المقالات

الجاهلية من الناحية السياسية/الحكم بغير حكم الله /الأخير ...


كندي الزهيري ||

 

الجوء إلى الدنيا ؛إن المنطقة التي ظهرت فيها دعوة الرسول محمد(ص) ، كانت غارقة بمشاكلها الداخلية والخارجية،  منشغلة عن قضية ظهور نبي موعود،  يقيم الدين الحنيف، بينما القوى  المحيطة بهم، ولا سيما اليهود والنصارى، كانوا على ترقب وحذر وانتظار لهذا النبي الموعود،  و يجهزون أنفسهم لهذا الأمر لا تهواه أنفسهم. بحار الأنوار،ج٦٩،ص٩٢؛تفسير القمي ج١،ص٣٣.

أما الان ونحن في عصر الظهور الشريف للامام المهدي(ع) ، و في خضم عصر الجاهلية الثانية،  نرى الناس قد انشغلوا بأمور الدنيا،  وما هم فيه من إضطراب، متناسين قضية الأمام المهدي (ع) ، بل متناسين حتى التفكير بقرب قيامه وظهوره الشريف،  بينما المحيط بنا من القوى العظمى وأهل الكتاب، هم أكثر الناس اهتماما وترقبا لقيامه الشريف، واستعدادا منهم لمواجهته.

ليس هذا فقط بل نرى الحكم بغير حكم الله،  فقد كانت القبائل العربية، تضع لنفسها قوانينا وضعية وانظمة متعددة، فيها على الطبائع والعادات والتقاليد المتعارفة، والتي لا تتوافق مع إرادة السماء.

أما في هذا العصر،  فإن الحكومات والأنظمة الإسلامية منها ومن غير الإسلامية،  قد وضعت لنفسها قوانين ودساتير ما أنزل الله بها من سلطان ليحكموا بها.  وهذه القوانين في الاعم الاغلب تتعارض مع مبادئ الدين الإسلامي،  وعلى الرغم من ذلك فإن الحكومات الإسلامية والعربية،  تتعامل بها في حين أن القرآن الكريم يقول :  {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} . سورة المائدة، الآية ٤٤.

( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ). سورة المائدة، الآية ٤٥.

( لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ). المائدة،الآية ٤٧.

لأنهم لم يتبعوا ما انزل الله من السماء  ،ومن لم يحكم بحكم الله، فقد حكم بحكم الجاهلية،  لأنه رجع إلى أحكام وضعية لا تمت إلى الله بصلة،  بل إن الكثير من العلماء لا يعملون بالأحكام الإلهية بل يعطون أحكام ظنية، ربما أخطأوا فيها أو إصابوا،  ولو حكموا بحكم وأحد فقط لا يطابق الواقع،  فإنهم إذن حكموا بحكم الجاهلية،  فعن أبي بصير عن الأمام الصادق(ع) أنه قال: الحكم حكمان حكم الله وحكم الجاهلية فمن أخطأ حكم الله  حكم بحكم الجاهلية.  الكافي ،ج٧،ص٤و٧؛تهذيب التهذيب الأحكام ،ج٦،ص٢١٨.

 

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك