المقالات

ماذا تعني إجراءات وزارة الخزانة الأميركية تجاه المصارف العراقية الخاصة؟

2176 2022-11-25

ضياء المحسن ||

 

باحث في الشأن المالي والاقتصادي

 

        تمثل وزارة الخزانة الأميركية القسم الذي يدير الاموال الامريكية للحفاظ على الأمن المالي لأكبر إقتصاد عالمي ترتبط به كثير من دول العالم جراء التعاملات بالدولار الأمريكي، بالمقابل فإن البنك المركزي العراقي يمثل القسم الذي يدير السياسة النقدية في العراق، وبذلك فإن النظام المصرفي يفترض أنه مرتبط بالبنك المركزي العراقي بما في ذلك المصارف الخاصة.

       سبق وأن تحدثنا عن ضرورة قيام البنك المركزي العراقي بإعادة النظر في نافذة بيع العملات الاجنبية التي يقوم بها البنك المركزي، بسبب شبهات الفساد الكبيرة التي تدور حول كمية هذه المبيعات والجهات التي تدخل لشراء الدولار الأمريكي، والآلية التي قام بها محافظ البنك المركزي العراقي في تصنيفه للمصارف الخاصة، حيث ثبت أن غالبية التعاملات التي تقوم بها هذه المصارف تعاملات تنطوي على غسيل أموال من خلال تقديمها لأوراق مزورة مع مبالغة في تقدير المبالغ التي يجب دفعها للتجار الذين يقدمون هذه الاوراق وعدم تدقيقها من قبل جهات رقابية محايدة، الامر الذي يستنزف رصيد العراق من العملات الاجنبية دون ان يستفيد العراق من البضائع التي تدخل الى السوق كونها سلع استهلاكية.

      في محاولة منها لإيقاف هذا الأمر اتخذت وزارة الخزانة الأميركية أمراً بتقييد عمل أربعة مصارف تجارية خاصة في العراق، بحجة انها تقوم بتحويل هذه المبالغ لجهات داعمة للإرهاب، ومع أنها كانت خطوة متأخرة لكنها ساهمت في هبوط مبيعات البنك المركزي من الدولار الى مستويات قياسية، حيث بلغت مبيعات البنك المركزي بعد هذا القرار ٨٠ مليون دولار دون ان يتأثر السوق المحلي لإرتفاع في أسعار السلع، بما يطرح سؤال مهم يتمثل في ما هي الأهمية التي يقوم بها البنك المركزي العراقي لبيعه هذه الكمية الكبيرة من الدولار لهذه المصارف، ومن هو المستفيد النهائي من هذه العمليات إذا ما أخذنا بنظر الإعتبار أن البنك المركزي العراقي يبيع أسبوعيا ما لا يقل عن مليار دولار الأمر الذي يعني أن المصارف التي تشتري الدولار تربح ٢٠ مليار دينار عراقي أسبوعيا أي ٨٠ مليار دينار شهريا وهذا مبلغ يكفي لبناء ٨٠ مدرسة في الشهر.

      المفارقة الأخطر ليست فيما تقدم من حديثنا، بل في إجتماع ممثل وزارة الخزانة الأميركية في السفارة الأمريكية مع ممثلي المصارف الخاصة بدون حضور ممثل عن البنك المركزي العراقي ليقوم بتبليغهم بإيقاف العمل مع ١٥ مصرف اخر وسيتبعه إيقاف مصارف اخرى الأمر الذي قد يصل عدد المصارف الى اكثر من ٤٠ مصرفاً خاصاً بما يعرض النظام المصرفي لهزة وعدم ثقة الجمهور به.

     المشكلة الآن هي في إجراءات البنك المركزي وكيف سيتعامل مع هذا الموضوع، خاصة بعد إنكشاف موضوع التعاملات المشبوهة لهذه المصارف!

نجد أن من الضروري أن يقوم البنك المركزي العراقي بإعادة النظر في الكثير من هذه الإجراءات خاصة تلك المتعلقة بتحويل مبالغ كبيرة الى خارج العراق وقبل ذلك عليه إعادة النظر في نافذة العملة وإلغاءها نهائيا دون التفكير بإعادة العمل بها مرة ثانية، أضف إلى ذلك أن يصار الى إعادة العمل بدائرة التحويلات الخارجية والاتصال بالبنوك المراسلة وتبليغ التجار بأن جميع معاملاتهم التجارية ستكون من خلال هذه الدائرة، هذا الامر سيعيد الثقة بالنظام المصرفي العراقي، كما أنه يعيد الثقة بالإقتصاد العراقي وأخيراً سيقضي على تهريب العملة وعمليات غسيل الأموال التي لم تنجح في السيطرة عليه دائرة غسيل الأموال التابعة للبنك المركزي العراقي.

 

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك