نعيم الهاشمي الخفاجي ||
شعوب الدول العربية تعاني من صراعات قومية ومذهبية وبعضها قبلية مثل صراعات ابناء الشرق والغرب في ليبيا، قوى الاستعمار التي هزمت الدولة العثمانية قامت في رسم حدود ٢٢ دولة عربية حسب مقاسات الاستعمار لخدمة مصالحه، لتبقى دولنا تعاني من صراعات داخلية لتكون فاشلة، مضاف لذلك دول الاستعمار دعمت أشخاص عملاء صنعت منهم أنظمة حاكمة بقوة السيف على الشعوب لاضطهادها وإذلالها.
العرب تعرضوا للاضطهاد والاحتلال، الفيلسوف العربي ابن خلدون قال العرب يتطبعون ويتعاونون مع المحتلين لبلدانهم، تعاون حكام العرب مع قوى الاستعمار لم يكن مصادفة، هؤلاء يحملون جينات وراثية بالخيانة والغدر والقاء قاذوراتهم وخياناتهم على القوى المقاومة الشيعية لأسباب طائفية، البيئة المجتمعية العربية بغالبيتها جاهلة لا تميز بين الصديق وبين العدو، عبارة عن قطعان أغنام يتم تحريكها من قبل فيالق إعلامية مدربة من قبل دول الاستعمار للعمل على بث الشائعات وجعل غالبية الجمهور العربي مسير يتم تحريكه من قبل شبكات الإعلام المعادي.
الإنترنت خدمة عظيمة للبشرية، لكن من اكبر الاكاذيب في هذا العصر، أن مالك شبكات الإنترنت يعمل عمل خالص لوجه الله لخدمة البشرية، من اكتشف الإنترنت استفاد منه ماديا ومعنويا واستخباريا لخدمة مصالحه ومشاريعه واهدافه، لذلك كل مواقع الإنترنت والصحف وتطبيقات مواقع التواصل، لاتعمل لوجه الله، تسهيل وصول الإنترنت لكل الناس، والسماح لهم في الكتابة والنشر ومخاطبة دول العالم بشكل ظاهري، بالحقيقة هذا النشر مسموح بشكل انتقائي، لاتوجد حيادية بالمواقع الالكترونية وتطبقيات مواقع التواصل، بل ينشرون ويسمحون لمن يسير مع تنفيذ اهدافهم، مسموح ان تشتم وتكذب وتفتري على بعض الدول التي تقف ضد الامباريالية الاستعمارية المتوحشة، بل اذا وجدوا هناك من يكتب في حيادية واستقلالية يتم حضر الحساب لأسباب لاتتعارض مع قوانين حرية الصحافة، انا شخصيا غلقوا لي عدة حسابات بدون اي سبب مقنع، مضاف لذلك حتى غالبية المشتركين في تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي أيضا ينتمون إلى تيارات فكرية قومية ودينية فهم لم يقوموا في إعادة نشر أي منشور حتى وان كان معهم في الدين والتوجه إن لم يكن معهم منتمي الى حزبهم ومناصر لهم، في تويتر الجمهور العربي يتفاعل مع أشخاص قلائل وهم معروفين في التدليس والكذب ومرتبطين بمشاريع الاستعمار، مواقع التواصل العربية تتفاعل مع حسابات النساء بشكل جدا كبير، حتى بعض الرجال العرب من أحفاد عدنان وقحطان يعملون حسابات في أسماء نساء للترويج لأفكارهم البعثية والطائفية، لذلك غالبية الحسابات لايتم قراءة منشورات أصحابها بنسبة واحد بالاف من قائمة الأصدقاء الموجودين في حساباتهم، إقبال غالبية الجمهور العربي على الحسابات النسائية بسبب الكبت الجنسي، المتابعين لغالبية الحسابات العادية الغير مرتبطة في إعلام الاستعمار أو الحسابات الغير نسائية في احسن الاحوال متابعيهم قليلون جدا، اذا كان لديك خمسة آلاف صديق في تويتر على سبيل المثال، ممكن يتابعك أربعة أشخاص فقط وحتى لو كنت صاحب فكر وراي سياسي متميز، الشيء المهم للكتاب الأحرار ليست بالكم الهائل من المتابعين المهم أنك تكتب الحقيقة ويكفي يتابعك ثلاثة أشخاص احرار خير من ان يتابعك آلاف البشر من صنف البهائم، المهم رسالتك الاعلامية الصادقة تصل إلى الأشخاص الجيدين الاحرار، نحن نكتب بصدق وأمانة، ومن المؤكد في يوم من الايام يكتشف الكثير من الناس صدق كلامنا وكذب المنافقين والمدلسين.
انا كتبت بصحيفة كانت معادية لفلول البعث وهابي مدة عشرين سنة، تعرضت للسباب والشتائم من قبل حثالات من الذين يدعون أنهم شيوعيين ويساريين بسبب كتابتي للحقيقة، أتذكر كل ماتحدث مظاهرات في ايران، يتم كتابة مئات المقالات يصورون الوضع انتهى، انا اكتب مقال اقول لهم اطمئنوا مايحدث حالة طارئة تنتهي خلال ايام، تبدء شتا شتائمهم لي بالقول هذا ولائي يتبع مرجعية الولاية، رغم انهم يعرفوني بشكل جيد انا احمل أفكار يسارية، لكنني لم ولن اكذب على قرائي واقول الحقيقة واحلل بالواقع على الارض، بالفترة الأخيرة أصبحت الصحيفة التي كتبت بها عشرين سنة مكان لكتاب فلول البعث طائفي وكتاب يساريين انتهجوا نهج الارتزاق، لذلك قررت التوقف عن الكتابة بهذه الصحيفة، أملي مدير الصحيفة وخاصة هو من المكون الفيلي مضطهد يراجع ذلك ويبعد فلول البعث من موقع الصحيفة، وإلا استمر بمقاطعتي للكتابة بالصحيفة، المواقف لاتباع ولاتشترى، مثلي لم ولن يكتب بصحيفة بها كتاب اراذل بعثيين طائفيين ابدا، انا رفضت الظهور بقنوات فضائية مصنفة عدوة لنا، رغم أن القنوات الفضائية الحكومية والحزبية الشيعية مارست معنا أسلوب هدم ذكر مقالاتنا لا من قريب ولا من بعيد، بينما صحف غربية قامت بنشر مقالات لي كثيرة رغم اختلافي معهم.
لذلك بمواقع التواصل الاجتماعي القليل يتابع الكتاب والصحفيين الشرفاء والمناضلين، بينما الكثير يتابع الكتاب والإعلاميين المرتزقة من عملاء أنظمة الرجعية العربية، من المؤسف تجد كتاب ومن كلا الجنسين كانوا من كبار كتاب اليسار العربي وإذا بهم يصبحون أبواق للدفاع عن دول البداوة الوهابية، كاتب يساري عراقي رأيته في قناة فضائية سعودية ممسك صور لشيخ عشيرته مجتمع مع زعيم سعودي ههههه انه زمن الانحطاط للأسف.
من ايجابيات وصول وسائط الاتصالات الحديثة والتي دخلت في كل بيت، عرفنا الأشياء الكثيرة، وهناك حقيقة المخابرات الدولية الاستعمارية تراقب كل ما يكتب في مواقع الإنترنت وتطبيقات مواقع التواصل ومن خلال هذه المنصات يراقبون جس نبض الشعوب و الأمم، ولديهم غرف فكرية مخابراتية تقوم بجرد و أخذ كل فكرة تستفيد منها القوى المهيمنة وصدق قول الإمام علي ع خذ الحكمة ولو من أفواه المجانين، للاسف دول الاستعمار في أفكارنا يهزموننا بسبب حالات التشرذم والاختلاف والتطرف المذهبي والقومي.
بل هناك نقطة مهمة في مواقع التواصل تم تصميم خوارزميات تراقب كل ما يكتب، ومن خلال برامج الخوارزميات، يتم توزيع ما يحلو لهم ويمنعون انتشار ما لا يحلو لهم، فهذا يعني أنهم يوجهون جماهير مواقع التواصل حسب توجهاتهم.
في الختام إن الغالبية العظمى من وسائط الإعلام الحديث من تلفزيونات و إذاعات وما يسمى بتواصل اجتماعي من فيسبوك و تويتر ومواقع صحف إلكترونية و غيرهم ما هم الاوسائل سيطرة على الأفكار و الأدمغة وتوجيهها والتحكم بها، بل في أحداث تشرين بالعراق رأينا عشرات آلاف حسابات وهمية تكتب وتنشر وتحرض وجدنا اغلبيتها مصدرها من دول الخليج والاردن وتركيا تحرض على الاقتتال الشيعي الشيعي في محافظات الوسط والجنوب العراقي ذات الغالبية الشيعية، ووجدت حسابات تعطي مبالغ تصل إلى ٢٠٠ دولار مقابل اعادة نشر تغريدات تخص حكومات دول البداوة الوهابية الخليجية.
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
25/3/2023
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha
