هشام عبد القادر ||
لنعلم عظمة الروح ...ولنفهم إنها فاتحة الوجود.. فقد كان لأصل الوجود. نفخة ونفحة الروح التي كان سبب الوجود الحي وسر في سجود الملائكة ..لتكريم الوجود العظيم بالأمر الذي هو كن ..فيكون فكينونة الوجود الفاتحة لهذا الوجود الحي الذي يتحرك وينطق ويتكلم ويسبح ..فإذا نظرنا لوجودنا الآن ستكون إحاطتنا إننا من نطفة ومن أب وأم ..ولكن إذا نظرنا للبداية نعرف فاتحة وجودنا إننا بسبب النفخة الروحية ..في الجسم الترابي الذي يتغذى من ارض ترابية وجدت باربعة اركان بأربعة عناصر نارية هوائية مائية ترابية ..
فإننا في الأرض نطوف حول اربعة اركان قبلة وجودنا...والمولود فيها الفطرة وهي كمثل انفسنا في اجسامنا قلب يتصل بعرش العقل ....
والإنسان بكل عناصر وجوده ..متعلق بسماء وجوده بالروح.. الفاتحة له افق وجوده...
ومتعلق بالأرض جسده الترابي الذي يتغذى منها...ولكن هناك فرق التعلق بالسماء عشق لمعرفة البداية والوصول إلى فاتحة وجوده التي لا حد لمعرفتها...وغير محسوسة ولا مرئية بالعين إنما عشق وتعلق من عرش وجوده العقلي العلوي وقلبه كعبة وجوده السفلي الارضي..
وباليقين والطمئنية يكون هناك ارتباط الوصل. وبجذبة باطنة.
واما التعلق بالارض جذبة ظاهره ترى وجودك ..الظاهر والباطن كإنسان يمشي على الارض مهما ارتفع جسمك نحو السماء فانت تنجذب إلى الارض.. وتعيش فيها تأكل تشرب تنام وتحيى وتموت وتدفن جثمانك في التراب...
فهذه الخاتمة ..جذبة علوية سماوية لا تراها وجذبة سفلية.. تراها...
فكيف لو انجذبت روحك وجسمك نحو السماء.. هذا قوة العلو في المعرفة والعرفان ..
فاصل العقل الوجودي والقلب الوجودي نفترض أن عقلك هو منتهى عرشك ..وقلبك هو قبلة وجودك .. فماذا فوق رأسك ستجد هواء غير محسوس...
فانت في فضاء واسع...
فكل الكواكب تدور حول شمسك المحرقة.. فأين تذهب ..وباي كوكب تتصل...
فلاهوتك الباطن نور محرقة في عرش عقلك ..يفيض في ارضك ....فانت في النور...عند اشراقها. ولن تغيب عنك الانوار حتى في الظلام...
فتجد قمر قلبك يضئ ويشرق...
الروح هي الفاتحة لوجود الإنسان الاول...
وهي الخاتمة له...بجذباتها العلوية..
فعيشنا ناسوتي في هذا الكون ننجذب
إلى الارض ونطوف حول كعبة وجودنا...لنتعلق ..للوصول ..للبداية التي لا حد لها..
فنحن بين الاول والاخر اللامحدود..
البداية لا اول لها لإنها روح ..
والاخر بلا نهاية لإنها روح ايضا..
ولو بحثنا بعلم الاعداد..
ما قبل الواحد صفر لا شئ محدود..
وايضا لا نهاية للأعداد...
ولكن بما إننا في هذا الوجود بالارض المحسوسة ..نقول نحن بكهف الاعداد من واحد إلى تسعة..
وهي متكررة ..وبالجمع تساوي عشرة صفر واحد شئ ولا شئ...
إذا علم البداية والنهاية لا شئ وشئ ..
لا شئ نراه..
والشئ الذي نراه فقط هي الإشارة..
ندور حول قبلة وجودنا في الارض ..
وتدور بنا الارض حول. نور الشمس...
هذه اشارات فقط..
ولكن للإحاطة شمس عقلنا المحمدي
وكعبة قلوبنا العلوي.
تقول لنا الهداية بارواحنا للعشق بالحياة الابدية ستكون بالفوز بدار السلام مع سر الوجود...
بسر الفاتحة والخاتمة...
نتشفع بها الهوية. هي الشافعة. روح وجودنا ..
لنشهد كلمة التوحيد الكاملة..
لا اول لها محدود ..ولا نهاية لها توصف.. بشئ.
والحمد لله رب العالمين..
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha