المقالات

اَلْبَلَاء؛ سَلَّمَ اَلْكَمَالُ..

1007 2023-06-09

 

كندي الزهيري ||

 

في منظور الإلهي، فإن  الرقي المخلوقات لمراتب العليا،  يتحصل عن طريق ( سَلَّمَ اَلِابْتِلَاءُ وَقِيَاسُ نِسْبَةِ اَلتَّوَاضُعِ وَالتَّذَلُّلِ ) ، الكبرياء والعزة اللتان هما حكرا على الله تعالى. إن تجاوز حدود العزة والكبرياء التي قال عنهما الأمام علي عليه السلام   أن الله اختارهما لنفسه،  ستكون نتيجة الانزلاق في هاوية الذل والمسكنة والخزي واللعنة.

إن براعة العبودية،  تتمثل في الطاعة التامة،  وربما يمكن في وجه آخر،  إعتبار العبودية بمعنى الطاعة،  من دون طرح أي تساؤل، الطاعة التامة،  طوعا أو كرها،  وسواء جاءت حلوة وعذبة للنفس أم لا،  لكن الطاعة بعد السؤال؛ هي عبادة النفس للحظ النفساني.  لذلك فإنها تفقد قيمتها وتصبح عديمة الجدوى،  وهذا يمثل أحد أوجه الابتلاء والامتحان.  ويتم تقييم العباد في خضم وتقلبات و الَابتلاءات، ليعرف أي منهم ينفذ من دون أي سؤال أوامر الله ونواهيه،  وأي منهم ينكرها ويصبح مرتدا.  ولهذا السبب قال الأمام علي عليه السلام ( يَبْتَلِي خُلُقُهُ بِبَعْضِ مَا يَجْهَلُونَ أَصْلُهُ تَمْيِيزًا بِالِاخْتِيَارِ لَهُمْ وَنَفَيَا لِلِاسْتِكْبَارِ عَنْهُمْ )...( فَاعْتَبَرُوا بِمَا كَانَ مِنْ فِعْلِ اَللَّهِ بِإِبْلِيسٍ ، إِذَا أَحْبَطَ عَمَلُهُ اَلطَّوِيلُ ، وَجُهْدُهُ اَلْجَهِيدُ ، وَكَانَ قَدْ عَبْدَ اَللَّهْ سِتَّةَ آلَافِ سَنَةٍ ، لَا يَدْرِي أَمْن سُنِّيٍّ اَلدُّنْيَا أُمُّ مِنْ سُنِّيِّ اَلْآخِرَةِ ، عَنْ كِبَرِ سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ ، فَمِنْ بَعْدِ إِبْلِيسِ يُسَلِّمُ عَلَى اَللَّهِ بِمَثَلِ مَعْصِيَتِهِ ؟ كُلًّا ، مَا كَانَ اَللَّهُ سُبْحَانَهُ لِيَدْخُل اَلْجَنَّةَ بَشَرًا بِأَمْرِهِ أَخْرَجَ بِهِ مِنْهَا مِلْكًا إِنَّ حِكْمَةً فِي أَهْلِ اَلسَّمَاءِ وَأَهْلِ اَلْأَرْضِ لِوَاحِد ، وَمَا بَيْنَ اَللَّهِ وَبَيْنَ أَحَدٍ مِنْ خَلَقَهُ هَوَادَةً فِي إِبَاحَةِ حُمَّى حَرَمَهُ عَلَّ اَلْعَالَمَيْنِ ) .

في  موضوع الاٍبتلاء والامتحان الإلهي فإنه لم يتم إستثناء أي من أبناء البشرية.  لذلك فإن طريق الإنسان لتجربة الكمالات،  يمر عبر مسار الإبتلاء والامتحان، المحفوف بالخوف والمخاطر،  لكي يحرز الإنسان جميع الشروط اللازمة لنيل المراتب،  من خلال  الإختبار التام وبعد تجاوز الابتلاءات.  وتتفتق بهذه الوسيلة فحسب مجمل مواهب وبراعات الإنسان الكامنة وتطفو على السطح.

وقد اِنخرط إبليس بعد اللعن والرجم،  في جلد درة تاج الخلق هذا،  صنع من لشر والحسد، حربة الحقد الدفين ليتربص بالإنسان لمنعه وحرفه عن السير في المسار،  ويحوله آلى كائن تعيس وشقي مثله.

وقد بذل إبليس في أول فرصة وبشأن أول إنسان،  قصارى جهده وهمته ودفع آدم عليه السلام،  إلى ترك الأولى عندما أبتعد عن جنة  القرب والعزة.

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك