد رن جهاز الهاتف .. وما ان وضعته على اذني , حتى سمعت صوتا جهوريا يقول /انقلاب عسكري في بغداد .. ثم اعقب ذلك نشيد – لاحت رؤوس الحراب – ثم انقطع الاتصال ..!! فاضطربت وركضت الى جهاز الكومبيوتر, وبينما انا اقوم بفتح شبكة – الانترنيت ... اذ رن الهاتف مرة اخرى ..فرفعته , واذا بي استمع الى نفس العبارة – انقلاب عسكري في بغداد - .. ويسكت , فرميت الهاتف جانبا , وقلت لنفسي / ربما , هذه مزحة من احد الاصدقاء.. وتابعت فتح شبكة الانترنيت للاطلاع على اخر الاخبار .. وبينما انا كذلك ؛ اذ رن الهاتف مرة اخرى !!فرفعته مسرعا واذا بالصوت الجهوري يقول / بيان رقم واحد !!ايها الشعب العراقي العظيم.. لقد قامت نخبة من ابناء العراق الغيارى بعد ان طفح كيل العذاب والجرائم الابادة , وبعدتجاهل الجميع لمعاناة هذا الشعب العظيم الابي الذي يفتقر الى ابسط متطلبات الحياة , وهو يجابه ذلك بالصبر والكبرياء والعزة املا بتحسن الاوضاع .. فقد قامت هذه النخبة بالانقضاض على المنطقة الخضراءوالسيطرة التامة عليها وعلى جميع مباني رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء والمجلس الوطني والوزارات وكافة القنوات الفضائية وكل وسائل الاعلام العراقية وكافة مقرات الاحزاب والمنظمات .. وتم اعتقال رموز النظام, دون اراقة قطرة من الدماء .. ثم نعلمكم انه قد تم ارجاع كافة الميليشيات الى قواعدها قبل سقوط النظام البعثي الفاسد ,, وكذلك تم الاتفاق مع قوات التحالف على انسحابها غير المشروط من العراق .. هذا وسوف نذيع عليكم بيانات الثورة تباعا على قناة عراق الاصالة . الفضائية فقط بعد تعطيل جميع الفنوات الاخرى ........... ثم اعقب هذا البيان مباشرة نشيد – الله اكبر فوق كيد المعتدي ...- بهت .. وجمدت اوصالي .. ماذا اسمع .. هل حقا ماجرى ..واي قوة رهيبة هذه التي استطاعت ان تسيطر على المنطقة الخضراء .. وكيف استطاعت السيطرة على المجلس الوطني ..بل كيف دخلت القصر الجمهوري وهو – مدجج – وملئ ب ( البيشمركة ) !! .. واين اصبح الجعفري , واين ذهبت امال الطالباني العريضة .. جدا جدا ؟!! وماذا سيفعل علاويبمخططاته وتصريحاته والتي كان اخرها اعلانه ان العراق في حالة حرب اهلية .. والذي كان تصريحا رائعا مصيبا به كبد الحقيقة لو لم يشتبه في كلمة – حرب اهلية – والتي هي بالاصل حرب حكومية ..؟!! والدكتور – ابو سدارة – هذا الرجل الذي يذكرنا بسدارته بايام زمان , والذي استطاع القيام بعمل جبار هو وجماعته اثناء الانتخابات الاخيرة عندما اوقفوا العمليات الارهابية ضد الابرياء .. هذا اين ذهب وماذا فعلوا به .. ومطلك ..هذا الرجل القانع .. فقد كان يتمنى ان يحصل على وزارة التجارة فقط لكنه – سودة على الايام – لم يتهنى بما اراد ... وكاد راسي ينفجر وانا افكر في كل ذلك ..مما اذهلني عن متابعة الاخبار والتأكد من صحة ما سمعت واخيرا رددت المثل العراقي الذي يقول – من يتزوج امي اناديه عمي - ؟!! ربما هذا افضل .. الانقلابيون سيسيطرون على الوضع خلال ايام ويعيدوا الامن والكهرباء والماء و,,,, الى المحرومين .. وطز بالديمقراطية .. والتعددية .. فنحن قد تعودنا على سياسة الحزب الواحد .. وتأسفت لان البيان لم يذكر اسم الانقلابيون .. لكنت صرخت ( يعيش ال ..... ) ( بالروح بالدم افديك يا ... ) و ... رن الهاتف ...؟!فرفعته مسرعا واذا بصوت صديقي – الخبل - .. صديقي الذي كلمتكم عنه قبل ايام في مقال – خذوا الحكمة من ... - واذا به يطلق ضحكة قوية للغاية ثم يقول لي ( اكلتها ..خوش مقلب .. بالعافية ) فلعنته ولعنت اليوم الذي تعرفت فيه عليه.. وقذفت بالهاتف على الارض بقوة , فتناثرت – اشلاؤه .. ثم هدأت قليلا ورحت اتابع الاخبار عبر الانترنيت ( بقلم ... الكاتب والقاص العراقي طلال النعيمي )
https://telegram.me/buratha