المقالات

العراق الجديد والعالم

1189 14:28:00 2008-06-03

بقلم: عبد الرزاق السلطاني

إن اقوى الاسلحة فتكاً لا يمكن ان تصمد امام سلاح الارادة والوحدة الوطنية، فهما اقوى انواع الاسلحة لاعادة بناء واعمار العراق، واتاحة الفرصة الوطنية لكي تنتصر على الفئوية وتداعيات المراحل الماضية بما تحمله من صراع الارادات وحرب السجالات، والتخلي عن ثقافة الخطاب الراديكالي (المتشدد) الذي يحاول تكريس الاحادية والانغلاق، وما له من آثار وانعكاسات سلبية تهدد المجتمعات وتحول دون ديمومة تطورها، كما يضر بمبدأ التعايش وقبول الآخر، ومن هنا فان الساحة العراقية لا تخلو عادة من رصد الاحداث واختلاف القراءات وتبيانها الذي اعطى مساحة للتجاذبات التي قد لا تتطابق مع مسارات العملية السياسية،

فهنالك من يعتقد ان طبيعة الظروف والمواقف الاقليمية لا زالت تعيش هواجس ماضوية، واخرى مستقبلية ادت كلتيهما الى انتاج افرازات معينة، وبالتالي فلابد من تنظيم اوراق عمل لعلاقة تقنن وترشق البناء الحقيقي للقوى السياسية، ولكن ما نفهمه خلال السنوات الارعة الماضية انما يمثل افرازات طبيعية للمرحلة الجديدة، فكلما تقدمنا أكثر ازداد التلاحم والتماسك بما ينتاغم وتعزيز الثقة ويؤكد المصالحة والوفاق الوطني، فضلاً عن اخراج العراق من ولاية الوصاية الدولية الى واقع سيادة العراق وانهاء الفصل السابع، فهي الخطوة المتطورة لكي يأخذ العراق قراره بيده، ولعل اهم مصاديق البرنامج الوطني هو الوقوف على مسافة واحدة من جميع العراقيين على اختلاف مشاربهم في فرض هيبة الدولة ونزع الاسلحة التي تتحرك خارج اطار المؤسسة الحكومية، فالمجتمع المدني هو مجتمع الدول المتطورة والحديثة التي تضمن حقوق مواطنيها كافة، وتكفل حقوق المواطنة السياسية والانسانية، فإن العنف ليس عائقاً امام الحداثة السياسية وحسب، بل امام الحداثة ككل.

وبالتالي كان لاستكمال العملية السياسية ضمن الجدول المقرر لها، تعد غير واقعية بمنظور بعض المراقبين والسياسيين، غير أن استكمال مفردات البرنامج الوطني هو نصر كبير للعراقيين بعد أن اقتنعت معظم المكونات العراقية الانخراط بالعملية السياسية والسير بالمسارات المحددة لها، واستطاعت أخيرا التكيف الى درجة كبيرة مع التحولات الاقليمية، وتجاوزت الكثير من المعضلات والمشكلات التي واجهتها، واحدثت تقدما استراتيجيا في الجوانب السياسية والاقتصادية والامنية، وبما ان العلاقة مع بعض القوى لا زالت متعثرة الا انها افضل بكثير من المراحل السابقة، والحديث يسري كذلك على الدول العربية والاقليمية للمسير باتجاه احترام سيادة واستقلال العراق واحترام هويته العربية والاسلامية وشد الآصرة العربية من خلال الوقوف الحقيقي مع الشعب العراقي وارادته، واسقاط الديون المترتبة عليه لما تحمله من تركة عصابات البعث الاجرامية وتعزيز التمثيل الدبلوماسي اسوة بالدول الاجنبية التي شكلت انعطافة متميزة في تعاطيها مع الشأن العراقي وحكومته المنتخبة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك