كندي الزهيري ||
أسباب أدت حسب السنة الثابة للكون، إلى حرمان العديد من الأمم من الثقافة الحقيقية، وابتلائهم بأنواع البلاء الثقافية والحضارية، أصابها بالاْنحرافات الأخلاقية، والتلوث الذهني والعملي بالباطل؛ الأعراض عن تعاليم الأنبياء و الالهيين والكتب السماوية، على إثر الايحاءات الشيطانية و الدنس النفساني. إن سمسرة الشيطان وجنوده في قرصنة الناس وحرفهم عن الصراط المستقيم، كان لها في هذا السير والسفر، الأثر الرئيسي والبالغ. إن الهداية تسطع بصورة فطرية على جميع الخلائق، لكن المستقبلين والمقبلين، عرضوا أنفسهم لهذه الأنوار، والتقطوا واستقبلوا أنوار الحق، وفي المقابل ، فإن الذين كانوا محرومين من المعرفة، والإقبال المتورطين في فخ إبليس ،حرموا من كل هذا .
إن ترابط العبادة الذاتي بروح الإنسان، جعل صاحب البحث ، في غنى عن البحث، في التاريخ وماضي العبادة ومصدرها، ففي أول لحظة من الولادة خلق الكون، وعندما بزغت برعمة الخلقة ، تبرعمت العبادة أيضا، أن العبادة وتكريم الاجلال ، والتذلل والتضرع هو لله تعالى.
منذ أن حسد إبليس آدم(ع) وقرر إغواء أبناء آدم، بثت بذرة الشرك، لكي يشاهد إبليس جنوده نمو شجرة اللعنة، من الحبة المرة والسوداء لهذا الشرك.
كان إبليس يعرف تماما، بأن ختم العبادة لا ينتزع من قلب إنسان، وهذا ما دفعه إلى صب جل اهتمامه على جعل مصاديق الإلهية، حتى يتوجه الإنسان من منطلق تارة، والابتعاد أو عدم الإهتمام بدعوة الأنبياء والرسل تارة أخرى، نحو عبادة الأوثان والسجدة على عتبة المعابد، وفي الحقيقية تلبية دعوة إبليس واوليائه.
ومن هذا المنطلق، فإن عمر وتاريخ توجه الأمم، نحو الآلهة الأساطير ، يعود ما قبل تاريخ والعصر القديم، وفي عصر لا يمكن ذكر مكان وزمان خاصين له.
ومنذاك، فإن ما كان يجب على الإنسان نسبه إلى الله البارئ، كان ينسب إلى الأساطير الآلهة المزورة، وما كان عليه أن يطلبه من عتبة الله الغني المستغني، كان يطلبه من الأساطير و الآلهة ، وفي هذا الخضم، تحولت المعابد والكهنة إلى وسطاء بين الناس وجنود إبليس، ولم يبقا هما من دون حظ ونصيب من هذه الوساطة.
وعلى مر جميع القرون والعصور، تحول الجن الكافر والكهنة إلى مروجي ومديري المعابد إبليس، إلى أن وقع الإنسان في فخ ثلاثي الأسود "إبليس، الجن، الكهنة " ، وخسر كل ما يملكه ورأسمال ورصيد وجوده على إثر انخراطه في ديار الظلام.
وتمثلت براعة إبليس في تزوير النسخة الأصلية، الإلهية للعبادة والهداية، وكذلك إحلال الآلهة الأساطير ،محل الله جل علاه، والجن الكافر والشياطين محل الهاتف الغيبي، وأصبح الكاهن رديفاً للأنبياء، ليبلغ رسالة وشريعة إبليس لأتباعه وأنصاره.
إن هؤلاء المزيفين المدعومين مما يسمى( القوى ما وراء الطبيعة ) ، تصرفوا بقلوب وعيون المنكوبين بالاَفات ، واستولوا على أفئدتهم، لكي لا يتقلص عدد الذين يبجلون ويكرمون المعابد الشيطانية.
إن ما كان يبديه ويظهره الأنبياء عم طريق المعجزة وباذن الله، في صورة حقيقية، كان يظهره الشيطان وبمدد من قواهم والسحر والشعوذة، أمام أعين المنكوبين بالسحر كما فعل السامري .
وقد درب إبليس، بعض أبناء آدم على السحر والشعوذة، يقال في عصر نوح عليه السلام، وبينة مواجهة دين الرسول محمد(صل الله عليه وآله وسلم ) وتبديد وتحطيم الأمة الواحدة.
وبالرغم من أنه لا يمر اكثر من ٥٠٠٠عام على عمر التاريخ المكتوب واختراع الخط، لكن جميع الأعمال المتبقية من التاريخ الشفهي، والمكتوب لحضارات وثقافات العصر القديم، والأمم القديمة في القسم الشرقي كن الكرة الارضية، موقع بين البحر الأبيض المتوسط و إيران وآسيا ، ينطوي على مؤشرات وعلائم، توجه إهتمام الأمم الميتافيزيقيا والعبادة السحر والكهانة والشعوذة، وخير صورة لذلك ما يفعله اليهود اليوم.
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha