المقالات

مشاهد القلب ومشهدية الآية

1185 2022-12-15

د.أمل الأسدي ||

 

لا أقصد هنا  كتابة مقال، وإنما وددت أن أتحدث عن مشاهد القلب المترتبة علی زيارة مرقد القائد المهندس في النجف الأشرف، فحين تزور مرقد المهندس، تشعر أن هذا المكان يقع ضمن مشهدية الآية الكريمة((وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا...)) سورة الزمر،الآية:73

 فالشهداء يحيطون به من كل جانب، وحين تقف في باب المزار،تری أمامك قبر الشهيد" عز الدين سليم " ورفاقه، تتمشی  خطوات فتجد قبور أبطال عملية المنصور بحق المجرم ابن المجرم عدي، ثم تتمشی خطوات فتجد  صورة القاضي الشجاع محمد عريبي، وكأنّ يدا خفية جمعتهم في هذا المكان، ليظهروا وكأنهم في مجلس واحد!!  فتراهم  بقلبكَ متقابلين، متكاتفين، قضيتهم واحدة، ودربهم واحد،  وموقفهم واحد!! وهنا  يحضر أمامك  مشهد المتقين الذين يساقون زمرا إلی الجنة!!

وعليه اختر  لحياتك الدنيا وحياتك الآخرة، الزمر التي يجمعها هدف سام، ويقودها رضا الله تعالی، ويوجهها  إلی الجنة  الموعودة، فلا يمكن للإنسان أن يسير  وحده علی الدوام، ومن دون زمرة!! وإن كانت هذه الزمرة قليلة العدد، وفي المنطق الإلهي الزمر الكثيرة أو التي تعتمد الأكثرية تكون ضالة في الأغلب، كما في قوله تعالی:((وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ)) سورة الأنعام، الآية:116

بينما الزمر التي تعتمد سياق النوع والمنهج والمبدأ تكون هي الرابحة الفائزة، فيمنّ الله عليها بمشهدية الاجتماع، وحضور الجماعة، وظلال القلوب، وحلاوة الرفقة، وتقابل الوجوه، وكل فعلٍ من شأنه التخفيف عما تعرضوا له من محن وشدائد في الحياة الدنيا، حينما كانوا قلة تواجه كثرة مستبدة ضالة!

وكما قال أمير المؤمنين علي(عليه السلام):

(أيها الناس لا تستوحشوا في طريق الهدى لقلة أهله)

 وعنه (عليه السلام) أيضا:((عباد الله،إن من أحبّ عباد الله إليه، عبدا أعانه الله على نفسه، فاستشعر الحزن وتجلبب الخوف، فزهر مصباح الهدى في قلبه... فخرج من صفة العمى ومشاركة أهل الهوى، وصار من مفاتيح أبواب الهدى، ومغاليق أبواب الردى)) فهنيئا لعباد الله المتقين هذا الجمع وهذه الجماعة وهذا السياق الرباني.

 

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك