المقالات

الخليج كنز للأمم القوية  


نعيم الهاشمي الخفاجي  ||

 

 الدول العربية لم ترسم حدودها، وكل مانراه من دول عربية هي صناعة استعمارية، كانت نتاج طبيعي لانتصار بريطانيا وفرنسا وخلفهم أمريكا بالحرب العالمية الاولى، واسقاط الدولة العثمانية وتجزئة مماليكها، بقيت القوات البريطانية والفرنسية بالخليج والشرق الأوسط إلى أن دربت وهيأت عملائها ليقومون بمهمة حكم الدول العربية لتنفيذ ماتريده دول الاستعمار وإعطاء الثروات من خلال حكومات عربية شكلها مستقل، وفي الحقيقة ماهم سوى ضيع وحدائق وأسواق لتصريف المنتجات للدول الغربية في حدائقهم الخلفية، وخاصة الحديقة الخلفية لتربية الأبقار الخليجية السمينة.

كل مانسمعه من فيالق المرتزقة الإعلامية المرتبطة في دول الرجعية العربية بالقول أن أمن العالم من أمن الخليج، كذبة كبرى، لاتوجد اطماع تصدر من ابناء منطقة الخليج والعراق واليمن، الدول الكبرى الخمسة النووية التي صنعت ورسمت الدول المستقلة من بحر قزوين إلى الشرق الأوسط والشرق الأدنى، عملت نظام عالمي يخدم مصالحها بالدرجة الاولى، ووضعت قوانين، لذلك الدول الغربية تحكم بغالبيتها العظمى من خلال دساتير مكتوبة، ماعدى بريطانيا لايوجد لديهم دستور مكتوب، جميع البريطانيين  يحترمون  مبادئ العدالة والإنصاف والأعراف والتقاليد السياسية والقانونية التي دأب على تطبيقها قادة البلد منذ مئات السنين، ولا يخالفها احد إلا لمصلحة مُلِحّة، ولا يحصل ذلك في العادة إلا بوجود إجماع عام حوله.

 القوانين الدولية شملت حتى عملية تنظيم النزاعات المسلحة، وتعرف في  اتفاقيات جنيف والبروتوكولات المضافة إليها، هدف قوانين جنيف هو تقديم الحماية للمدنيين والحفاظ على شيء من الإنسانية في النزاعات المسلحة، وإنقاذ الأرواح، والتخفيف من المعاناة، وايضا بموافقة الدول الخمسة الأعضاء في مجلس الأمن الدولي.

كانت دول الخليج تعتبر المصدر الأول للطاقة بالعالم بحيث ٧٥% من الطاقة بالسبعينيات والثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي من الخليج والعراق والجزائر وليبيا، أما الآن اختلف الوضع، أمريكا باتت المصدر الأول للبترول والغاز بالعالم، مضاف لذلك دخلت وسائل جديدة لإنتاج الطاقة مثل الغاز والرياح وضوء الشمس، رغم أن أمريكا باتت دولة مصدرة للبترول هذا لايعني أن أمريكا ودول الغرب والصين يتركون دول الخليج والتي تعتبر الساحة الخلفية لتصريف منتجات مصانعهم وشركاتهم، وتصريف الاسلحة التي باتت غير مفيدة بظل وجود أسلحة الردع النووي لدى الدول الكبرى.

دائما نسمع تصريحات لساسة الغرب وتركيا والصين حول آمن دول الخليج وأن أمن العالم مرتبط بها، هذه كذبة، لاقيمة لدول الخليج، إنما قيمتهم الحقيقية طمع الدول الكبرى والاقليمية بثروات الخليج لنهبها، بحكومة الحلاب ترامب تم اصطناع خلاف سعودي إماراتي مع قطر، ترامب يوميا يتحدث عن الخلاف القطري السعودي، الفيالق الإعلامية السعودية تشتم في قطر وأمير قطر، طبول الحرب دقت، اردوغان جاء مسرعا لإنقاذ قطر، أقام قواعد عسكرية، ترامب كان يعلن بأحاديثه وتصريحاته أن الخلاف السعودي القطري يستمر، عندما خسر ترامب الانتخابات ارسل صهره زوج إيفانكا للإشراف على المصالحة السعودية مع قطر.

بعد الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، اردوغان استفاد من المساعدات الخليجية، بل أمير قطر ذهب إلى زيارة تركيا وقدم لهم دعم في مليارات الدولارات، قبل عدة ايام عقدة قمة للحكومات في دبي،  الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، لم تفوته هذه الفرصة الذهبية، القى كلمة  في كلمة مسجلة، قال بها طيب أردوغان «في تركيا دائماً ما نقول إن استقرارنا وأمننا مرتبطان بشكل وثيق باستقرار وأمن منطقة الخليج».

كارثة الزلزال الذي أصاب تركيا حسب وكالة رويترز كلفت تركيا اضرار تصل إلى عشرين مليار دولار لإعادة بناء البيوت، هذه الهزة الارضية كشفت فشل الشركات التركية المتخصصة بالبناء وهي للأسف لها فروع بالعراق ودول الخليج وشمال افريقيا، الزلزال حسب تقارير لعلماء حسب قول  الرئيس التركي إردوغان،  الطاقة التي انبعثت من الزلزال تعادل 500 قنبلة ذرية». حديث الرئيس إردوغان بأن «في تركيا دائماً ما نقول إن استقرارنا وأمننا مرتبطان بشكل وثيق باستقرار وأمن منطقة الخليج»، هذا الكلام طريقة ممتازة لحلب ابقار الخليج، ويضع نفسه كمنقذ لدول الخليج من الأخطار الكارثية التي تهدد الحكومات الخليجية وفي الحقيقة لاتوجد إمكانية لدول المنطقة لاشعال حروب بينية، وكل مانراه من صراعات وارهاب وقتل وصراخ وعويل يسير وفق خطط محكمة وضعتها الدول الاستعمارية الكبرى لحلب دول الخليج ودول الشرق الاوسط، أردوغان ذكي ويعي مايقول، بتصريحه هذا غايته حلب ابقار الخليج وينظر إلى الخليج ودول الشرق الأوسط جزء من تركة دولته الدولة العثمانية فهو الاولى بحلبهم من الحلابيين الاخرين، وصدق قول رسول الله محمد ص ((يوشك الأمم أن تداعى عليكم، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها.

فقال قائل، ومِن قلَّةٍ نحن يومئذ، قال، بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السَّيل، ولينزعنَّ الله مِن صدور عدوِّكم المهابة منكم، وليقذفنَّ الله في قلوبكم الوَهَن.

ههههههة صدق رسول الله ص وهذا مانراه على ارض الواقع، نعم ياسادة ياكرام أن شر البلية مايضحك، وكعادة الإعلام الخليجي الطائفي أيضا وضعوا العراق واليمن وسوريا بسبب الميليشيات وايران، ثرثرة وكذب متواصل ليل نهار، خان الحوت غالبية المحكومين بالإعدام ذباحين سعوديين، كافي كذب، انتم يادول الخليج مواقفكم تجاه العراق مواقف حقد طائفي دفين، زلزال يحدث في سوريا، حادثة تقع في ليبيا صراخ الإعلام السعودي الوهابي ميليشيات العراق.

في الختام لايمكن ان يعم الاستقرار بالمنطقة بظل وجود النظام السعودي الطائفي على سدة الحكم، مشكلة هذا النظام ينظر لأبناء شعوب الدول العربية والإسلامية بمنظور طائفي متطرف متعجرف ظلامي همجي، مصائب قوم عند قوم فوائد، الزلزال بتركيا وقف عملية اردوغان العسكرية التي كان بصدد تنفيذها بشمال وشرق سوريا في استهداف الأكراد.

 

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

17/2/2023

 

 

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك