كندي الزهيري ||
ويكون ذلك نتيجة الظروف السياسية الحرجة، والاضطرابات جراء الحروب والغارات. وهذا الأمر كان شائعا بين القبائل العربية قبل الدعوة المحمدية، وكان أذلة خاسئين يخشون بعضهم بعضا، ويخشون القوى المحيطة بهم(الرومان والفرس ) ، وهذا ما أشارت آلية الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء(س) : وكنتم على شفا حفرة من النار مذقة شارب ونهزة الطامع و قبسة العجلان ومواطئ الإقدام تشربون الطرق وتقتاتون القد والورق أذلة خاسئين تخافون أن يختطفكم الناس من حولكم فانقذكم الله تبارك وتعالى بمحمد(ص) وبعد اللتيا والتي. الاحتجاج، ج١،ص١٠٠.
وأصبحنا اليوم نشهد الواقع ذاته في عصر الجاهلية الثانية، مما يصيب الناس من الخوف الشديد سواء من داخل البلد أو من خارجه، و هي إحدى علامات قرب القيام المقدس للآمام المهدي( ع )، فقد ورد عن الأمام الباقر (ع) أنه قال : لا يقوم القائم إلا على خوف شديد وزلازل وفتنة وبلاء يصيب الناس . بحار الأنوار، ج٥٢،ص٢٣٠؛ غيبة النعماني، ص٢٣٤.
وفي رواية أخرى: ويلقى الناس جهدا شديدا مما بمر بها من الخوف. بحار الأنوار، ج٥٢،ص٢٣٥.
وقد ورد في الكتاب المقدس عند اليهود والنصارى وصف لحالة الخوف هذه: بكرب وحيرة والناس يغشى عليهم من خوف. إنجيل لوقا، ٢٥: ١١_٢٦، يوم الخلاص، ص٤٩٧.
ـــــــ
https://telegram.me/buratha