كندي الزهيري ||
إن النفس إمارة بالسوء إلا ما رحم ربي، تبحث عن العب وتتبع الهوى، تجرم وتبطش، شحيحة بالخير كريمة بالسوء، تميل أينما يميل الريح، لأ تسكن إلا تهدأ، تسلك بصاحبها مسالك المهالك، وتجعله أهون هالك، تذل الإنسان لحاجتها، لأ تقبل بالميزان ولا تستمع للحكمة العقل، فترى صاحبها متعبا لعدم كبح طمعها وتأديبها لسوء فعلها...
أين ما تكون وفي أي ضرف كان، تراها تتمرد وتطمع، فتهتك وتفجر، لهذا هو عدوا وصديقا في ذات الوقت للإنسان، وأن مجاهدتها هو الجهاد الأكبر، قبل أن تتصدى لأي مسؤولية كانت واجبا عليك أن تعرف نفسك وتطوقها لكي لا تفتك بك...
أمس واليوم ولا زلنا، نعاني من أتباع النفس الإمارة، التي تدير دفة سفينة العراق، هذه النفس التي تقدم مصالحها الخاصة على مصلحة العراق وشعبة الكريم، والتي تسلك في هذا البلد مسالك المهالك، وتجعله عرضة للأمواج المتلاطمة، والعواصف العاتية، مع نخر جوف السفينة بصراعات لا مبرر لها غير أتباع الهوى وتقديم ال (انا) على مصلحة (نحن)...
اليوم نحن نشاهد العالم وهو يمر بمنزلق خطير وتصعيد كارثي ربما بكبسة زر ينتهي كل شيء، كان من الأجدر بأصحاب الأنفس المتصدية أن يوحدون الجبهة الداخلية، لمواجهة اي خطرا خارجيا محتملا، لكن لي الأذرع وضرب القانون والدستور وإرادة شعب بعرض الحائط، كلفنا الكثير.
من منا لم يرى حجم الفساد وكيف ينخر جسد الدولة، ومن منا لأ يريد أن يصبح العراق أقوى وأعظم دولة في العالم!، إلا أصحاب المصالح الشخصية الضيقة، وأتباعهم من السذج، أن كنتم صادقين في ادعائكم للإصلاح الوضع العراقي، فلِمَ لم تتخذوا الطرق السليمة لذلك، عبر سلوك المسارات الصحية؟، لما احتكمتم إلى الشارع وتجاوزتم على أرواح الناس والممتلكات العالمة؟ هل هذا إصلاح أم محاولة للإبقاء على الامتيازات والمكاسب الخاصة؟...
إذا كان نريد الإصلاح علينا أن نطالب باستفتاء قانوني على تعديل بنود الدستور أولا، ثانيا؛ الاحتكام إلى القانون، ثالثا؛ تعديل النظام السياسي الحالي كذلك بالقانون، لا بالفوضى وجر العراق إلى حربا داخلية المنتصر فيها خاسر...
إلى قادة العراق وزعاماته، جعلوا من خدمة شعبكم صورة لكم، وشرفا وعزة لتاريخكم، لأ تتركون أمركم للحواشي، ولا تسلمون عقولكم لأنفسكم، الحكمة والتدبر والتعقل والصبر سبيل النجاة من مكائد وحبال الشيطان... فهل أنتم على إستعداد للجهاد الأكبر، وخدمة شعبكم!، أم لازلتم في غفلة ألهو والعب؟... وأعلموا بأن فرصتكم أصبحت قليلة جدا، فتداركوا أمركم قبل فوات الأوان، أما سفينة العراق لا خوف عليها ولا هم يحزنون، الانها برعاية صاحب الزمان (عجل الله فرجه الشريف)... فأنتم تقودون ظاهر الأمور، أما بواطنها لا يعلمها إلا الامام (عجل الله فرجة الشريف)...