كندي الزهيري ||
يجد المتتبع لأحوال الجاهلية، أن القبائل العربية كانت متحاربة فيما بينها ، يغزو بعضها البعض ، ويغير على بعضها الآخر، وتسفك الدماء ليلا ونهارا. وهو ما أشار إليه رسول الله(ص) :وحذر منه في حجة الوداع: (ألا أخبركم ترتدون بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ) . كنز الفوائد، ج١،ص١٤٥.
وفي رواية أخرى: ( لا القيتكم ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض و أيم الله لتعرفني في الكتيبة ) . آمالي الطوسي، ص٣٦٣؛بحار الأنوار، ج٩،ص١٥٠؛تفسير الفرات، ص٢٧٨. وها نحن اليوم نعيش مرة أخرى، وهي الجاهلية الثانية بحروبها ونزاعاتها، فالدول الإسلامية والعربية منها، خاصة المتنازعة متحاربة يغزو بعضها بعضا ، ويحارب بعضها بعضا، ليس بالضرورة أن تكون الحرب بالسلاح، بل بالكلام واللسان، فقد ورد عن رسول الله (ص) أنه قال: ( ستكون فتنة تستنطق العرب قتلاها في النار اللسان فيها أشد من قتل السيف ) . بشارة الإسلام، ص٦٨؛يوم الخلاص، ص٤٧٧.
وها نحن اليوم نرى المسلمين يشتم بعضهم بعضا، ويحرض بعضهم على بعض، باللسان ليكون وقعة أسوء من وقع السلاح ، حيث يقتل الجار جاره، والاخ أخاه من جراء ذلك، وهو ما أشار إليه رسول الله(ص) بقوله: ( لا يقتلكم الكفار ولكن يقتل الجار جاره ويقتل الأخ اخاه وأين عمه ). الملاح والفتن، ص٤٥٣.
ويكثر سفك الدماء ليلا ونهارا كما في الجاهلية الأولى فقد ورد عن أمير المؤمنين(ع) : (ويكثر سفك الدماء ويقتل من كل تسعة سبعة أو من كل سبعة خمسة فيقول الجاهل ما لنا في آل محمد حاجة ). منتخب الأثر، ص٤٤١؛الملاحم والفتن، ص٦٢؛يوم الخلاص،ص٤٨٧.
وفي رواية أخرى عن أمير المؤمنين( ع ): ( يأتي على الناس زمان...فإن من وراء ذلك موت ذريع يختطف الناس اختطافا حتى أن الرجل ليصبح سالما ويمسي دفينا ويمسي حيا ويصبح ميتا ). بحار الأنوار، ج٩٣،ص٣٠٣.
ــــــــ
https://telegram.me/buratha