المقالات

الجاهلية  من الناحية السياسية/ الإختلاف/٢...


كندي الزهيري ||

 

فقد كانت القبائل العربية مختلفة فيما بينها،  أيام الجاهلية الأولى،  لا تجتمع على رأي وأحد،  تسودها الشحناء والبغضاء.  ها نحن اليوم نعيش المشهد الثاني في عصر الجاهلية الثانية،  حيث أصبح المسلمون مختلفين فيما بينهم،  لا يجتمعون على رأي وأحد ولا سيما الحكام العرب،  وقد عبر أحد الساسة العرب عن هذا الحال بقوله: أتفق العرب على أن لا يتفقون. وليس لهم غاية إلا إرضاء أنفسهم الإمارة بالسوء، والسير بما يلائم اهوائهم ورغباتهم،  مع أن الدين الإسلامي الحنيف دعانا إلى الوحدة و التوحيد،  ونبذ الخلاف والسير في طريق وأحد،  ضمن مبادئ واحدة لا إختلاف فيها،  وهي المبادئ الإسلامية التي جاء بها الرسول الأكرم(ص) ، وسار عليها الأئمة المعصومين عليهم السلام.

والدليل على وجود الخلاف قبيل عصر الظهور الشريف للامام المهدي(ع ) ،هو وجود جملة من الروايات التي صرحت بهذا المعنى،  فقد جاء عن رسول الله(ص) حيث قال( ابشركم بالمهدي يبعث في أمتي على إختلاف الناس و زلازل) بحار الأنوار،  ج٥١ ، ص ٧٤.

وفي رواية: ابشركم بالمهدي ثلاث يخرج على حين إختلاف من الناس،  أما رواية الثانية فهي عن الأمام الباقر(ع) قال فيها: لا يقوم القائم إلا على خوف شديد...وسيف قاطع بين العرب و إختلاف بين الناس و تشتت في  دينهم وتغير في أحوالهم. بحار الأنوار، ج٥٢، ص ٣٤٨؛ غيبة النعماني، ص ٢٣٤.

والرواية الثالثة عن قدامة عن عبد الكريم قال: ذكر عند أبي عبد الله(ع) القائم(ع) فقال: إني يكون ذلك ولم يستدر الفلك حتى يقال مات أو هلك في أي واد سلك. فقلت:وما استدارة الفلك؟ فقال إختلاف الشيعة بينهم. غيبة النعماني،  ص ١٥٩.

وهذا الخلاف والاختلاف لا يشمل المسلمين وحدهم بل يشمل العالم بأسره شرقة وغربية كما يحصل اليوم تماما،  ، فقد ورد عن أبي بصيرة عن أبي جعفر الباقر(ع) أنه قال: واختلف أهل الشرق وأهل الغرب ونعم وأهل القبلة.  بحار الأنوار ، ج٥٢ ، ص ٢٣٥.

وهذه الصورة من الفرقة والتشتت الذي تعيشه الإنسانية جمعاء، يعيد إلى الأذهان حالة التشتت والفرقة في عصر الجاهلية الأولى،  مما يقف دليلا على أننا نعيش الآن في عصر الجاهلية الثانية،  حيث الفرقة ليسا ضمن مركز الدعوة المهدوية،  المتمثلة البلدان المجاورة  والمحيطة بالعراق،  بل أصبحت تشمل العالم بأسره، الذي أصبح مشتتا منقسما على نفسه.

 

ـــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك