كندي الزهيري ||
إن المتتبع لأوضاع الجاهلية وأهلها قبل عصر الرسالة المحمدية، يلاحظ أن القبائل العربية كانت قد تحزبت بعضها ضد بعض الآخر ، وهكذا بالنسبة للباقين. و من الشواهد على ذلك ما قام به أهل مكة (قريش ) ، واليهود والقبائل العربية الأخرى، التي تألقت فيما بينها، وتحزبت الحرب الإسلام والمسلمين، في معركة الأحزاب التي أعز الله بها جنده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، وهذا تماما ما يحدث اليوم من تحالفات ضد الإسلام بالتألف مع اليهود و أمريكا ضد المسلمين .
والآن نعيش عصر الجاهلية الثانية، حيث أصبح المسلمون أحزابا و فرقا متعددة، يحاول كل منها الظهور والسيطرة على الأمور، على حساب الآخر.
فقد أكدت الروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام ) ، على كثرة الأحزاب والفرق من ذلك قول أمير المؤمنين(ع) : قد صرتم بعد الهجرة أعرابا ، وبعد الموالاة أحزابا. بحار الأنوار، ج٣٤، ص ٢٢٢؛ نهج البلاغة، ص٢٢٩؛ غرر الحكم،ص١٢٣؛شرح نهج البلاغة ، ج ١٣،ص١٧٩.
مما يدل على وجود الأحزاب في آخر الزمان، والتي صادرت ظاهرة ملحوظة عند الموالين لأهل البيت عليهم السلام وغيرهم، وفرق شتى ، كما قال رسول الله (ص) ؛ ( ستتفرق أمتي ثلاثا وسبعون فرقة، واحدة ناجية وهي من اتبع وصيي وضرب بيده على منكب علي بن أبي طالب(ع) .) الصراط المستقيم، ج٢،ص٣٧.
وفي رواية( بضع وسبعون فرقة أعظمها فتنة على أمتي قوم يقيسون الأمور ) . الطرائف، ج٢،ص٥٢٥.
وها نحن اليوم نشهد ظهور كثير من الأحزاب الباطلة والمنظمات العاطلة التي تكاثرت ، ومنها ما يحمل عناوين دينية رنانة، وهي في الحقيقة الأمر بعيد عن الدين الحقيقي، وهي التي تسبب الفتن التي حذر منها رسول(ص) بقوله ( ويل للعرب من شر قد أقترب أفلح من كف يده، أفلح من كف عن الفتن ) . عشرون ومائة علامة متحققة، ص٧٣.
أي بمعنى عن الدخول في الأحزاب الباطلة والمنظمات العاطلة.
ــــــــ
https://telegram.me/buratha