المقالات

اَلْبَلَاء؛ سَلَّمَ اَلْكَمَالُ..


 

كندي الزهيري ||

 

في منظور الإلهي، فإن  الرقي المخلوقات لمراتب العليا،  يتحصل عن طريق ( سَلَّمَ اَلِابْتِلَاءُ وَقِيَاسُ نِسْبَةِ اَلتَّوَاضُعِ وَالتَّذَلُّلِ ) ، الكبرياء والعزة اللتان هما حكرا على الله تعالى. إن تجاوز حدود العزة والكبرياء التي قال عنهما الأمام علي عليه السلام   أن الله اختارهما لنفسه،  ستكون نتيجة الانزلاق في هاوية الذل والمسكنة والخزي واللعنة.

إن براعة العبودية،  تتمثل في الطاعة التامة،  وربما يمكن في وجه آخر،  إعتبار العبودية بمعنى الطاعة،  من دون طرح أي تساؤل، الطاعة التامة،  طوعا أو كرها،  وسواء جاءت حلوة وعذبة للنفس أم لا،  لكن الطاعة بعد السؤال؛ هي عبادة النفس للحظ النفساني.  لذلك فإنها تفقد قيمتها وتصبح عديمة الجدوى،  وهذا يمثل أحد أوجه الابتلاء والامتحان.  ويتم تقييم العباد في خضم وتقلبات و الَابتلاءات، ليعرف أي منهم ينفذ من دون أي سؤال أوامر الله ونواهيه،  وأي منهم ينكرها ويصبح مرتدا.  ولهذا السبب قال الأمام علي عليه السلام ( يَبْتَلِي خُلُقُهُ بِبَعْضِ مَا يَجْهَلُونَ أَصْلُهُ تَمْيِيزًا بِالِاخْتِيَارِ لَهُمْ وَنَفَيَا لِلِاسْتِكْبَارِ عَنْهُمْ )...( فَاعْتَبَرُوا بِمَا كَانَ مِنْ فِعْلِ اَللَّهِ بِإِبْلِيسٍ ، إِذَا أَحْبَطَ عَمَلُهُ اَلطَّوِيلُ ، وَجُهْدُهُ اَلْجَهِيدُ ، وَكَانَ قَدْ عَبْدَ اَللَّهْ سِتَّةَ آلَافِ سَنَةٍ ، لَا يَدْرِي أَمْن سُنِّيٍّ اَلدُّنْيَا أُمُّ مِنْ سُنِّيِّ اَلْآخِرَةِ ، عَنْ كِبَرِ سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ ، فَمِنْ بَعْدِ إِبْلِيسِ يُسَلِّمُ عَلَى اَللَّهِ بِمَثَلِ مَعْصِيَتِهِ ؟ كُلًّا ، مَا كَانَ اَللَّهُ سُبْحَانَهُ لِيَدْخُل اَلْجَنَّةَ بَشَرًا بِأَمْرِهِ أَخْرَجَ بِهِ مِنْهَا مِلْكًا إِنَّ حِكْمَةً فِي أَهْلِ اَلسَّمَاءِ وَأَهْلِ اَلْأَرْضِ لِوَاحِد ، وَمَا بَيْنَ اَللَّهِ وَبَيْنَ أَحَدٍ مِنْ خَلَقَهُ هَوَادَةً فِي إِبَاحَةِ حُمَّى حَرَمَهُ عَلَّ اَلْعَالَمَيْنِ ) .

في  موضوع الاٍبتلاء والامتحان الإلهي فإنه لم يتم إستثناء أي من أبناء البشرية.  لذلك فإن طريق الإنسان لتجربة الكمالات،  يمر عبر مسار الإبتلاء والامتحان، المحفوف بالخوف والمخاطر،  لكي يحرز الإنسان جميع الشروط اللازمة لنيل المراتب،  من خلال  الإختبار التام وبعد تجاوز الابتلاءات.  وتتفتق بهذه الوسيلة فحسب مجمل مواهب وبراعات الإنسان الكامنة وتطفو على السطح.

وقد اِنخرط إبليس بعد اللعن والرجم،  في جلد درة تاج الخلق هذا،  صنع من لشر والحسد، حربة الحقد الدفين ليتربص بالإنسان لمنعه وحرفه عن السير في المسار،  ويحوله آلى كائن تعيس وشقي مثله.

وقد بذل إبليس في أول فرصة وبشأن أول إنسان،  قصارى جهده وهمته ودفع آدم عليه السلام،  إلى ترك الأولى عندما أبتعد عن جنة  القرب والعزة.

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك