المقالات

لا اجتهاد مع النص

1569 2022-09-12

 

قاسم الغراوي ||

 

كاتب / صحافي

 

عبارة قراناها ومرت علينا كثيراً ( لا اجتهاد مع النص) فحينما يكون النص واضحا تتبدد كل المحاولات التي تريد له تفسيراً مغايراً لما يؤكده هذا النص من وضوح لا لبس فيه .

بالنسبة للخرق الدستوري او بعض مايتعلق بالعملية السياسية من فقرات او قوانين تحكمها خلقت نوع من الاهتزازات والتفسيرات والشكاوي بين أطراف النزاع لمحاولة معرفة تفسير بعض فقراته وأعتقد أن المشكلة الحقيقية هو عدم وجود نص قانوني ازاء الفعل الذي يعتقد البعض مساءلة مرتكبه ذلك ان القاضي مقيد بالقاعدة الدستورية المنصوص عليها في المادة (19/ ثانيا) من دستور جمهورية العراق لسنة 2005 التي تنص على (لا جريمة ولا عقوبة الا بنص) كذلك القاعدة القانونية المنصوص عليها في المادة (1) من قانون العقوبات رقم (111) لسنة 1969 المعدل التي تنص على (لا عقاب على فعل  او امتناع الا بناء على قانون ينص على تجريمه وقت 

اقترافه).

لذا فان الخروقات الدستورية وأخص بالذكر التوقيتات التي تجاوزتها الكتل والاحزاب والتيارات السياسية في محاولتهم لتشكيل الرئاسات الثلاثة  لا يمكن للقاضي مساءلة مرتكبها سواء مؤسسات او افراد او احزاب الا بوجود نص صريح يعاقب عليها وفق الشروط القانونية التي ينظمها النص الدستوري  .

ان القضاء يدرك تماما الاثار السلبية للخروقات الدستورية التي حصلت بعد الانتخابات التشريعية في تشرين الاول سنة 2021 المتمثلة  بعدم الالتزام بالتوقيتات الدستورية في تشكيل السلطة التنفيذية بشقيها رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء بحسب  نص المادة (66) من الدستور وهذه ليست اول مرة فجميع التجاوزات الدستورية بعد الانتخابات رافقت محاولات تشكيل الرئاسات والحكومة مابعد السقوط ولحد الان.

ورغم وضوح هذا الخرق الدستوري الا ان القضاء لم يكن قادرا على معالجة هذا الخرق او مساءلة مرتكبيه بسبب (عدم وجود نص دستوري) يجيز له ذلك.

  لذا كان قرار المحكمة الاتحادية العليا صائباً في العدد 132 وموحداتها 17 دعوى/اتحادية/2022  الصادر  بتاريخ 7 /9 /2022 بخصوص دعوى طلب حل مجلس النواب اذ رغم ان القضاء يتفق مع المدعي في تلك الدعوى واقعيا بوجود خروقات دستورية مرتكبة من قبل مجلس النواب 

الا ان القضاء الدستوري رد الدعوى بطلب حل مجلس النواب

ان جزاء هذا الخرق (حل المجلس) اوكلته المادة (64) من الدستور الى مجلس  النواب ذاته بان يحل المجلس بالاغلبية المطلقة لعدد اعضائه اما بناء على طلب من ثلث اعضائه او طلب من رئيس مجلس الوزراء وبموافقة رئيس الجمهورية. 

كذلك بررت المحكمة الاتحادية قرارها -وهي على صواب في ذلك- بان اختصاصاتها محددة دستوريا بموجب المادة (93) ولا يوجد بينها صلاحية حل مجلس النواب اذ لاتوجد فقرة تمنحها هذه الصلاحية وأعتقد يجب أن تضاف بعض الفقرات الحاسمة إلى المحكمة الاتحادية لمراقبة العملية السياسية وتصحيح مساراتها وايقاف التجاوز على التوقيعات الدستورية من قبل الاحزاب التي تحاول تشكيل السلطات حيث تستمر اكثر من ثمانية أشهر وهذه مخالفات واضحة .

هذه الحالة وغيرها توجب اعادة النظر بصياغة مواد الدستور المعرقلة لتشكيل السلطات الدستورية والتي سببت حالة الانسداد السياسي وما رافقها من احداث مؤسفة بان يتم النص على جزاء مخالفة اي نص دستوري بنفس النص بصياغة واضحة غير قابلة للاجتهاد او التأويل وحتى لاتتاخر تشكيل الرئاسات الثلاثة بعد الانتخابات وتشكيل الحكومة وان تحرص هذه الاحزاب وتكون جادة وصادقة في الالتزام بالتوقيتات المفترض أن يكون الجميع ملتزما بها .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك