كندي الزهيري ||
قال الله في كتابة الكريم ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا)) التحريم: 8 ، لما وصف ( بالنصوح ) ما معناها ؟، وما شروطها ؟، ما ثمراتها ؟.
في البدا يجب أن نعرف ماذا تعني (تَوْبَةً نَّصُوحًا) في لغة !،
معناها اللغوي ؛ النصح يعني الإخلاص ، فالتوبة النصوح لغة تعني ( التوبة المخلصة ) .
روي عن أهل البيت ( عليهم السلام ) ، عن أبي بصير : قلت لأبي عبد الله ( ع)؛ ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا)) ، هو الذنب ( أي التوبة من الذنب ) الذي لا يعود فيه أبدا .
هل للتوبة شروط ؟ نعم ، فما هي !.
من شروط التوبة هي :
1 – الندم الحقيقي الذي يؤدي إلى ترك المعصية ، عن أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) " أن الندم على الشر يدعو إلى تركه " الكافي .
2 – الإكثار من الإستغفار ((وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)) الأنفال : 33 .
3 – رد المظالم وحقوق الناس والتحلل منهم ، عن الأمام الصادق ( ع ) " من كسر مؤمنا فعليه جبره " الكافي .
4 – قضاء الواجبات والفرائض الفائتة ، عن أمير المؤمنين ( ع ) في ذكره لشروط الإستغفار : " أن تعمد إلى كل فريضة ضيعتها فتؤدي حقها " نهج البلاغة .
5 – الانشغال بالطاعات بعد أن كان منشغلا بالمعاصي ، عن أمير المؤمنين ( ع ) في نفس الرواية السابقة " أن تذيق الجسم الم الطاعة كما اذقته حلاوة المعصية "
6 – أن لا ييأس من روح الله عز وجل ( أي رحمة الله ) اذا نوى التوبة (( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )) الزمر : 53 .
7 – أن لأ يامن من مكر الله عز وجل ( أي عذاب الله للعاصي ) ، اذا فكر بارتكاب المعصية ، قال الله تعالى في القران الكريم ((أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ )) الأعراف : 99.
اذا أقدمت على التوبة ، فهل لها ثمرة ؟ .
من ثمرات التوبة كثيرة ولا تعد ولا تحصى ، لأن العطاء سيكون من لدن الله عز وجل ،ورحمة الله لا يمكن احصائها ،لكن نحاول أن نبين عدد من ثمرات التوبة هي :
1 – محو آثار الذنوب ، عن رسول الله محمد ( صل الله عليه واله وسلم ) " اذا أذنب العبد كان نقطة سوداء على قلبه ، فإن هو تاب وافلح وأستغفر صفا قلبه منها " مستدرك الوسائل .
2 – فرح الله تعالى بها، عن الأمام الباقر ( ع ) ، أن الله تعالى أشد فرحا بتوبة عبده من رجل اضل راحلته وزاده في ليلة ظلماء فوجدها " الكافي .
3 – حب الله سبحانه للعبد التواب ، قال الله تعالى في القران الكريم ((إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ )) البقرة : 222.
4 – تبديل سيئات التائب بحسنات ،قال الله تعالى في القران الكريم ((إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا )) الفرقان : 70 .
5 – دخول الجنة وهذا هو الفوز العظيم ، قال الله تعالى في القران الكريم ((إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا )) مريم : 60 .
و يبقى الانسان مخير بين الرحمة والعذاب ، بين الكرامة والذل ، فهو مخير ، بين أن يكون في العز والكرامة وبين الخزي في الدنيا والاخرة .
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha