قاسم آل ماضي ||
ما زال نشر المغالطات و تداولها والتعامل معها على إنها من المسلمات أو من الحقائق التي تفرض التعامل معها بواقعية، ومنها مغالطة ” الأزمة ” التي يتبناها طيف واسع من الكتاب العراقيين المقيمين في الخارج خصوصا بهدف نفي ما قدمته القيادات السياسية بعد 2003 ، وخصوصا القيادات التي كانت تشكل المحور الذي التفت حوله المقاومة المسلحة والسياسية لنظام صدام، وبالتالي نفي الثورية عن الشعب الذي ثار عليه لاسترداد حقوقه الأساسية المغتصبة ، في الحرية والكرامة و احترام الحريات و ضمان سيادة القانون و ردّ المظالم .
ما نعانيه من واقع سياسي مرتبك سببه مشكلة الاختلاف بين ما نرغبه وبين ما هو موجود في أرض الواقع، أو أن يسير أمر ما على غير المعتاد أو على غير ما نألفه، على سبيل المثال ” مشكلة البطالة، او الاحتكار او التنافس الاقتصادي أو مشاكل في الإدارة أو مشاكل ضعف الإمكانيات أو ضعف الأداء في قطاع التعليم او الصحة وغيرها .
هذه المشكلات معظمها موروث من النظام الصدامي وتفاقمت في ظل الإحتلال الأمريكي الذي ما يزال قائما، والذي تعمد مفاقمتها لأن القوى السياسية المتصدية خصوصا افسلامية منها لا تسير وفقا للخطوط التي رسمها الإحتلال وحاول فرضها على المتصدين للعمل السياسي.
يتعين على المشتغلين في الحقل السياسي ان يكونوا عونا للمتصدين سياسيا، لأن ان يحولوا الى نقاري خشب في جذع الدولة العراقية التي تواجه تحديات هائلة..
إذا لم يتعامل الإعلامي والكاتب والمحلل السياسي بجدية ومسؤولية وأخلاقية مع هذه المشاكل بجدية من خلال تحديد الأسباب الحقيقية لها ووضع الحلول المناسبة الكفيلة بالقضاء على أسباب المشكلة، فإنهم يتحولون الى اداة لصناعة المشكلات، بل يصبحون مشكلة قائمة بحد ذاتها.
إطروحات بعضهم موقف يهدد بشكل خطير المصالح والأهداف الأساسية للدولة والمجتمع ويصبحون عبئا على الحياة السياسية.. ويرتكز هذا العبيء في ترويجه على عدة مغالطات و افتراءات منها ” المؤامرة الخارجية ، الإرهاب و العصابات الإرهابية ، التمرّد ، تدمير البلاد و الاقتصاد ، استهداف محور المقاومة والممانعة ، استهداف الامن القومي العربي ………. الخ من المصطلحات والمفاهيم البالية.
ما يحدث في العراق اليوم ليست مشكلة عابرة، وليست أزمة طارئة ، إنها قضية شعب مظلوم حقوق، وعليه فإن من يتعامل مع المشكلات بطريقة النقد المأزوم فهو إما أنه لم يفهم ما يحدث، وإما مٌخادِع و مُضلِّل , وهذا إن لم يكن في خانة أعداء مستقبل العراق ، وفي خانة المتسلقين والانتهازيين.. ولن تصلح احوالنا أونتنتصر على انفسنا حينما يكتب خطابنا الإعلامي مُضلِّل او يًنظِّر لها إنتهازي.
ضناعة المستقبل تحتاج إلى رجال إعلام صادقين، لا طُلاّب سلطةٍ و مكاسبٍ ،
ونقول للكاتب سليم الحسني المأزوم مهزوم لا سهم له لا في العير ولا في النفير .
ــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha