المقالات

نظام التفاهة او الميدوقراطية..!

1357 2023-02-13

قاسم الغراوي ||

 

يتساءل اَلان دونو ما هو جوهر كفاءة الشخص التافه؟ فيجيب : إنه القدرة على التعرف على شخصٍ تافهٍ آخر. معاً، يدعم التافهون بعضهم البعض، فيرفع كلٍ منهم الآخر، لتقع السلطة بيد جماعةٍ تكبُر باستمرار، لأن الطيور على أشكالها تقع.

التفاهة تعني نقص في القيمة والابداع والاصالة وانعدام الأهمية والدناءة والحقارة ولاشك أن وسائل الإعلام الحديثة وشبكات التواصل الاجتماعي وفرت لهؤلاء التافهين فرصة الظهور والانتشار والخروج من جحورهم بعد ان تطبع الناس مع هذا العبث الالكتروني من خلال الدفع بهؤلاء المجاهيل النكرات والمغمورين الذين لم يكونوا شيئا مذكورا دفعت بهم إلى مدارج الشهرة والنجومية نتيجة قيامهم باعمال عبثية وأشياء تافهة.

صدرت الكثير من الكتب التي تسلط الضوء على  هذا المنحى الخطير (نظام التفاهة) الذي يحاول ان يسفه السلوكيات المجتمعية والانسانية  بالتأكيد على هذه السلوكيات المنحرفة في ظل وسائل الانتشار الحديثة ومن هذه الكتب :

"تدهور الحضارة الغربية" للفيلسوف أوزوالد إشبنغلر ، و "حضارة الفرجة" لصاحب نوبل الأديب فارغاس يوسا ، و"مجتمع الفرجة: الإنسان المعاصر في مجتمع الاستعراض" للفرنسي جي ديبور" ، "الإنسان العاري" لمؤلفيه "مارك دوغان" و"كريستوف لابي" وغيرها من الكتب المهمة والاساسية.

بات الكثيرون يقيسون وجودهم ودورهم في الحياة ونجاحهم في عملهم أو علاقاتهم أو زواجهم أو في تربية أبنائهم بعدد مرات ظهورهم وظهور صورهم أو منشوراتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وعدد الإعجابات التي يحصدونها من متابعيهم، لذلك تراهم يتبعون أي موجة تحدث، فتجد لهم في كلّ "trend" اسماً ورأياً .

اما اسباب انتشار هذا السلوك فاسبابه:

١- تدني الوعي الفكري في البلدان العربية

٢-سهولة الشهرة من خلال توفر الهواتف الذكية لكل شخص.

٣-مسؤولية بعض الحكومات في تغذية مستنقعات التفاهة.

التفاهة لايجيدها المثقفين والمتنورون لان المثقفين والمتنورين يلتزمون بمنظومة قيم لايملكها التافهون ولا يتنازلون عنها او يراوغون ولايهادنون أو يستسلمون.

واجبنا محاربة التفاهة في كل صورها للقضاء على الاسفاف كسلوك الذي أصبح رائجا ، ولمحاربة التافهين يجب ان يكون بالموضوعات ذات الأهمية الاخلاقية والعلمية والنفسية لننقذ الشباب والناشئة من تفاهاتهم حتى لايتاثروا في سلوكياتهم التافهة. وتبقى اهتماماتك تحدد قيمتك.

 

ـــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك