المقالات

كيف يكون المعلم ؟!

1365 2022-10-15

قاسم الغراوي ||

 

    حتى تصبح معلما ينبغي ان تكون شخصا مميزا .

 انها عملية اختيار مهنة مستندة الى الرغبة في إحداث تغيير في حياة الاطفال والمراهقين والشباب .

انها مهنة تستحق اكثر مما تحصل عليه .

   انها ليست مجرد عمل في يوم مدرسي يبدأ من الساعة الثامنة صباحا ويستمر لما بعد الثالثة او الرابعة عصرا .

ان ممارسة مهنة التعليم هو اسلوب حياة اكثر من مجرد كونه عمل او مهنة يسترزق منها .

   المعلم بحكم عمله يخوض يوميا معارك مستمرة متعبة فكريا وحتى جسديا طرفاها هو وحوالي اكثر من ثلاثين طفل او مراهق او شاب يتوجب عليه ان يكون مسؤولا عنهم .

  انه اسلوب حياة يتطلب من المعلم ان يحاول بجد ان يمنح وقته وان يولي اهتمامه لكل تلميذ في صفه مع علمه انه شخص واحد وهم كثيرون .

   وعلى المعلمين ان لا يكونوا انانيين ، فتلاميذهم ونجاحهم هو الاولوية رقم واحد بالنسبة لهم وهذا شيء يجب ان يكون هدفا رئيسيا عليهم ان يضعوه نصب اعينهم .

 لذلك على كل معلم أن يكون موجها مخلصا وإسوة حسنة يقتدى بها وأن يكون شخصا يمكن للتلاميذ أن يمنحوه ثقتهم .

    فالمعلم يقوم بتغيير حياة الطلبة ليس فقط عن طريق إعطائهم المعارف النظرية والتطبيقية ولكن ايضا عن طريق تعليمهم كيف يصبحون مواطنين افضل في الحياة .

قد لا يدرك الطلبة هذا الجهد الذي يبذله المعلم في فترة الدراسة ولكنهم فيما بعد وبعد ان يخوضوا معترك الحياة عندها فقط سوف يشكرونه على فعله ذلك .

     أن تكون معلما قد يبدو شيئا سهلا ولكنه في واقع الامر يستلزم اكثر مما يعتقده اي شخص.

 انه يتطلب الاستعداد والتحضير حتى في عطلة نهاية الاسبوع للاسبوع الدراسي القادم وهو امر يتطلب تحضير خطط الدرس واجتماعات اولياء اﻹمور وما الى ذلك وهو امر مضني في حد ذاته ويتطلب متابعة وتوجيه .

  يجب ان يكون المعلم مؤثرا لمصلحة التلاميذ حتى على مصلحته الخاصة وان يكون شخصا مهتما .. شخص لا يتوقف البتة عن تحفيز التلاميذ والايمان بقدراتهم وهذا درس عظيم في الحياة .

   هذا المعلم سوف لن يتخلى عن تلميذه قط .

وهذا شيء يجعل التلميذ يشعر بالسعادة .

   ان مهنة التعليم لا تتعلق بإلقاء محاضرة او تدريس منهج دراسي محدد ومقرر سلفا او تتعلق بالعمل على ان يحصل التلاميذ على علامات جيدة في الامتحانات . انما هي تتعلق بتعليم هؤلاء الاطفال والمراهقين والشباب ما يمكن ان يصبحوا عليه في المستقبل وماذا يمكن لهم أن يأملوا في تحقيقه في هذه الحياة .

 انها مهنة تتعلق بإعداد اجيال المستقبل والايمان بهم وبقدراتهم .

   وفي مقابل قرار المعلم في ان يكون جزءا من اسلوب الحياة هذا الداعم للتلميذ فان التلميذ بدوره سوف يكون دوما مخلصا لمعلمه وسوف يحبه بدون قيد او شرط .

 

ــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك