د.أمل الأسدي ||
في أيام الحملة الإيمانية المزعومة وحين أراد النظام البائد التحول من العلمانية إلی السلـ.فية والتطـ.رف، تغير الخطاب الإعلامي من العـ.داء الخفي لأهل البيت إلی العـ.داء العلني لهم، إذ بدأت الصحف تهاجم الشيـ.عة و تسخر من معتقداتهم و تنعتهم بالروافض ضمن حملة كبيرة لطمس هوية البلد، واغتيـ.ال الحياة المدنية فيه ولا سيما في العاصمة بغداد ، وفي هذه الأثناء تم توظيف كل المؤسسات من أجل نشر التطرف، بما في ذلك المدارس و المعاهد والجامعات ، وانتشر المخبرون والوعاظ في كل مكان، فتجد ـ علی سبيل المثال ـ الكثير من سائقي سيارات الأجرة (التكسي) من رجال الأمن المدربين علی الوعظ السلفي، إذ يقومون بالتحدث إلی الناس ونشر الفكر المتطرف، وذات يوم أوقفت امرأةٌ مهابة، تشي تجاعيد وجهها بحزن عميق وعمرٍ مرّ بحسرات، أوقفت سيارة التكسي لتذهب من بغداد الجديدة إلی الكاظمية، وحين ركبت السيارة، قالت: يا ابو عبد الله يامظلوم!
فبدأ سائق التكسي ما كُلّف به، بدأ بنصحها قائلا:
حجيةۥ انتي مسلمة، وصايمة ومصلية، وتعرفين الله، ليش تگولين يا ابو عبد الله؟؟؟
الله هو الخالق، هو من خلق الرسول وخلق الامام علي وخلق الحسين!!
وكلهم راحوا والله باقي!!
گولي يا الله، لان انتي جاي تشركين بالله وانتي ما تدرين!!
وبقي يتحدث ويتحدث، ودموع السيدة الجليلة تسيل!!
دموع صامتة تحرقها حسرات!
حتی ظن مخبر الأمن أنه قد أثر بها وهداها كما يفكر هو ويتصور!!
وحين وصلت الی باب المراد وهمّت بالنزول، قالت له:
يمة، يكون يهديك الحسين، هو لوما الحسين وزينب، چان آنه صبرت؟؟ چان انت شفتني هسة؟ چان الله قواني وصبرني وانطاني العافية بعد ما دفنت اثنين شبان؟؟؟
هكذا لقنته سيدة الفطرة درسا، وهكذا أرسلت لنا رسالة مفادها أننا مرتبطون بالإمام الحسين ارتباط الأنفاس والحياة!! فهذه السيدة المؤمنة أرادت أن تقول له:إنها استلهمت الصبر من السيدة زينب، وتعلمت الإيثار والتضحية من الإمام الحسين، ونالت رضا الله ورحمته بقلبها الفاقد بمعرفتها بالحسين ومحبتها له!!
أرادت أن تقول له: إن رفعتها وشموخها وهيبتها،علی الرغم من فجيعتها قد منّ الله عليها بذلك، كرامةً للحسين الذي تحبه كما يحبه الله ورسوله!!
والآن، انطمر البعـ.ث وولت حملته الإيمانية المزعومة، وبقي طريق الحسين عامرا بأنفاس شيعته وأنفاس محبيه من شتی بقاع الأرض!! وأصبحت روضته جنةً جاذبةً لكل القلوب العاشقة، تأتي إليه من دون مخبرين، ومن دون وعاظ السلطة، ومن دون خوف!!
وهكذا صارت كربلاء مدينةً لاتنام، فحب الحسين جعلها مستيقظة، لاتعرف السبات، ليلها نهار، ونهارها أمل وحياة، فالسلام علی الروضتين المباركتين، والسلام علی أفواج الملائكة والأرواح الطاهرة المحلقة حول كعبة القلوب الإمام الحسين والإمام العباس والشهداء السعداء( عليهم السلام).
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha