المقالات

هارون الأمة..!


هارون الأمة..!

عبدالملك سام ||

 

لولم يقال في الإمام علي (ع) إلا قول النبي (ص): "أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي" لكان كفيل بأن تجتمع الأمة كلها حوله لتضمن أن تبقى على الدرب الذي أرشدها إليه نبيها (ص)، وهو درب الأنبياء الواضح الذي لا يزيغ عنه إلا من كتب عليه الضياع والزيغ.

لم يبتلى رجل بأتباع أوهن مما أبتلي به الإمام علي (ع)، فقد تركوه وهو لم يكمل بعد تكفين رسول الله (ص)! وكما ترك بنو إسرائيل هارون (ع) ليتبعوا زيف وضلال السامري، فقد ترك المسلمون هارونهم ليتبعو الزيف والضلال التي قادتهم للسقيفة، ومنذ ذلك اليوم تعددت السبل التي شتتهم وقسمتهم وفتحت الطريق لأن يتولى الطغاة أمرها حتى وصل بها الحال لأن تتقاتل فيما بينها، وتصبح أقل الأمم شأنا في وقتنا الحاضر.

نعم، لو تمسك المسلمون بهارون لما خاضوا في بحور دمائهم، ولما تشرذموا مذاهبا وأهواء، ولما وصل بهم الحال إلى أن يكونوا أتباع كل ناعق، ويتحولوا إلى قصعة تتداعى عليهم الأمم لإفتراسها! كل مصيبة فجعت بها الأمة بعد رسول الله (ص) كان بسبب إبتعادها عن علي (ع) التقي النقي.. علي العالم الشجاع الحر الكريم الشريف.

لو أجتمع المسلمون حول علي (ع) لما حدث الشقاق، ولما تحسر أبو بكر، ولما قتل عمر، ولما أغتيل عثمان. لو تولى المسلمون علي (ع) منذ البداية لما أحرقت الكعبة، ولا أستبيحت المدينة، ولا تولى عباد الشهوات أمر الأمة، ولا حدثت كربلاء، ولا ضاعت الحقوق. لو تمسك المسلمون بعلي (ع) لما أجتاحنا الروم والمغول والصهاينة، ولما رأينا المقدسات تغتصب، ولا أنتشرت الأباطيل، ولا تجرأ أحد على ديننا وأرضنا وكرامتنا.

من الغريب أن المسلمين جربوا كل الطرق إلا طريق علي رغم إتفاقهم على شخصيته وأفضليته ومنزلته! وإلى يومنا هذا ما يزالون يدعون حبهم لعلي، ولكنهم بعيدين عنه في الإقتداء والتولي رغم معرفتهم بأن في سيرة علي (ع) ما يجمع تفرقهم، ويقوي ضعفهم، ويقيل عثرتهم!

سنفوز ورب الكعبة لو تأسينا بعلي أخو النبي وتلميذه النجيب، فهو أكثر من يمكن أن يدلنا على ما أراده الله ورسوله لنا، وسننتصر ورب الكعبة لو نصرنا من قال نبينا (ص) فيه: "اللهم أنصر من نصره، وأخذل من خذله"، وستتجلى لنا آيات القرآن لو فهمنا أياها من قال نبينا (ص) فيه: "علي مع القرآن، والقرآن مع علي"، وسنعرف طريق الحق بمن جعله رسول الله (ص) علامة فارقة بين الحق والباطل.

أخيرا.. لقد ضاعت الأمة لقرون حتى وصلت إلى الحال المزرية التي هي عليها اليوم، وقد جربنا كل شيء حتى وصل بنا جهلنا إلى أن تركنا أعدائنا هم من يحددون لنا الحلال والحرام، وأصبحنا في جاهلية دهماء نسبح في بحار الجهل والظلال، فلماذا لا نتوقف للحظة ونفكر في طريق علي (ع) فنتولاه ونتبع نهجه وسيرته حتى نصل به إلى رسول الله (ص)؟! فنوالي علي، ونعادي من عاداه علي، فلعلنا نصل ونتخلص من الجهل والضياع الذي تعيشه أمتنا بباب مدينة علم رسول الله (ص): علي (ع).

 

ـــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
Azad : وهناك خيانة يقترفها مسعود منذ عام ١٩٩٢ والى يومنا هذا حيث قد جعل من الإقليم مستعمرة تركية ...
الموضوع :
مسعود البرزاني : العميل رقم ٤١
عبدالغني مرشد الحميري : سقف الحرية والجهل كحكومة ودولة مسلمة الاسلام دين لها وكتاب الله مرجعا لها وسنة رسول الله عليه ...
الموضوع :
السيد الملحد البخيتي وآليته في الجدال ونقاط ضعفه ة(البهيمية Zoophilia) أنموذجًا
مواطن : لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم عجيب حين تخالف ارادة الانسان معتقده هو يرتجز باليقين انه ...
الموضوع :
لوحة الشمر بن ذي الجوشن ..  
رباب سالم شبيب : انا موظفة في مصنع اطارات الديوانية... خريجة دبلوم إدارة.... لي خدمة ٢٨ سنه.... بسبب قرار التسكين المجحف ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
هاني موسى : الاقليم الموردين يئوي المعارضين والمجرمين العراقيين كذلك ...
الموضوع :
مصلحة من يأوي الإقليم معارضي ايران وتركيا؟
منير حجازي : السلام عليكم . اتمنى من الحرس الثوري الإسلاميةالإيراني عدم تسليم الخاطفين المقبوض عليهم إلى الجهات الأمنية العراقية ...
الموضوع :
بينهم عراقيون.. إيران تعلن تحرير "رهائن" واعتقال الخاطفين
احمد محمد الصاوي : شكرا لكم ...
الموضوع :
اشارات قرآنية عن معارف الصحيفة السجادية للمؤلف الحسون (ح 1)
Salam Albader : لا تسلمون لحيه العراق للبنك الدولي كما فعلت مصر، البنك الدولي له اطماع خاصه بالدول الاستعماريه والمنظمات ...
الموضوع :
المالية تناقش مع البنك الدولي اولويات التنمية ودعم البرنامج الحكومي
سالم البدر : تحياتي د. جواد الهنداوي نعم كلامك حقيقي، الاصل ليس ان العراق لايملك المقومات او المشاريع العملاقه المزعمه ...
الموضوع :
مالذي يمنع العراق من الانضمام الى منظمة شنغهاي و منظمة بريكس؟!
فيسبوك