المقالات

نظام رأسمالي، والنظام البديل

1173 2022-10-03

ضياء المحسن ||

 

ظهر النظام الرأسمالي بعد الإنهيار الذي شهدته الإقطاعيات التي كانت متحكمة بمقاليد الاقتصاد، يتلخص هذا النظام بسيطرته على وسائل الإنتاج من قبل الخاصة، يتم من خلاله توزيع الدخل عن طريق تشغيل السوق والإنتاج، الميزة الأساسية في هذا النظام إستخدامه لرأس المال المتراكم في توسيع القدرات الإنتاجية في مجالات الإقتصاد المتنوعة والتي تعطي عوائد؛ بدلاً من إستثمار رأي المال المتراكم في المؤسسات غير المنتجة إقتصادياً.

في كتابه (مقدمة قصيرة عن الرأسمالية) يقول الكاتب (جيمس فيلتشر) ((إن الرأسمالية إستغلت العمالة لدرجة أنهم كانوا يسحبون الساعات التي يلبسها هؤلاء العمال لكي لا يعرفوا الوقت أثناء العمل، وبعضهم كان يقدم ساعة في الصباح ويؤخر ساعة في المساء للحصول على وقت أطول)).

لا يوجد نظام مالي كامل، فكما أنه يضم إيجابيات فهو كذلك يضم سلبيات ترافق تلك الإيجابيات، فمن إيجابيات الرأسمالية توفيرها للخدمات والمنتجات التي يحتاجها الأفراد بأسعار تتنافس الشركات المنتجة على أن تكون منخفضة لزيادة مبيعاتها، بما يؤدي الى إبتكار وسائل إنتاج أساليب جديدة في الإنتاج تقلل من التكاليف وتزيد الأرباح، في المقابل فإن من سلبيات هذا النظام أنه لا يوفر منافسة متساوية ومتكافئة خاصة لأولئك الذين لا يمتلكون الدعم الكافي والتعليم بالإضافة لكبار السن والمعوقين، ما يعني حرمان المجتمع من مهارات كثيرة يمتلكها هؤلاء، كما أن واحدة من سلبيات الرأسمالية إستنفادها للموارد الطبيعية وتلويث البيئة والتغيرات المناخية بما يتسبب في تقليل جودة الحياة الطبيعية.

من هنا يتأكد لنا فشل النظام الرأسمالي كما فشل من قبله النظام الإشتراكي ونظام الإقطاعيات في العالم، ولابد من التفكير ببديل يكون أنجع للإقتصاد، إقتصاد يعتمد التعشيق ما بين جميع هذه الإقتصادات بما يتيح المجال للإستفادة من الثروات الطبيعية بتوازن، وإستثمار الطاقة لدى الكثير ممن لم تتاح لهم الفرصة لإبراز طاقتهم في خدمة المجتمعات التي يعيشون فيها، وليس هناك نموذج أفضل من النموذج الاقتصادي الإسلامي الذي يجمع بين كل هذه الأنظمة، والتي تتحدث بطون الكتب الإسلامية المتخصصة في الاقتصاد، عن مستوى الرخاء التي كان يعيش فيها الأفراد أيام الحكم الإسلامي.

يعتمد النظام الاقتصادي الإسلامي على الدمج بين الملكية الخاصة والعامة بما يمكن تسميتهما بالملكية المزدوجة، ويمنح لكل منهما مجالاً لتعمل به لتحقيق المصلحة الفردية والجماعية في ذات الوقت، مع الأخذ بنظر الإعتبار تقديم مصلحة المجموع في حال وجود تعارض بينهما، وهو ما يطلق عليه بتقييد الحرية  الاقتصادية عن طريق إيجاد ضوابط تحدد طرق كسب المال الحلال وإنفاقه، وهذا يناقض النظام الرأسمالي الذي فتح الباب واسعاً أمام طرق كسب المال (حلال أو حرام)، وحتى وسيلة إنفاق هذا المال، بالإضافة الى أن النظام الإسلامي يتعارض مع النظام الإشتراكي الذي صادر حرية التملك وحصر الملكية في النظام الحاكم في ذلك البلد.

لقد عمل النظام الاقتصادي الإسلامي من خلال نظريته الاقتصادية المستنبطة من القرآن الكريم على تحقيق عدة أمور، الأول يتمثل في ضرورة قيام مشاريع إقتصادية تتوافق مع مبدأي الحلال والحرام والقيم الأخلاقية، والثاني أن الدولة تتكفل في حالات الإحتكار التدخل لحماية المصالح العامة للحد من الممارسات الخاطئة التي تصدر من الأفراد في حال ممارسة أنشطة إقتصادية لا تتوافق مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، والثالث تربية المسلم على أن يتخلص من الأنانية وتفضيل المصلحة العامة على مصلحته الخاصة.

 

ــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك