ضياء المحسن ||
أثناء حديث له مع مجموعة من الشباب والناشئة يؤكد سماحة السيد علي الخامنائي على موضوعة النشيد، ومساهمته في بناء ثقافة المجتمع، بالإضافة الى عبوره جميع المستويات والحدود، والنشيد بالنسبة له يشبه النسيم العليل، لا يفرض نفسه على المتلقي، بل يدخل الى القلب قبل العقل فتنشرح الصدور والعقول لكلماته.
ظلت موضوعة الأناشيد الوطنية مسيطرة على الساحة الإعلامية لسنوات طوال، بدايتها كانت من أيام خسارة العرب في الخامس من حيران 1967، مروراً بحرب الأيام الستة عام 1973، وليس إنتهاءاً بحرب صدام العبثية في ثمانينيات القرن الماضي والتي استهلكت الملايين من البشر ناهيك عن مليارات الدولارات التي احترقت بسبب هذه الحرب.
يبدو أن الغرب انتبه الى ضرورة القيام بتحرك جديد للسيطرة على عقول الشباب والناشئة، وبدلا من عمليات التبشير التي كانت تقوم بها الكنيسة، تفتق ذهنه عن أسلوب جديد ويتمثل بالحرب الناعمة للدخول على عقول هذه الفئات، في غياب واضح للمسؤولين في الدول الإسلامية عموماً والعراق خاصة، خاصة وأن هذه الفئات المستهدفة تعاني من خواء فكري، بالإضافة الى الإنفتاح على شبكة المعلومات ومواقع التواصل الاجتماعي، التي نقلت وتنقل لهاتين الفئتين أفكاراً بعيدة عن قيم المجتمع الشرقي والعربي.
انتشر في الآونة الأخيرة نشيد باللغة الفارسية يتغنى بالإمام الثاني عشر للشيعة الإمامية، سرعان ما تم غنائه بأكثر من لغة، وحتى اللغة العربية، تم غناء هذا النشيد بأكثر من لهجة، ومع أن الأمر ليس بالسيء أن تقوم جهة ما بترجمة نشيد الى اللغة العربية، لكن كنا نتمنى ونحن نملك من الطاقات الشعرية الكثير؛ ناهيك عن المواهب الغنائية التي يمكن أن تُخرج لنا أناشيد ليست حماسية وطنية تتغنى بالحرب وسحق العدو، بل نريد أن نتغنى بأخلاقنا وديننا وطيبتنا.
يبقى النشيد واحداً من الوسائل التي يمن من خلالها إيصال رسالة أو مجموعة رسائل الى الفئات المستهدفة، بأننا أقوى وأفضل ممن يحاول العبث بعقائدنا وموروثنا المتراكم في شتى المجالات خاصة الاجتماعية منها.
نداء الى الجهات المختصة بغض النظر عن توجهاتها الدينية وعقائدها المتنوعة، التي لا نشك بأنها تريد أن ترتفع بأبنائها الى أعلى المراتب، حتى مع اختلاف طرق التعبير عن ذلك.
ــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha