المقالات

ثمة طريق واحد لا غير..!

1697 2022-11-27

تبارك الراضي ||

 

من يقرأ سيرة امير المؤمنين (ع) يجد نفسه أمام فئتين من أنصاره:

1- فئةٌ كثيرة اعدادهم ، ضعيفة عقولهم وحلومهم وارادتهم .. يُخدعون المرة بعد الأخرى ، يأمرهم الإمام فلا يأتمرون وينهاهم فلا ينتهون ، و يستنهضهم فلا ينهضون ، حتى ملَّ منهم ونعتهم بأشد النعوت قائلا: "يا أشباه الرجال ولا رجال... حلوم الأطفال... وعقول ربات الحجال... لوددت أني لم أركم ولم أعرفكم... قاتلكم الله لقد ملأتم قلبي قيحا وشحنتم صدري غيظا".

 وهؤلاء هم أصحاب الفتن الذين تغربلوا مرة بعد أخرى ، وسقطوا فيها؛ فمنهم من التحق بالخوارج ومنهم من هرب الى معاوية طمعاً في مالٍ او جاه.

2 - الفئة الثانية: وهم خُلَّص أصحابه وشيعته ، وهم العاملون العالمون الثابتون على الأمر ، الذين استقاموا على طريق الولاية ، وما ضعفوا وما استكانوا والله يُحب الصابرين.

ولقد كانوا عمادَ حُكم الامام ، وسيفه الضارب على الأعداء ، ويده التي بها يصول ويجول.

ولم يكونوا قلَّة ، بل الآلاف من أصحاب البصيرة ، تجد على رأسهم أمثال عمار بن ياسر ، وحبيب بن مظاهر ، وهاشم بن عتبة ، وعمرو بن حمق الخزاعي ، ومالك الأشتر ، ومحمد بن ابي بكر ، وعابس بن شبيب و قيس بن سعد ووو...ولكن الامام فقدهم الواحد بعد الآخر ، بين مقتولٍ في حربٍ او مغدورٍ او مسموم.

ولقد كان عليٌ (ع) يتألَّم على فراقهم ، ويتمنى حياتهم ليقوم بهم بالأمر في اصلاح واقع الأمة.

وحين تقرأ اخر خطبةٍ خطبها (ع) قبل شهادته ، تجد مقدار الألم المكبوت في صدره والحُزن الذي لا يجد الى بثه سبيلا ، لفقدان ناصريه.. فيقول: ".. ما ضر إخواننا الذين سفكت دماؤهم وهم بصفين أن لا يكونوا اليوم أحياء؟ ... أين إخواني الذين ركبوا الطريق ومضوا على الحق؟ أين عمار ؟ وأين ابن التيهان؟ وأين ذو الشهادتين؟ وأين نظراؤهم من إخوانهم الذين تعاقدوا على المنية ، وأبرد برؤوسهم إلى الفجرة؟ - ثم ضرب بيده على لحيته الشريفة الكريمة فأطال البكاء ، ثم قال (ع): أوه على إخواني الذين تلوا القرآن فأحكموه ، وتدبروا الفرض فأقاموه ، أحيوا السنة وأماتوا البدعة... دعوا للجهاد فأجابوا ، ووثقوا بالقائد فاتبعوه.."

أقول: حين نتأمل في هاتين الفئتين من الرجالٍ حول علي (ع) ؛ نتساءَل مع انفسنا في هذا الزمان وضمن مسؤوليتنا لنصرة صاحب الزمان (عج) ، و نصرة نهجه وخطه الإلهي المتمثل بالصالحين من عباده..

من أي الفئتين نكون؟ هل ممن يملأ قلب وليِّ الله قيحا؟ ام من فئة الصابرين الصادقين؟

أي طريق نسلك؟!

 

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك