كندي الزهيري ||
إذا أردنا أن نعلم كيف سيكون المستقبل، علينا أن ننظر إلى ثلاثة أمور، الأولى؛ أطفال هذا البلد كيف تتم تربيتهم ومعاملتهم، ثانيا؛ من هو المسؤول عن وضع المناهج التربية والتعليم، ثالثا؛ القيادة التي تحكم هذا البلد... هنا ستعلم علم اليقين مستقبل هذا البلد.
من الواقع المرير وبسبب الحروب والفتن وانشغال الساسة في دوامة الصراعات التي لا تنتهي، فقدت العوائل امنها وأصبح الطفل العراقي في دوامة المجهول، حيث إشارة حقوق الإنسان أن نسبة عمالة الأطفال في العراق 4.8 % وتكمن خطورة الموضوع كونهم عرضة للاتجار بالبشر والبتزار والانحراف الأخلاقي، واستخدامهم في الصراعات وتصفية الحسابات، أن أسباب عمالة الأطفال هو الفقر والنزوح وفقدان المعيل مما سبب ترك الدراسة والبحث عن لقمة الخبز، في بلد كل شبر من أرضه تدر ذهبا، لكن يد الفساد تبطش ورياح الفساد تعصف بمستقبل الأجيال، بل ذهبت بعض الإحصائيات إلى زيادة مخيفة بنسبة عمالة الأطفال إلى 40 % وهذا رقم مرعب ومهول،، ما نراه في التقاطعات، هو صورة مما يجري في أماكن اخرى، وهذا يؤدي إلى بزوغ جيلآ مشوها غير قادر على العيش بصورة سليمة، لما تكون في نفسة من مشكلات وعقد ستنعكس على نفس في المقام الأول و على أسرهم المستقبلية وعلى المجتمع.
ومن هنا من باب المسؤولية والشعور بالخطر الذي يتغافل عنه المتصدون، ندعوا منظمات حقوق الإنسان! والوزارات المعنية بذلك وعلى رأسها من يدير الحكومة، وضع خطط حقيقية واقعية سريعة التنفيذ لإنقاذ مستقبل الأسر والأطفال بعيدا عن التسويف والتبرير، هؤلاء قد يمثلون مصدر خطر في قابل الأيام على الوضع البلد إذا لم توضع قوانين ترفع من شأنهم وتحمين كرامتهم وتنتشلهم من واقعهم المزري هذه مسؤولية قومية وأمنية وأخلاقية، وأن التقاعس الحكومات عن واجباتها في راعية هذه الشريحة يعد خيانة عظمى، تهدم جذور مجتمع باكملة ووتبني أبراج من الظلام والظلم...
ما ذنب هذا الطفل الذي يترك مقاعد الدراسة، باحثا عن لقمة الخبز!، ما ذنب هذا الطفل بتشويه طفولته وقتل مستقبله، أليس هذه مسؤوليتكم يا قادة البلد، لما تتنصلون منها، أن هؤلاء الأطفال وهذه الأسر ضحايا العنف السياسي الدموي، والإرهاب والفتن والمجاملات على حساب مستقبلهم... ونقولها وبملء الفم، أن اي حكومة لا تضع في برنامجها حماية الطفولة والأسرة، ولا تسعى إلى تأمين حياة كريمة لهم، ينظر إلى هذه حكومة، حكومة عملاء وخونة ومخربين، لكون هذا الفعل يؤدي في المستقبل إلى خراب وإنشاء جيل دموي حاقد، لأ يفقه إلا لغة الدم، اعقلوا وتداركوا الأمر قبل أن يدرككم طوفان أعمالكم، هذا الزع اعتنوا به حتى يزهر مستقبل البلد، ويثمر للجميع بالخير والامن والاستقرار.